No Image
العرب والعالم

الناخبون يولون أهمية كبرى لانتخابات البرلمان الأوروبي 2024

12 يونيو 2023
12 يونيو 2023

بروكسل "د ب أ": بدأ العد التنازلي لانتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في عام .2024 ونشر الاتحاد الأوروبي مؤخرا نتائج استطلاع "يوروباروميتر" لقياس الرأي لربيع 2023.

وأظهرت الأرقام المتعلقة بالرأي العام والتي نشرت قبل عام على التصويت مستويات متنامية من الاهتمام والوعي بهذه الانتخابات، وبتأثير الاتحاد الأوروبي على مظاهر الحياة اليومية.

ومن المقرر إجراء انتخابات الاتحاد الأوروبي المقبلة أيام 9-6 من يونيو عام 2024، في نهاية الدورة الحالية للبرلمان الأوروبي، والتي تبلغ مدتها خمس سنوات.

ويقول المتحدث باسم البرلمان الأوروبي والمدير العام للاتصالات خاومي دوش جيو، إن الاهتمام المتزايد قد يكون مرتبطا بتنامي ظهور الاتحاد الأوروبي على مدار السنوات الأخيرة في ظل أزمات متعددة، شملت جائحة كوفيد 19- وحرب أوكرانيا.

ولدى إعلانها نتائج يوروباروميتر" في رسالة بالفيديو أثناء مؤتمر صحفي ببروكسل، نظمته غرفة الأخبار الأوروبية (إن إي آر)، شددت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا على أهمية الانتخابات الأوروبية.

وقالت ميتسولا إن المشاركة في الانتخابات فرصة للدفاع عن جميع القضايا التي تشكل أهمية لمواطني الاتحاد الأوروبي، كما دعت "الجميع، وخاصة الشباب، إلى الإدلاء بأصواتهم ليشكلوا بذلك الاتحاد (الأوروبي) الذي يريدون أن يعيشوا في جنباته".

ويرى خاومي دوش جيلو أنه يتعين على الشباب الأوروبي أن يدرك أن انتخابات 2024 ستؤثر على الاتحاد الأوروبي على مدار العقد المقبل، وستكون لها تبعات رئيسية على حياتهم.

هل الناخبون مستعدون للإدلاء بأصواتهم؟

رجح نحو 67% من الأوروبيين إنهم سيدلون بأصواتهم في الانتخابات إذا أجريت الأسبوع المقبل.

وقبل الانتخابات الماضية التي جرت في 2019، قال 58% إنهم مهتمون بالتصويت، وبلغت نسبة الإقبال الفعلي 51%.

وتتباين الرغبة في التصويت في أنحاء من أوروبا.

وفي بلجيكا، حيث التصويت إجباري، قال 73% من المشاركين في المسح إنهم سيدلون بأصواتهم. وقال58% من الناخبين في سلوفينيا إنهم سيشاركون حال إقامة الانتخابات هذا الأسبوع، أي أقل بنسبة 9% عن المتوسط الأوروبي.

ورجح 53% من ناخبي كرواتيا المشاركة حال إجراء الانتخابات الأسبوع المقبل، مقابل 50% بين ناخبي جمهورية التشيك.

وبحسب استطلاع " يوروباروميتر"، رجح 64% من الناخبين في إيطاليا الإدلاء بأصواتهم حال أجريت الانتخابات في أي وقت، وهو رقم أقل قليلا من المتوسط الأوروبي. يشار إلى أن إيطاليا ضمن الدول التي شهدت أكبر زيادة في الاهتمام بالسياسة الأوروبية منذ وباء كوفيد وانطلاق حرب أوكرانيا، حيث ارتفعت النسبة من 47% في 2018، إلى 58% حاليا. وردا على سؤال بشان الدافع وراء الرغبة في التصويت، تحدث معظم المشاركين عن "واجب مدني"، وعن عادة المشاركة في الانتخابات، والرغبة في دعم حزب بعينه. وتفوقت هذه العوامل الثلاثة على "الرغبة في تغيير أمور" أودعم مرشح بعينه، أو دعم الاتحاد الأوروبي.

وعلى النقيض، تتضمن الأسباب التي تجعل نسبة الإقبال على الانتخابات الأوروبية أقل من الإقبال على الانتخابات على المستوى الوطني، الاعتقاد بأن التصويت لن يغير من الأمر شيئا، إلى جانب تدني مستوى الاهتمام بالسياسة بشكل عام، وانعدام الثقة بالسياسة، إلى جانب الاعتقاد بأن ما يحدث داخل البرلمان الأوروبي "أمر لا يعنيهم". وعلى سبيل المثال، ذكر أغلبية المشاركين في بلغاريا (67%) أنهم غير معنيين بالانتخابات الأوروبية المقررة العام المقبل.

كانت سلوفاكيا سجلت أدنى نسبة مشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي الماضية. ورغم تنامي اهتمام ناخبي سلوفاكيا بالانتخابات الأوروبية منذ ذلك الحين، لا تزال سلوفاكيا تحتل المركز الأخير من حيث نسبة الإقبال.

وفي معرض رده على سؤال عما يجب على السلوفاكيين فعله لتغيير هذه الصورة السلبية، قال دوش جيو إن "الحل الداخلي" في أيدي الساسة والحكومة والبرلمان ووسائل الإعلام بشكل رئيسي. وأضاف: "لا يزال الناس يثقون في الإعلام ، أو في جزء منه، أكثر من غيره. يتعين عليهم أن يتعلموا الدروس من السنوات الأربع أو الخمس الماضية، عندما كان لتحركات الاتحاد الأوروبي في أزمات مختلفة تأثير واضح على الحياة اليومية للناس."

دعم أوكرانيا يعزز الأرقام

وأشار دوش جيو إلى أن الاتحاد الأوروبي تعامل مع تداعيات انسحاب بريطانيا من التكتل (بريكست)، وأزمة فيروس كورونا، والحاجة إلى ضمان تطعيم للسكان وتعافي الاقتصادات بعد الجائحة. ويتعامل التكتل حاليا، بشكل موحد مع العدوان الروسي على أوكرانيا.

وأوضح أن "جميع هذه الأرقام تظهر أن الاتحاد الأوروبي أكثر أهمية بكثير للناس حاليا، عما كان عليه الحال قبل خمس سنوات، وهو ما يعني تنامي أهمية البرلمان الأوروبي وأعضائه، واستمرار هذا النمو".

ووافق مزيد من المشاركين على دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، بمتوسط 76% في أنحاء التكتل. ورغم ذلك، اختلفت معدلات التأييد بين الدول الأعضاء: ففي السويد، أيد 97% مساعدة الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، مقارنة بنحو 51% في سلوفاكيا و68% في ألمانيا، و61% في إيطاليا. ووصلت نسبة التأييد لأوكرانيا في بلغاريا إلى 54% ، والرفض إلى 39%.

تراجع الشعور بالرضا بسبب أزمة تكاليف المعيشة

تشغل مشاكل ارتفاع تكاليف تكلفة المعيشة أذهان ناخبي أوروبا قبل عام من الذهاب لصناديق الاقتراع لانتخاب برلمان أوروبي جديد. وبحسب النتائج، يرى نحو نصف المشاركين في استطلاع "يوروباروميتر" (البالغ عددهم إجمالا 26376 بالدول الأعضاء السبع وعشرين) أن "مستوى معيشتهم في تراجع، ويتوقعون مزيدا من التراجع".

وأقر مدير الحملات، والرئيس السابق لوحدة مراقبة الرأي العام، بالبرلمان الأوروبي، فيليب شولميستر بأن كل هذا "يلقي حقا بثقله على الناس... يرى المواطنون بسرعة كبيرة كم تبقى من نقود في المحفظة نهاية الشهر".

وأعرب نحو 81% من المشاركين في بلغاريا عن استيائهم إزاء الإجراءات التي اتخذتها بلادهم في مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة، في حين قال 61% إنهم غير راضين عن الإجراءات التي اتخذت على المستوى الأوروبي.

وفي فرنسا، أعرب 74% عن سخطهم إزاء نهج تعامل حكومة بلادهم مع أزمة غلاء المعيشة، مقابل 69% في ألمانيا. وفي بلجيكا، أعرب 54% عن عدم رضاهم عن الإجراءات التي اتخذتها حكومتهم لمواجهة الأزمة، مقابل 55% قالوا إنهم غير راضين عن إجراءات الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد. وفي كرواتيا، أعرب 38% عن رضاهم إزاء نهج تسيير الأمور في الاتحاد الأوروبي ، مقابل 48% أعربوا عن عدم رضاهم.

وفي إسبانيا، قال 66% من المشاركين - نفس النسبة في اليونان - إن مستوى معيشتهم تدهور بالفعل، أو سيزداد سوءا العام المقبل. وبلغت النسبة في قبرص 76%.

وعلى الرغم من ذلك، شدد شولميستر على وجود "تفاؤل" في الأرقام بأن "الاتحاد الأوروبي سيتمكن من مواجهة الأزمة". وقال: "هذا ليس أمرا يتعلق بأن كل شيء على ما يرام، بل أمر يتعلق بآمال وثقة مكتسبة". وقال 4% من الأوروبيين إنهم شعروا أن الأمور تسير "في الاتجاه السليم" فيما يخص حياتهم. وشارك الناخبون الإسبان،على سبيل المثال، هذا الشعور بالتفاؤل.

دوش جيو: فضيحة "قطرجيت" لم تؤثر على نتائج استطلاع "يوروباروميتر"

ويقول المتحدث باسم البرلمان الأوروبي دوش جيو، إن المسح لم يشر إلى أن ثقة الناخبين الأوروبيين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي اهتزت بسبب فضيحة الفساد التي شهدها البرلمان والتي عرفت باسم "قطرجيت".

وألقي القبض على العديد من نواب البرلمان والمساعدين في إطار تحقيق تجريه بلجيكا بشأن الاشتباه في تلقي برلمانيين أوروبيين رشاوى للترويج لمصالح دولة قطر. وقد نفت الدولتان ارتكاب أي مخالفات.

ورغم ذلك، أعرب 60% من المشاركين في المسح عن سخطهم إزاء جهود الاتحاد الأوروبي في مكافحة الفساد، بينهم 22% "غير راضين على الإطلاق". وأعرب نحو 53% عن سخطهم إزاء مكافحة التكتل للمعلومات المضللة، و60% عن جهود مكافحة الفساد. وأعرب 22% فقط من ناخبي سلوفينيا عن رضاهم عن أعمال مكافحة الفساد، في نسبة تقل بنحو 13% عن باقي أرجاء الاتحاد الأوروبي.