بلعرب بن هيثم يفتتح ركن السلطان قابوس بن سعيد «أعز الرجال وأنقاهم» بالمتحف الوطني
جمال الموسوي: هناك الآلاف من المقتنيات التي حظي بها المتحف الوطني سيتم عرضها تدريجيا للزوار
بتكليف سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- افتتح صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد أمس الخميس ركن السلطان قابوس بن سعيد «أعز الرجال وأنقاهم» في المتحف الوطني ضمن قاعة عصر النهضة، بحضور معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة رئيس مجلس أمناء المتحف، وسعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف، وعدد أصحاب السمو والمعالي والسعادة وعدد من أعضاء مجلس أمناء المتحف.
وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم مرئي يختصر مسيرة العمل في ركن السلطان قابوس بن سعيد، وأهم المعروضات الموجودة فيه، كما تم خلال حفل الافتتاح تدشين الإصدار المصاحب لركن السلطان قابوس بن سعيد.
لحظة تاريخية
وفي كلمة له قال سعادة جمال الموسوي الأمين العام للمتحف: «إنها للحظة تاريخية؛ تجُر خلفها تاريخا عظيما، وهي تُذْكِي فينا سيرة رجلٍ خالد، وسلطانٍ ماجد، إليه تُنْسَب نهضة عُمان الحديثة، وقد عرفه العَالم حكيما، نبيلا، أمينا، قويا، مُسَددا، رشيدا. رحم الله ذلك العَلَم الذي عزّ نظيره وقلَّ مثيله، إنه السلطان قابوس بن سعيد (طيّب الله ثراه)، لقد كتب الله - جل في علاه - للسلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- الخلود في قلوب وأفئدة العُمانيين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وتسلط مقتنياته المعروضة في المتحف الوطني، الضوء على فصول ملحمية في حياة الراحل الكبير، وماهي إلا امتداد لجميل أثره، وترسيخ لمجده في وجدان هذه الأمة،، المتحف الوطني يتشرف بالاحتفاء بركن السلطان قابوس بن سعيد (أعز الرجال وأنقاهم) امتدادا لتاريخ سلطنة عُمان على مدى الحقب والعصور وصولا إلى عصر نهضة عُمان المتجددة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه وأيده- في أن تظل ذكرى السلطان الراحل عابقة بالمحبة بيننا؛ فهي كشجرة لبانٍ عتيقة تضمخ المكان طيبا وبهاء، ومتى ما حنَّ أبناؤه البررة وجهوا قبلتهم نحو هذا الصرح الفاره بعظيم ما خلّفه السلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) من أثر؛ فتجعل الوصل ممتدا والأثر رطبا والذكرى متوقدة؛ ولسان الحال يلهج: شكرا أيها الباني العظيم».
كما قال في تصريح له: «على وجه العموم يمكن القول: إن عدد المقتنيات التي يضمها ركن السلطان قابوس بن سعيد بضع مئات من المقتنيات السلطانية متاحة للعرض المتحفي لأول مرة لعموم الزوار، وهناك بالمقابل الآلاف من المقتنيات التي حظي بها المتحف الوطني سيتم عرضها تدريجيا في سياق المعارض المؤقتة سواء بمقر المتحف الوطني أو خارجه، وهناك مقتنيات سيتم عرضها في سياق الركن ذاته وفق جدول زمني معين، وهناك العديد من المقتنيات التي ما زالت قيد الحفظ والصون وقيد الدراسة العلمية والتاريخية، وسيصار إلى استعراض العديد منها في إصدار متكامل لاحقا». وتابع: «من أبرز ما يعرض في هذه القاعة الزي العسكري الرسمي للسلطان الراحل -طيب الله ثراه- بمناسبة العيد الوطني الأربعين المجيد متضمنا الأوسمة والنياشين، وكذلك من أبرز المقتنيات الخطاب الذي وجهه السلطان سعيد بن تيمور إلى ولده السلطان قابوس في عام 1972 من لندن، وكذلك ساعة جيب أهديت من صاحب السمو المغفور له بإذن الله طارق بن تيمور إلى السلطان قابوس بن سعيد بمناسبة زواجه الميمون في عام 1976... والقاعة كذلك غنية بالإهداءات الرسمية من قادة الدول الشقيقة والصديقة».
واختتم الموسوي قائلا: «تجربة العرض المتحفي لمتعلقات السلطان الراحل لا تقتصر على ركن السلطان قابوس فقط، بل يمكن تلمس المقتنيات السلطانية بمختلف أروقة المتحف الوطني دلالة على الأبعاد التي تحظى بها هذه المقتنيات من أنها إرث موسوعي شامل لا يقتصر تناوله في سياق واحد حصريا فقط، بل في سياقات عظمة الإسلام، وفي سياقات التاريخ البحري، وفي سياقات عمان والعالم، إلى غير ذلك من تقسيمات المتحف الوطني».
حكاية قائد
تدشين ركن السلطان قابوس -طيب الله ثراه- في قاعة عصر النهضة، إحدى أبرز قاعات المتحف الوطني، يعد إضافة قيمة للمتحف، ومادة غنية تروي حكاية قائد عظيم أسس لعمان الحديثة قواعد راسخة تستقبل البنيان جيلا بعد جيل، فحَقَّ لهذه السيرة أن تُحفظ وتُخلد للأجيال القادمة، وأن يطلع عليها كل زائر وباحث ومعني يسعى للتعرف على ملامح هذا القائد عن قرب.
فإلى جانب العديد من المدونات من كتب وأبحاث ومواد إعلامية حول سيرة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- يأتي تدشين هذا الركن ليكون واحدا من أهم مصادر المعلومات عن قائدنا الراحل ولكن بصورة أعمق، حيث يعد الركن خزينة وطنية مهمة تحفظ أهم مقتنيات السلطان قابوس آلت ملكيتها للمتحف الوطني، لتكون أمام زوار المتحف بحقيقتها وأصليتها.
في ركن السلطان قابوس -طيب الله ثراه- يعرض المتحف الزي العسكري الذي ارتداه جلالة السلطان الراحل في العيد الوطني الأربعين بنياشينه وقلائده الوافرة التي تلقاها سلطاننا الراحل من عدد من رؤساء وأمراء وملوك العالم، وتمثل تلك القلائد والنياشين رواية طويلة تحكي عن سيرة بَنَت جسور الصداقة والمحبة مع الجميع.
إلى جانب ذلك يضم الركن بين جنباته العمامة البيضاء للسلطان قابوس وهي ذاتها العمامة التي كان الراحل يرتديها في قمم مجلس التعاون، وفي زياراته الرسمية، في إشارة للسلام العماني الذي كان يحمل رايته جلالته، كما يضم الركن بجانب العمامة البيضاء العمامة السعيدية للسلطان الراحل التي ارتداها السلطان قابوس في العديد من المناسبات.
وتأكيدا على ما أسسه السلطان قابوس -طيب الله ثراه- من أهمية كسب صداقات الدول الشقيقة والصديقة، يعرض المتحف الوطني مجموعة من الهدايا النادرة والتاريخية التي قدمها عدد من رؤساء وأمراء وملوك العالم بمناسبات عديدة خلال خمسين عاما، لتكون شاهدة على عمق العلاقات ونجاح النهج الدبلوماسي الذي انتهجه جلالته.
وفي ركن السلطان قابوس، مقتنياته الخاصة من أدوات كتابية، ومذكرات خطتها يده الكريمة، ومقتنيات أخرى سيطلع عليها الزائر للمتحف تقربه أكثر من شخصية السلطان قابوس.
ومن مقتنيات المتحف مجسم لسفينة البوم الكويتية مصنوعة من الخشب والنيكل والفضة والذهب والألماس والأحجار الكريمة، وهو هدية تذكارية قدمها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الصباح للسلطان قابوس- طيب الله ثراه.
الإصدار المصاحب
وقد وقعَّ صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم الإصدار المصاحب لركن السلطان قابوس بن سعيد، وهو إصدار في حوالي 85 صفحة من القطع المتوسط، ويضم الإصدار عددا من الأقسام، منها «السلطان قابوس بن سعيد أعز الرجال وأنقاهم»، وقسم «مولده ونشأته»، وقسم «هواياته واهتماماته»، وقسم «رجل الحكمة والسلام»، وغيرها من الأقسام، يضم الإصدار صورا ومعلومات عن أبرز مقتنيات السلطان الراحل، ليكون الإصدار موازيا لتدشين الركن ومادة مترجمة له.