الرياضة لا تبنى بالأمنيات

08 أكتوبر 2025
08 أكتوبر 2025

ما زال البعض يعتقد أن كرة القدم مجرد لعبة والوصول إلى كأس العالم حلم.. وهدف في وقت غدا ملف الرياضة مرتبطا بملفات حياتية كبرى من قبيل الثقافة والاقتصاد والسياحة والأمن والصحة وغير ذلك، من الأهمية القصوى التي جعلت من الرياضة قضية جديرة بالفهم بما يستحق توظيفها.

الشغف الكبير الذي تعيشه الجماهير العُمانية هذه الأيام مع انطلاقة الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم، يؤكد مجددا أن الشعب العُماني مرتبط ارتباطا وثيقا بالرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، بعد أن أصبحت الرياضة بشكل عام بمثابة عملية تؤثر في الرأي العام، وهو ما ينعكس ويتغلغل ويؤثر على ملفات اجتماعية أخرى، فالجمهور يستمتع، والرياضي يحقق النتائج، ووسائل الإعلام تتابع، لكن ينبغي أن تكون النظرة للرياضة أبعد من هذا الإطار بموضوعية تتناسب مع التوظيف الرياضي كسلاح ناعم، ولعل الإعداد الغفيرة من الجماهير التي ذهبت إلى الدوحة لمساندة المنتخب الوطني وقطعت مسافات طويلة برا وجوا متحدية كل الصعاب دليل قاطع على هذا الشغف الكبير برغم كل الظروف والعوامل في ظل محدودية المقاعد المخصصة أو تذاكر المباريات، وهناك الكثير من الجماهير التي فضّلت البقاء ولو كان الأمر متاحا لها لشاهدنا أعدادا أكبر من المتواجد حاليا في قطر.

لا حديث هذه الأيام في أكبر قارات العالم، إلا عن تصفيات المونديال والكل يترقب منها سعيدي الحظ اللذين سيتأهلان لمونديال 2026، والمنتخبات الستة التي وصلت لهذه المرحلة كلها لديها طموح واحد وهدف واحد وهو بلوغ المونديال.

وإذا كانت المنتخبات الخمسة الأخرى سبق لها التواجد في نهائيات كأس العالم، فإن منتخبنا الوطني هو المنتخب الوحيد الذي لم ينل هذا الشرف بعد 9 محاولات سابقة، وبلا شك أن الرياضة لا تبنى بالأمنيات ولا بتقريب الأحبة، إنما تحتاج لعمل متواصل من أصحاب الهمم العالية والكفاءات التي تملك القدرة على رسم المستقبل لسنوات.

الرياضة من وجهة نظر عصرية متحضرة في البعد الاستراتيجي ينبغي أن تتعدى أبعد من مرحلة الهواية أو الترفيه، فهي أصبحت متنفسا من وعثاء الحياة، وفي الثقافة غسيل للروح من أدران الزمن.

لنقف وقفة صادقة مع واقعنا وأن نعترف بهذا الواقع، بدءا من الأندية التي هي أساس الألعاب الرياضية، مرورا بالاتحادات الرياضية وهي بحاجة ليد حانية لتأمين مقومات النجاح، ابتداء من رفع مستوى الأندية إلى العمل الصحيح، حيث لم يعد للهواية والترفيه مكان في زمن الاحتراف، ومقومات النجاح لدينا أفضل من الآخرين إذا تكاتفنا معا.