تداول: سهم اتش اس بي سي عُمان يحلّق من جديد
يبدو أن سهم بنك اتش اس بي سي عُمان أصبح اليوم في أفضل حالاته بعد أن صعد في تداولات الأسبوع الماضي إلى 135 بيسة قبل أن يقلّص هذه المكاسب مع مطلع الأسبوع الجاري لينهي تداولات الاثنين على 128 بيسة.
خلال السنوات الخمس الماضية سجل السهم في عام 2017 أعلى مستوياته عند 138 بيسة غير أنه أنهى تداولات ذلك العام عند 128 بيسة، وعلى مدى السنوات التالية شهد السهم مدّا وجزرا دفعه للهبوط في كثير من أيام التداول دون قيمته الاسمية البالغة 100 بيسة ليسجل في عام 2021 أدنى مستوياته عندما هبط خلال العام إلى 78 بيسة قبل أن ينهي تداولاته على 104 بيسات مرتفعا 13 بيسة عن مستوى إغلاقه في عام 2020 والبالغ 91 بيسة، وأثناء هذه التقلبات كان السهم مصدر فرح لمستثمرين اشتروه من القاع؛ ومصدرَ إزعاج لآخرين اشتروه في ذروة صعوده وظلوا سنوات ينتظرون صعوده.
في مقال الأسبوع الماضي تحدثنا عن مقترح الاندماج الذي قدمه بنك صحار الدولي إلى بنك اتش اس بي سي عمان والذي يقترح فيه أن يكون شكل الاندماج عبر صفقة يتم من خلالها عرض مقابل نقدي وأسهم لمساهمي اتش اس بي سي عمان، وفي نفس الوقت يعمل بنك صحار على مقترح اندماج آخر مع بنك نزوى الذي يعمل وفقا للشريعة الإسلامية، واليوم نود إلقاء الضوء على سهم بنك اتش اس بي سي عمان بعد أن شهد صعودا لافتا خلال الأسبوع الماضي، فهل مقترح الاندماج هو المحرّك الأساسي لهذا الصعود؟ مع ملاحظة أن سهم بنك صحار تراجع الأسبوع الماضي من 105 بيسات إلى 101 بيسة، في حين سجل سهم بنك اتش اس بي سي عمان صعودا بنسبة 18.5% من 113 بيسة إلى 134 بيسة.
قد يكون مقترح الاندماج محرّكا لهذا الصعود خاصة أن المقترح يتضمن مبلغا ماليا بالإضافة إلى الأسهم، غير أنه من المهم الإشارة أيضا إلى تحسن أرباح البنك خلال العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، فقد ارتفعت الأرباح الصافية للبنك العام الماضي إلى 18.3 مليون ريال عماني مقابل خسائر بلغت 8.2 مليون ريال عماني في عام 2020، واستطاع البنك في الربع الأول من العام الجاري زيادة أرباحه الصافية إلى حوالي 5.4 مليون ريال عماني مقابل نحو 4.3 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، وصعدت حقوق المساهمين بنهاية مارس الماضي 340.2 مليون ريال عماني مقابل 330.9 مليون ريال عماني قبل عام وصعدت الأرباح المجمعة بنهاية مارس إلى نحو 90.9 مليون ريال عماني بعد أن كانت عند 84 مليون ريال عماني في 31 مارس 2021.
وفيما يتعلق بتوزيعات الأرباح نجد أن البنك عاد خلال هذا العام إلى قائمة الشركات التي توزع أرباحا على مساهميها بعد أن اختفى من هذه القائمة في عام 2021، وبلغت توزيعاته النقدية هذا العام 5.4% من القيمة الاسمية للسهم مقابل 8.7% في عام 2020 و9.3% في عام 2019 و5.7% في عام 2018.
غير أنه من الملاحظ أن البنك اتبع خلال السنوات العشر الماضية سياسة تحفظية تجاه توزيعات الأرباح التي كانت دون الـ 10% في معظم السنوات في حين أنها كانت تتجاوز الـ 20% قبل عام 2012، وهذا واحد من التحديات التي ينبغي أن يهتم بها البنك خاصة إن لم يُكتب للاندماج المقترح النجاح، وفي الحقيقة لا يستطيع البنك رفع توزيعاته إلا إذا تمكن من زيادة إيراداته وأرباحه الصافية.
وفي الوقت الذي تحمل فيه بيئة الأعمال المصرفية العديد من التحديات إلا أنه في الوقت نفسه هناك العديد من مكامن القوة التي يمتلكها بنك اتش اس بي سي عمان إن استغلها بشكل صحيح كالخبرات المحلية والدولية التي يمتلكها ومستوى السيولة المرتفع وارتفاع ودائع الزبائن في الربع الأول من العام الجاري بنحو 60 مليون ريال عماني لتبلغ بنهاية مارس الماضي مليارا و959.5 مليون ريال عماني؛ هذه عناصر أساسية يمكن أن يوظفها البنك في تعزيز أدائه بشكل خاص وأداء القطاع المصرفي بشكل عام.
