العرب والعالم

روسيا تدمر مدنا بالشرق الأوكراني وكييف تقصف دونيتسك الخاضعة لموسكو

15 ديسمبر 2022
الكرملين :الولايات المتحدة تتعمق في الصراع وأسلحتها سيتم تدميرها
15 ديسمبر 2022

كييف"وكالات":قال مسؤولون عينتهم روسيا إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية بشرق أوكرانيا اليوم، وذلك بعد يوم من استبعاد روسيا وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.

ولا تجري روسيا وأوكرانيا في الوقت الراهن محادثات لإنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي تدور رحاه بالأساس في شرق أوكرانيا وجنوبها مع تحرك ضئيل من كلا الجانبين.

وقال أليكسي كوليمزين، رئيس بلدية دونيتسك المدعوم من روسيا، إن راجمات صواريخ متعددة من طراز بي.إم-21 جراد أطلقت 40 صاروخا على المدنيين في وسط المدينة في الساعات الأولى من الصباح.

وقال كوليمزين إن الهجوم هو الأكبر الذي تتعرض له دونيتسك منذ 2014، عندما استولى انفصاليون موالون لموسكو على المدينة من يد أوكرانيا. ووصف كوليمزين الهجوم بأنه جريمة حرب. ولم يذكر ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن مصابين أو قتلى.ولم يصدر تعليق من مسؤولين أوكرانيين على تصريحات كوليمزين بعد.

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقريرها اليومي إن موسكو ظلت تركز في هجماتها على مدينتي باخموت وأفدييفكا شرق أوكرانيا، مضيفة أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقالت أيضا إن القوات الروسية واصلت قصف القوات الأوكرانية والبنية التحتية المدنية في منطقة دونيتسك ومنطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين.

من جهة أخرى قال مسؤولون أوكرانيون إن قصفا روسيا أسفر عن مقتل شخصين اليوم في وسط مدينة خيرسون التي تم تحريرها مؤخرا بجنوب أوكرانيا.

وقال ياروسلاف يانوشيفيتش الحاكم الإقليمي لمنطقة خيرسون إن القصف أدى إلى انقطاع الكهرباء في المدينة.

على صعيد متصل قال رئيس بلدية مدينة خاركيف الأوكرانية إيهور تيريخوف إن القوات الروسية هاجمت البنية التحتية الحيوية في المدينة الواقعة بشرق أوكرانيا اليوم الخميس مما تسبب في عدة انفجارات.

وكتب رئيس البلدية عبر تطبيق تيليجرام "انفجارات في خاركيف.القوات الروسية تستهدف منشآت البنية التحتية. أطلب من الجميع توخي أقصى درجات الحذر والبقاء في الملاجئ إن أمكن"

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أمس الأربعاء "لا يوجد هدوء على خط الجبهة"، ووصف تدمير روسيا لمدن في الشرق بالمدفعية بأنه يهدف لعدم إبقاء أي شيء "سوى الأنقاض والحفر".

وتعرضت كييف الأربعاء لأول هجوم كبير بطائرات مسيرة منذ أسابيع. وأُصيب مبنيان إداريان، لكن الدفاعات الجوية صدت الهجوم إلى حد كبير. وقال زيلينسكي إن 13 طائرة مسيرة أُسقطت.

وفي إحدى مناطق كييف المغطاة بالجليد، قال السكان إنهم سمعوا أزيز محرك طائرة مسيرة من طراز شاهد أعقبه انفجار قوي في مبنى مجاور لمنازلهم.

وقالت يانا (39 عاما) التي كانت تستعد للعمل عندما وقع الهجوم "أريد أن ينتهي كل هذا..

وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين وتحولت مدن إلى أنقاض منذ 24 فبراير في "عملية عسكرية خاصة"، قائلة إنها كانت بحاجة إلى حماية المتحدثين بالروسية من القوميين الأوكرانيين. ووصفت كييف وحلفاؤها هذه العملية بأنها حرب غير مبررة.

وقال زيلينسكي هذا الأسبوع إن على روسيا أن تبدأ الانسحاب بحلول عيد الميلاد كخطوة لإنهاء الصراع، لكن موسكو رفضت الاقتراح، قائلة إنه يتعين على أوكرانيا قبول خسارة الأراضي لصالح روسيا قبل إحراز أي تقدم.

وردا على سؤال حول فرص التوصل إلى سلام بين الجانبين عن طريق التفاوض، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنه "من الصعب أن نخلص إلى أن هذه الحرب ستنتهي بحلول نهاية العام".

وأطلقت روسيا وابلا من الصواريخ على البنية التحتية للطاقة منذ أكتوبر، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الطاقة وترك الأوكرانيين دون تدفئة في ظروف الشتاء القارس.

وقال مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع إن الإعلان عن قرار بشأن تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الصاروخي باتريوت قد يتم في وقت قريب جدا قد يكون تم اليوم، وهي خطوة من شأنها أن تعزز الدفاع الجوي الأوكراني بشكل كبير.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة تعتزم أيضا إرسال معدات تحول الذخائر الجوية غير الموجهة إلى قنابل ذكية، مما يزيد من دقة الاستهداف.

وأشار الكرملين إلى أن الولايات المتحدة "تتعمق أكثر فأكثر في الصراع في جمهورية ما بعد الاتحاد السوفيتي" وإن أنظمة باتريوت الأمريكية ستكون أهدافا مشروعة، في تصريح مماثل لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية اليوم عندما قالت إن ذلك سينطبق على جميع الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن جميع الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا أهداف مشروعة لروسيا، وأنها سيتم تدميرها أو الاستيلاء عليها.

وقال ديميترو لوبينيتس، مفوض حقوق الإنسان بالبرلمان الأوكراني، إن 12 ألف طفل أوكراني نُقلوا إلى روسيا منذ بدء الحرب، بينهم 8600 طفل نقلوا قسرا.

وقال إن المحققين الأوكرانيين اكتشفوا خلية احتجزت فيها القوات الروسية أطفالا وأساءت معاملتهم في خيرسون، وهي مدينة جنوبية خرجت منها القوات الموالية لموسكو الشهر الماضي.

ولم يقدم لوبينيتس أي أدلة على تصريحاته ولم يتسن رويترز أيضا التأكد من صحة روايته. وتنفي روسيا استهداف المدنيين وترفض مزاعم ارتكاب جرائم حرب.

وعلى الرغم من عدم إجراء محادثات سلام، فقد تم إطلاق سراح مئات من أسرى الحرب في مبادلات في الأسابيع الأخيرة. وأظهرت عمليات الإفراج تلك، إضافة إلى تحقيق تقدم في محادثات لاستئناف صادرات روسية لأحد مكونات الأسمدة وتمديد صفقة الحبوب، أن الجانبين يحافظان على اتصال محدود على الأقل على عدة مستويات.

وقالت كييف وواشنطن أمس الأربعاء إن أحدث عملية تبادل لعشرات الأسرى شملت مواطنا أمريكيا.

وذكر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمرالأربعاء أن إبرام صفقة لتبادل كل أسرى الحرب هي خيار مطروح في الصراع بين أوكرانيا وروسيا. وشددت اللجنة على أن الأمر يعود للبلدين للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية.

ولم يعلن الصليب الأحمر أو الجانبان عن أرقام دقيقة لأسرى الحرب في كل بلد، لكن يُعتقد أن هناك آلافا منهم.