بشفافية :الأطفال أمانة

02 أغسطس 2023
02 أغسطس 2023

تعمل الدول على توفير الرعاية للأطفال لأنهم الجيل الذي سيحمل راية البناء والمواصلة في إعمار الأوطان على نهج من سبقهم في البناء والتعمير والحفاظ على المنجزات والمكتسبات، فلا يمكن لأي أمة أن تتقدم وتحافظ على تقدمها إلا إذا رعت أطفالها رعاية سليمة فكريا وصحيا، وفق أسس تراعي التنشئة الصالحة وبما يتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة، خاصة في ظل متغيرات يشهدها العالم، ومحاولات تستهدف الطفولة ونقاءها وتغيير فطرتها عبر وسائل عدة، بهدف إضعاف بنية الشعوب والمجتمعات.

لذلك أولت سلطنة عمان اهتماما كبيرا برعاية الطفل وسخرت له الممكّنات التي ينشأ عليها تنشئة صالحة وسليمة وآمنة، وذلك من خلال تبني العديد من البرامج والخطط وسن القوانين التي تضمن للطفل رعاية شاملة تبدأ من رعاية الأم صحيا منذ الحمل ومرورا بفترة الولادة والحضانة إلى بلوغه سن الرشد، والحرص على رعايته بدنيّا وصحيا وبيئيا، وتوفير سبل سلامته من خلال نيل حقوقه الصحية والتعليمية منذ الصغر.

وعززت سلطنة عمان رعايتها للطفولة من خلال منظومة الحماية الاجتماعية التي وفّرت ضمن صندوق الحماية الاجتماعية دعمًا ماليًّا شهريًا للأطفال العمانيين منذ الولادة حتى سن «18» عامًا، وذلك لضمان وجود حد أدنى من الحماية الاجتماعية النقدية لهذه الفئة دعمًا لاحتياجاتها في هذه المرحلة بمبلغ 10 ريالات عمانية شهريًّا، وهذه الخطوة تمثّل جانبًا مهمّا يضمن للطفل الحصول على منفعة مالية داعمة له.

إن رعاية الطفل مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المؤسسات والمجتمع والأفراد والأسرة، ومن خلال شراكة هذه الأطراف والعمل على ضمان حقوق الطفل، تأتي حملة « أطفالنا أمانة» التي تنفذها وزارة التنمية الاجتماعية واللجنة الوطنية لشؤون الأسرة ومكتب اليونيسيف، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية، لتعميق مفهوم رعاية الطفل وتوفير الحماية له من خلال تعريف أولياء الأمور والمجتمع بشكل عام ومقدمي الرعاية بسلوكيات الرعاية وكيفية الإشراف المباشر على الأبناء وتوفير بيئة آمنة له خاصة في ظل تغير أنماط الحياة وتوجه الأطفال إلى عالم التكنولوجيا والتقنية.

ومع تزايد الحاجة إلى رعاية أفضل للطفل فقد ركزت الحملة على دعم الأطفال ودمجهم في المجتمع والتأكيد على أهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وتحقيق النمو الشامل لاحتياجات الطفل الاجتماعية والعاطفية والمعرفية والجسدية، وتعريف أولياء الأمور بالركائز المهمة في تنشئة الطفل لتحقيق أعلى مستويات الرعاية، وصولا إلى تحقيق الغايات الإنسانية والوطنية في تأسيس جيل قوي بدنيا وفكريا، وبالتالي يكون المجتمع قد وضع الأسس المتينة للحفاظ على جيل واع يتمتع بفكر سليم يستطيع به مواجهة محاولات تشويه فكره وفطرته الإنسانية السوية.