بشفافية :الشباب والعمل الحر

18 يناير 2023
18 يناير 2023

لا يزال ملف الباحثين عن عمل يتصدر أولويات الحكومة، باعتباره ملفا شائكا من الضروري العمل على إيجاد مخارج لحل كافة الجوانب المتعلقة به، وإيجاد حلول تساند جهود التوظيف في القطاعات الحكومية والخاصة، ومن بين أبرز الحلول لمساندة هذا التوجه هو العمل الحر، وإقامة مشاريع خاصة بالباحثين عن عمل توفر لهم الحياة الكريمة وتكون مصدر رزق مادي لهم يعينهم على توفير متطلبات الحياة.

وجاء تأكيد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على أهمية توعية الشباب بفلسفة العمل وثقافته وضرورة تشجيعهم على خوض مجالات الأعمال الحرة، ليضع الجميع أمام مسؤولية المشاركة في وضع الحلول لتوجيه الشباب نحو العمل الحر، والانخراط فيه، وإعطائهم التسهيلات الأزمة، والتشجيع على إقامة مشاريع خاصة بهم.

قرابة 85 ألف شخص ضمن الباحثين عن عمل، رقم كبير! ويعطي مؤشرات على أهمية التعامل مع هذه الأرقام بتبني (مشروع وطني) تشارك فيه كافة المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد، للعمل على تبني المشروع والتفكير بمجالات جديدة ومبتكرة نحو تشجيع الشباب على ممارسة العمل الحر، واتخاذ الجهات المعنية خطوات لدعم هذا التوجه عبر سلسلة من الإجراءات تضمن توفير التسهيل المناسب لانخراط الشباب في ممارسة العمل الحر.

نؤمن أن ثمة مجالات قد يستطيع الشباب بدء مشاريعهم الحرة فيها، ولكن في المقابل هناك تحديات على أرض الواقع، تفرض نفسها وتحول بين تحقيق الطموحات وبدء المشاريع على أرض الواقع، وهو ما يستدعي من الجهات المعنية العمل على حلها جذريا.

في المقابل هناك العديد من المبادرات التي حاولت مؤسسات حكومية تبنيها، ولكنها واجهت عدم تقبل مجتمعي، وأذكر هنا على سبيل المثال تصريح أحد المسؤولين باحتمالية (تعمين) مهنة توصيل الطلبات، ولم يلق القبول الاجتماعي، ولعل هناك أسبابا أخرى حالت دون هذا التوجه، ولكن يبقى الأمر أن بعض المهن التي أوجدتها الحياة المعاصرة مهمة؛ نظرا لما تشهده من رواج.

اليوم وبعد مرور سنوات على التصريح السالف الذكر، نجد أن مهنة توصيل الطلبات تحقق رواجا في السوق، ويعمل بها عشرات إن لم يكن المئات من جنسيات مختلفة، ومن خلال المعطيات وما نراه على أرض الواقع، فأن هذا المجال لا يزال يستقطب أعدادا إضافية، حيث يعمل الكثير من الوافدين على دخول هذا المجال عبر استخراج رخصة قيادة مركبة وشراء سيارة للدخول في هذا العمل الذي يعد واحدا من بين فرص العمل التي فرضتها متطلبات العصر الحديث، وبعد أن أصبحت هذه المهنة بهذا الزخم والمردود المادي المناسب، هل لا يزال من استنكروا (تعمين) هذه المهنة ينظرون إليها بنفس النظرة.

إن المرحلة الحالية تتطلب أن يعمل الجميع على تشجيع الشباب للانخراط في أعمال ومهن مهما كانت، عندما تتوافر فيها لقمة العيش الحلال، خاصة وأن المجتمع العماني لديه من التجارب الناجحة في العمل، وعدم التأفف عن العمل مهما كان مسماه إن كان يوفر له الرزق بعرق الجبين.

وعندما يكون سوق العمل واعدا، فأن المجال يبقى مفتوحا لطرح المزيد من الأفكار التي قد تسهم في تنمية المشاريع الخاصة بالشباب، والعمل في إطار وطني من أجل المساهمة في تشغيلهم وتذليل العقبات أمامهم في ريادة الأعمال.