بشفافية: بالثقة تمضي عمان

28 سبتمبر 2021
28 سبتمبر 2021

نحن بحاجة إلى أن نقف وقفة تأمل فيما يحيط بنا من منجزات تحققت على امتداد الوطن العزيز، فهذه المنجزات وتلك، لا يمكننا تجاهلها ولا يمكن لأي عابث بالكلمة أو بالمنجز أن يهمش أو ينكر كل هذه المنجزات التي تقف شاهدة على عهد مضى وعهد يتجدد ومسيرة متواصلة من التنمية.

ولم تكن الأوطان بيوم من الأيام لتسمو وتعتلي وتتقدم إلا بتماسك شعوبها وتعاضدهم وتراص صفوفهم وثقتهم في قيادتهم ومضيهم معها سندًا وعونًا على السراء والضراء، ولعمان وأبنائها الأوفياء تجربة في ذلك مع المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - عندما هتف في الشعب قبل ٥٠ عامًا ونيفا فهب له ولهتافه أبناء عمان قاطبة شيبًا وشبابًا ومن كل أرجاء الوطن وخارجه، فمن كان في الداخل جاء مستبشرا بعهد جديد ومن في الخارج أطربت مسامعه هتافات القائد ليلبي النداء ويكون حاضرا في بناء عمان، فعاد للوطن وشارك بمسيرة عمان الظافرة ونهضتها الحديثة.

ومضت هكذا المسيرة حتى تحققت كل هذه المنجزات التي تحيط بنا، فاليوم نلمسها ونعيشها وتراها أعيننا شامخة، فلم تتحقق كل هذه المنجزات والشواهد بشكوك أو اتهامات أو القذف والتنابز والصخرية، بل بالثقة والتحمل والصبر والاستلهام والأمل والطموح لمستقبل أكثر تقدما، مغلبين مصلحة عمان فوق كل مصلحة، وواضعين نموها وتطورها وتقدمها فوق كل اعتبار.

واليوم نحن مع قيادة متجددة وعهد جديد بقيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -، الذي يمضي بعمان إلى الأمام مستندا على ماضٍ تليد وحاضر مشرق ووفق رؤية محددة وواضحة المعالم لتحقيق «رؤية عمان 2040» التي تجسد المستقبل وفق أسس مدروسة متمكنة لتحقيق الأهداف التي فيها تحقق لعمان مكانتها المتينة الثابتة، ومعها تمضي لمستقبل أكثر ازدهارًا للمواطن.

إن العبث أو التخريب لا يقتصر على تكسير الأشياء أو تحطيمها باليد فقط، بل إن بعض الكلمات تشكل عبثًا وتأثيره يتجاوز في كثير من الأحيان العبث باليد، فبعض الكلمات العابثة التي تحاول النيل أو العبث بمنجزات وطنية خالدة، علينا التصدي لها بالكلمة التي ترد عليها وعلى عبثها.

سواعد أبناء عمان التي بنت وشيدت وتواصل البناء والتنمية تعاقبت جيلا بعد جيل، وحملت على أكفها وعلى جباهها أمانة هذا الوطن العزيز لحماية منجزاته ومكتسباته، والأجيال اليوم مطالبة بأن تحمل هذه الأمانة العظيمة إلى ما شاء الله لها من وقت وزمن أن تحملها إلى حين، ومن بعد ذلك ستأتي أجيال المستقبل لتواصل حمل الأمانة، وهكذا تمضي عمان، فكما حملتها من قبلنا أجيال، تحملها اليوم أجيال الحاضر، على أن يأتي من بعدنا من يواصل المسيرة من أبناء عمان الأوفياء، فلا يمكن للأمانة أن تسقط وهي في حضن الأوفياء يحافظون عليها في مقل العيون وأهدابها، ولا يدعونها تسقط أبدا فهي راية الإشراف والأوفياء يتبادلونها، يترجلون من عن ركب الحياة ويتعاقبون ويتبادلون الأدوار حمل الأمانة، ولكن الراية تمضي شامخة والأمانة عزيزة شامخة أبية لا تسقط أبدا.

عمان تعيش اليوم مرحلة جديدة وتمضي إلى تحقيق «رؤية عمان 2040»، وهذه الرؤية الشاملة لكافة مناحي الحياة تتطلب وضع النقاط على الحروف لتحقيق أهدافها، وتتطلب تضافر الجهود من قبل الجميع مواطنين ومسؤولين لتحقق أهدافها، وتحقيق هذه الأهداف يتطلب الصبر والتحمل والوقفة الجادة مع المشروعات الوطنية الكبيرة، والتعاضد صفًا واحدًا مع القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي يمضي بعمان إلى مزيد من الرفعة والسؤدد، فلنمض معه جنبًا إلى جنب لغد أكثر إشراقًا لعمان وأبنائها الأوفياء، وحتما ستصل مسيرة الخير العمانية إلى أهدافها وستعتلي إلى مزيد من المعالي بالتلاحم والتأخي والصف الواحد والكلمة الطيبة، التي تنير دروب التنمية والاستقرار.