بشفافية : «الإعلام» شريك التنمية

يعزز الإعلام العماني حضوره في كافة التوجهات الوطنية الرامية إلى تحقيق مزيد من التنمية والازدهار في ربوع سلطنة عمان، من خلال منظومة إعلامية متكاملة تنقل تفاصيل التنوع الثري الذي تزخر به عمان، في كل شبر من أرجائها، وتقدمه للمتلقي من أفراد المجتمع مواطنين ومقيمين، ومتابعين لوسائل الإعلام العمانية في الخارج، برؤية عمانية، وأسلوب متطور يتماشى مع التقدم العالمي في الإعلام وأدواته ووسائله.

وفي التوجه الذي دعا إليه قائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ انطلاقة العهد الجديد، المتمثل في تنمية المحافظات، وتحقيق (اللامركزية)، الهادف إلى تمكين كل المحافظات من استغلال مواردها ومقدراتها وفرصها الاستثمارية والتنموية، وتحقيق تنمية شاملة توفر فرصا ومشاريع وأعمالا للشباب في محافظاتهم، كان الإعلام العماني حاضرا لمواكبة هذا التوجه الوطني، بل إنه عزز حضوره من خلال خطوات عملية للنهوض بتنمية المحافظات ومساندة الجهود الوطنية الحكومية والخاصة والأهلية في هذا الجانب. ومن بين جوانب التعزيز للعمل الإعلامي، عقدت وزارة الإعلام مطلع الأسبوع الجاري حلقة عمل «إعلام المحافظات»، التي جاءت لتدرس المشهد الحالي وتضع أسس المستقبل بعين الثقة في الإمكانيات والقدرة على تحقيق المزيد للنهوض برسالة الإعلام العمانية، ولتؤسس مرحلة جديدة متعمقة في إعلام المحافظات، من خلال حزمة من أوراق العمل التي تم تقديمها في الحلقة، واستعرضت التجارب والجهود والتحديات والمقترحات للنهوض بإعلام المحافظات في الصحافة والتلفزيون والإذاعة والإعلام الإلكتروني، العام والخاص، والاستماع إلى وجهات النظر والمقترحات ليتم العمل على دراستها والأخذ بها للعمل على تطوير منظومة إعلام المحافظات.

إن ما شهدته حلقة العمل من حضور وأوراق عمل ثرية، وضعت المشاركين أمام الجهد الوطني الذي تبذله وسائل الإعلام، والإمكانيات البشرية والكوادر والمعدات والأجهزة المتطورة التي تزخر بها منظومة الإعلام العمانية، وسخرتها من أجل رسالة إعلامية مهنية تواكب الأحداث وتنقلها عبر كافة الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، وعبر الإعلام الإلكتروني والمنصات الرقمية، في مشهد يعكس مدى ما يتمتع به الإعلام العماني من إمكانيات وكوادر مؤهلة تقود دفة العمل الإعلامي بمهنية عالية وقدرة متمكنة. وكما استطاع الإعلام العماني خلال فترات زمنية متفاوتة أن يحدث نقلات نوعية، وخطى متسارعة من التقدم ومواكبة التطور في عالم الإعلام، دون تفريط في الهوية العمانية الفريدة، أو الخروج عن نهج الاتزان في التعاطي مع كافة الجوانب والمعطيات، فإنه قادر خلال هذه المرحلة التي تشهد ازدهارا للإعلام العماني وعمقا في المضمون، أن يحدث نقلات نوعية في «إعلام المحافظات»، وتعميق الرسالة الإعلامية القادمة من هناك، خاصة أن تلك القدرة على التقدم يواكبها طموح حقيقي من الكوادر الإعلامية وإصرار على تحقيق المزيد، من أجل هذا الوطن ومواطنيه، ومواصلة تأدية الرسالة الإعلامية بمهنية عالية، وفق الهوية العمانية الأصيلة.

إن المرحلة القادمة تتطلب من وسائل الإعلام والعاملين فيها تقديم المزيد من الجهد، وتحقيق شراكة متجددة مع المحافظات ومكاتب المحافظين، وبلورة شراكة وتواصل للوصول للرسالة الإعلامية للمحافظات التي ننشدها جميعا، بأن تكون بعمقها الذي يتناسب مع ما تزخر به البيئة العمانية من ثراء وتختزنه كل محافظة من مقومات إنسانية وجغرافية.