بشفافية :11 يناير.. ووطن نحو الرفعة

10 يناير 2024
10 يناير 2024

لكل مرحلة من مراحل العمل الوطني، معطياتها التي تفرض تحريك البوصلة تجاهها، وها هي مرحلة العام الجديد، تتحدد ملامح مساراتها التنموية وفق ما أراد لها القائد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ، من خلال وضع الخطوط العريضة لنهج تنموي مستدام للمرحلة القادمة، يستهدف بشكل أساسي المزيد من الرفعة للوطن والمواطن، مقرونا بمواصلة العمل لتحقيق المزيد من التطلعات والحفاظ على المنجزات الوطنية، التي شيدت في ربوع البلاد طوال عمر النهضة المباركة الحديثة.

وجاء اجتماع مجلس الوزراء الذي ترأسه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أمس الأول ليرسم خارطة الطريق التي ستعمل عليها البلاد حكومة ومواطنين من أجل غد أكثر إشراقا لعمان، بمختلف قطاعاتها الاجتماعية والاقتصادية والتنمية السياحية والبعد السياسي للثوابت العمانية الراسخة.

وتبلور العزم النهضوي للتنمية وتحقيق المزيد للوطن والمواطن، في التأكيد على مضاعفة بذل الجهود للوصول للأفضل خلال المرحلة القادمة، ولأن الثقة في قدرة الكفاءات كبيرة ولديها المزيد من العطاء الذي تستطيع أن تقدمه في المستقبل، جاء التأكيد من لدن سلطان البلاد - أبقاه الله - لمواصلة العمل، لأجل الوطن.

ولأن العهد المتجدد، يواصل ضخ مزيد من الثقة في أبناء شعبه الأوفياء ليُسهموا بمدد عطائهم الوطني، جاءت التوجيهات السامية الكريمة مواكبة، للقدرات التي يتمتع بها فكر الشباب العماني الملهم، بالعطاء والعمل والجد والاجتهاد، من خلال ما عبر عنه المقام السامي من ارتياح للتحسن المستمر الذي شهدته مؤشرات الأداء المـالي والاقتصـادي والاجتمـاعي، وحثه ـ أعزه الله ـ على أهميـة قيـام الـجـهـات الحكومية كافة بمواصلة الجهود المبذولة في هذا الشأن، في سبيل تحقيق مزيد من الرخاء للوطن والمواطن.

لقد اتسم العهد المتجدد بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالمتابعة والتقييم، وما يؤكد ذلك حرص المقام السامي على متابعة نتائج تقييم أداء المؤسسات الحكومية لعام 2023م، والتأكيد على أهمية قيام الجهات بالعمل على الارتقاء بتقييمها لكافة المؤشرات خلال هذا العام، والوقوف علـى مـواطن القوة والضعف لتحديد أفضـل السـبل لمعالجة التحديات التي تواجهها، حيث ينعكس أداء المؤسسات الحكومية ورقيها على الوطن والمواطن من خلال تحسين الخدمات المقدمة والتسهيل في إنجاز المعاملات، والوصول إلى أفضل السبل للعمل الوطني الذي يترتب عليه تحسن في الأداء للوصول للغايات المنشودة.

وبما أن الأرقام و الإحصائيات تعطي مؤشرا موثوقا للمعلومات، و تمكن الجهات من رسم خططها ومعالجة بعض الجوانب التي تحتاج إلى معالجة، والمضي قدما في المؤشرات المتقدمة، جاءت الإشادة السامية بالدور الذي يقـوم بـه المركز الوطني للإحصاء والمعلومـات فـي تـوفير وتلبية احتياجات ومتطلبات الدولـة مـن الإحصاءات والمعلومات، وعليه فقد أكد جلالته ـ أعزه الله ـ على ضرورة استعانة كافة الجهات الحكومية بالبيانات التي يوفرهـا المركـز لتوظيفهـا كقاعدة تنطلـق منـهـا عمليـات التخطيط واتخاذ القرارات، من منطلق أن الأرقام هي أصدق المؤشرات على الواقع، واستعانة الجهات بالمعلومات التي يوفرها المركز لتحقيق أهدافها يصب أيضا في إطار التكامل بين مؤسسات الدولة والعمل وفق منهج واضح ودقيق ومدروس يعتمد على لغة الأرقام، وليس العشوائية والتوقع غير المدروس.

وفي كل خطاب أو اجتماع يرأسه جلالته ـ أيده الله ـ كان المواطن وتلمس احتياجاته حاضرا في ذهن القائد، وبنظرته الحكيمة للمعطيات، والمستجدات الاجتماعية والاقتصادية، جاء التأكيد على أهمية متابعة أداء كافة برامج منظومة الحماية الاجتماعية، وتقييمها بشكل مستمر لاستيعاب المتغيرات، وذلك ينبع من إدراك القيادة الحكيمة، بأن المستجدات والمتغيرات على الساحة المحلية والدولية قد تفرض بعض الظروف التي على ضوئها من الضروري أن يتم تقييم أي برنامج تنفذ الدولة، بحيث يكون دائما مواكبا للمعطيات.

كما أن اعتماد نتائج المرحلة الثالثة من مشروع دليل تسعير الخدمات الحكومية، والذي يتضمن إلغاء وتخفيض وتبسيط ودمج (411) رسمًا، وتخفيض رسوم خدمة توصيل المياه الصالحة للشرب للفئات السكنية وغير السكنية من 700 إلى 200 ريال عماني، يؤكد بأن الحكومة تعمل باستمرار على دراسة و تقييم الأوضاع المجتمعية، وتحرص على التوجه العام بشأن تبسيط الإجراءات وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، ومراعاة المواطنين في كافة الجوانب، والتأكيد على أن كل ما يتعلق بالمواطن وتحسين ظروف معيشته الاقتصادية والاجتماعية، يتم معالجتها وفق المعطيات الراهنة.

إن مضامين اجتماع مجلس الوزراء الذي تزامن مع بداية العام الجديد، 2024، وذكرى تولي جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم في البلاد الذي يصادف الحادي عشر من يناير كل عام، جاءت لتؤكد على نهج (اللامركزية)، وقد حث جلالته ـ أيده الله ـ المحافظين على القيام بالتركيز على المواقع السياحية في المحافظات، ووضع الخطط المناسبة لإقامة الأنشطة والفعاليات السياحية التي تجذب الزائرين لتلك المواقع وتشغل في الوقت ذاته البرنامج السياحي لهم، كما تسهم في زيادة عدد الزائرين للمواقع على مدار العام، من منطلق استغلال الإمكانيات التي تزخر بها المحافظات، كما أن التوجيه السامي بضرورة وضع خطة زمنية لتطوير (الجبل الأبيض) وقرية (وكان)، يأتي في إطار التوجه الرامي لتعزيز السياحة المحلية والاستفادة من المميزات الطبيعية التي تزخر بها الكثير من مناطق سلطنة عمان، حيث ستعمل مثل هذه المشروعات على إثراء الجوانب السياحية والترفيهية للمناطق وإكسابها المزيد من الدعم لإقامة مشروعات استثمارية ذات جدوى اقتصادية.

وبدخول عام جديد، على تولي جلالته ـ أعزه الله ـ لمقاليد الحكم في البلاد، تمضي سلطنة عمان، إلى طريق المستقبل، بثقة وعزم أشم،لا يلين، بقيادة حكيمة وعزم شعب وفيّ مخلص لوطنه وسلطانه.