بشفافية :حتى لا يعود الخطر

14 ديسمبر 2021
14 ديسمبر 2021

على ما يبدو أن فيروس كورونا بمتحوراته لا يزال يلقي بظلاله على مسار الحياة اليومية على مستوى سلطنة عمان والعالم بأسره ، وبين تذبذب في الأرقام والمؤشرات لا يزال الحذر يسود العالم، وفيروس كورونا لا يزال يكشف عن متحورات جديدة، الأمر الذي جعل دول العالم كلها تقف من جديد لتحذر من خطورة الفيروس .

سلطنة عمان من بين الدول التي تأثرت بهذا الفيروس بتطوراته ومستجداته، وبعد مرحلة من التراجع استبشرت فيها البشرية بانفراج في قوة الانتشار ومعدلات الإصابة، عادت المؤشرات لتؤكد على أن خطورة الفيروس قائمة وانتشاره وارد وعودة شراسته وفتكه بالبشر ليست مستبعده، فالمتحورات التي تنشأ بين فترة وأخرى، معطية مسارات جديدة لهذا الفيروس الغامض تبث تنبيها جادا بضرورة مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التهاون فيها لكي لا نعود إلى نقطة الصفر.

وزارة الصحة أعلنت أمس الأول عن تسجيل أوّل حالتين من المتحوّر أوميكرون لمواطنيْن قدما من السفر، كما أعلنت اللجنة العُليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطوّرات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) قبل ذلك عن بدء إعطاء الجرعة المعززة من لقاح كوفيد 19 لمن هم في سن الثامنة عشرة فما فوق حيث ستتوفر الجرعة في مؤسسات الرعاية الأوّليّة، كما أعلنت اللجنة العليا عن إجراءات جديدة لتجنب زيادة الانتشار والإصابات وذكرت بالعديد من الإجراءات التي يجب مواصلة الالتزام بها.

كل هذه المعطيات والمؤشرات تؤكد أن خطر فيروس كورونا لا يزال موجود، والمتحور الجديد بدأ في الانتشار، وعلى الجميع العودة إلى الالتزام بالتباعد ولبس الكمامات واستخدام المعقمات وعدم إقامة المناسبات ذات التجمعات الكبيرة وغيرها من الإجراءات التي لا بد وأن نعود إلى تطبيقها والاستمرار في الالتزام بها، والأهم من ذلك التوجه إلى أخذ الجرعة (الثالثة) والمعززة التي بدأت سلطنة عمان في إعطائها، حيث أكد المختصون أهمية أخذها لتنشط المناعة في الجسم وتحفز الجرعات التي أعطيت قبل ذلك في الجسم لتعزيز المقاومة، ضد هذا الفيروس .

وعندما نستذكر تلك الأيام الصعبة عندما اجتاح متحور (دلتا)، العديد من الدول ومن بينها سلطنة عمان، نستذكر تلك الأيام التي كانت أخبار الوفيات تأتينا بلا توقف، والإحصائيات المرعبة في أرقام الإصابات والمنومين والوفيات تقض مضاجعنا، نستذكر أعداد المرقدين الذين غصت بهم أقسام العناية المركزة بالمستشفيات وتسجيلها لأرقام لم تسجل من قبل في تاريخ هذه المستشفيات لمنومين يعانون من نفس المرض، نستذكر بألم كبير تلك الإغلاقات والإجراءات التي اتخذت من أجل سلامتنا فعلى الرغم من مرارتها إلا أنها كانت السبيل لتجنب المزيد ، نستذكرها لأنها مؤلمة على الجميع، وفيها فقدنا أعزاء وأقارب، بعضهم في ريعان شبابهم .

وخلال الفترة القريبة الماضية حدثت انفراجة في عدد الإصابات وسجلنا لعدة أيام صفر وفيات، وانخفض أعداد المنومين وأغلقت بعض الأجنحة الخاصة بمرضى كورونا، وتنفس القطاع الصحي بعد كفاح طويل وجهد كبير بذل ـ تنفس ـ الصعداء وعاد الارتياح للطواقم الطبية بسبب ما تحقق من انخفاض وانحسار في حدة الفيروس، وكل هذا التقدم الذي حصل جاء نتيجة جهود وطنية كبيرة بذلت من قبل الجهات الرسمية في سلطنة عمان، ممثلة في اللجنة العليا و القطاع الصحي و كافة القطاعات المساندة المدنية منها والعسكرية، حيث بذلت جهود متواصلة للتصدي لهذا الفيروس عبر تكامل الجهود والعمل على استيراد ملايين من الجرعات، إضافة إلى تطبيق العديد من الإجراءات التي ساهمت بشكل فعال للوصول إلى ما وصلنا إليه من إنجاز متقدم في كبح جماح الإصابات، كما أن ما تحقق جاء لتعاون المواطنين والمقيمين والتزامهم بالإجراءات الاحترازية والقرارات التي يتم إصدارها ، وتحملهم المسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم ومجتمعهم .

واليوم ومع ظهور متحور أوميكرون علينا جميعا أن نقف وقفة جادة للتصدي لهذا الفيروس، وما تراكم لدى الجميع من خبرات في التعاطي مع المرض وسبل تجنبه، من المهم أن نستفيد منه، فالجميع قد اعتاد على لبس الكمامة وأصبحت عادة لدى الجميع خصوصا عند الدخول إلى المؤسسات أو عند الذهاب إلى أي مكان، كما أن استخدام المعقمات والاهتمام بالتباعد أصبح واحدا من الأساسيات اليومية، لذلك فإن تجنب المتحور الجديد بأيدينا وعلينا الالتزام.

حفظ الله الجميع وجنبكم شر المتحورات.