النزيل .. حقوق مصونة نحو الإصلاح
24 ديسمبر 2025
24 ديسمبر 2025
استطاعت سلطنة عمان، من خلال مساراتها الراسخة المتمثلة في صون كرامة الإنسان والعمل على حفظ حقوقه، والتعامل بإنسانية مهما كانت السوابق أو الأفعال التي ارتكبها نزلاء السجون، أن تحول السجن من مؤسسة عقابية إلى مقار للإصلاح والتقويم والتهيئة، لعودة النزيل لطريق الصواب، والاندماج في المجتمع والإسهام في البناء والتنمية والعيش بكرامة بين أفراد المجتمع .
وعندما تشارك شرطة عمان السلطانية في أسبوع النزيل الخليجي والذي جاء هذا العام تحت شعار «نحو طريق الإصلاح»، فذلك تأكيد أن النزيل ليس رقما في سجل العقاب وإكمال السنوات أو الأشهر المحددة له في الحكم، بل إن النزيل إنسان، دفعت به الظروف للخروج عن جادة الصواب، حتى وقع أو ارتكب جريمة معينة، والمدة التي يقضيها في السجن هي مساحة نحو الإصلاح وإعادة الحسابات والتهيؤ لبدء مرحلة جديدة في الحياة، تكون أكثر استقرارا وطمأنينة.
إن شرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للسجون، ومن منطلق ثوابت سلطنة عمان المتمثلة في تحقيق العدالة الإصلاحية والأمن المجتمعي، تنظر إلى النزيل على أنه فرد سيعود إلى المجتمع في يوم ما، لذلك فإن المدة التي يقضيها النزيل، في المؤسسات الإصلاحية، يتم فيها الالتزام التام بصون كرامته وإعطائه الحقوق كافة، والعمل على استثمار فترة وجوده في السجن لاكتشاف مواهبه وقدراته وتعزيز ثقته بنفسه، وبأنه قادر على أن يكون فردا نافعا لأسرته ومجتمعه، وأن دخول السجن ليس نهاية الطريق، بل هي مرحلة إصلاحية، تؤسس لتغيير مسار الخطأ إلى الصواب.
ومن خلال الخطط والبرامج التأهيلية والإصلاحية، والجهود التي تبذل عبر منظومة تأهيل متكاملة، من الإسناد وإتاحة الفرصة للتعليم وتسخير الإمكانيات لإبراز مواهب النزلاء، وتعاون المجتمع والمؤسسات المعنية، في عملية احتواء نزلاء السجن، أسهم ذلك في تحقيق الإصلاح وعودة النزيل إلى مجتمعه باتزان، واندماج وسط المجتمع الذي يعي أهمية تشجيع النزيل خاصة بعد خروجه من السجن على السير نحو حياة جديدة.
إن التعاطي مع النزيل والتعامل معه، واندماجه في المجتمع وعودته لطريق الإصلاح مسؤولية مشتركة بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، والإسهام في حث النزيل على الابتعاد عن الأخطاء وتشجيعه على ممارسة حياته بشكل طبيعي، وتوفير السبل التي تسانده على الاستقرار الحياتي من شأنها أن تقلل من العودة لارتكاب الجريمة، والاستفادة من عودة إنسان إلى حياته وواقعه الطبيعي والمناسب.
واستطاعت المؤسسات المعنية، عبر اهتمامها وتعاونها، أن تحقق العديد من الإنجازات، بمجال الإصلاح لنزلاء السجون، وحققت البرامج التي تم اعتمادها والاستفادة من خبرات الدول بمجال الإصلاح وتأهيل النزلاء، أن تصحح مسارات حياة العديد من الأشخاص، الذين كانوا في يوم من الأيام في السجون، وعادوا بسلام وفتحوا صفحة جديدة في مسيرة حياتهم بين مجتمعهم وأسرهم، لتعود حياتهم وحياة أسرهم للاستقرار والطمأنينة.
