يظهر في هذه الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته غيسلين ماكسويل، ضمن وثائق الراحل والمدان جيفري إبستين،والتي نشرتها وزارة العدل الأمريكية في واشنطن العاصمة .رويترز
يظهر في هذه الصورة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وزوجته غيسلين ماكسويل، ضمن وثائق الراحل والمدان جيفري إبستين،والتي نشرتها وزارة العدل الأمريكية في واشنطن العاصمة .رويترز
العرب والعالم

العدل الأمريكية ترضخ للكونجرس وتنشر فضائح قضية "ابستين"

20 ديسمبر 2025
20 ديسمبر 2025

مئات الآلاف من الوثائق، لكنها لن تفرج عن كل الملفات المتعلقة بإبستين. وقال إنه يتوقع أن يتم الإفراج عن مئات الآلاف من الوثائق الأخرى في الأسابيع المقبلة ريثما تراجعها الوزارة لحماية خصوصية الضحايا.

وأكد بلانش أن للوزارة كامل الصلاحية في حجب الأسماء والمعلومات الحساسة، وسيتم تعديل الوثائق جزئيا لحماية مئات من ضحايا جيفري إبستين.

واشنطن"وكالات": نشرت ​وزارة العدل الأمريكية آلافا من الوثائق المنقحة بشدة من تحقيقاتها في قضية الممول الراحل والمدان باعتداءات جنسية جيفري إبستين أمس ، لترضخ لضغوط المشرعين ‌الذين أجبروها على الكشف عنها بقانون جديد.

ولم تشر الوثائق إلى الرئيس دونالد ترامب إلا بشكل محدود ولكنها تضمنت على نحو مكثف الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون.

وكان غياب الإشارات إلى ترامب ملحوظا بالنظر إلى أن صورا ووثائق متعلقة به ظهرت في إصدارات سابقة لسجلات إبستين على مدى سنوات. ويأتي هذا النشر بعد أشهر من المشاحنات السياسية وسط غضب بعض أشد مؤيدي الرئيس دونالد ترامب ​من إحجام إدارته عن نشر جميع السجلات المرتبطة بالتحقيقات في قضية إبستين.

ويهدف هذا الإصدار الجزئي للوثائق ‌إلى الامتثال لقانون أقره الكونجرس بأغلبية ساحقة في نوفمبر ويقضي بالكشف عن جميع ملفات إبستين، على الرغم من جهود الرئيس الجمهوري التي استمرت شهورا لإبقائها سرية.

وتضمنت الوثائق أدلة من عدة تحقيقات في قضية إبستين، إلى جانب صور لكلينتون. لكن ‌يبدو أنها تضمنت القليل من صور ترامب أو الوثائق التي ‍تشير إليه، إن وجدت، ‌على الرغم من صداقة ترامب وإبستين السابقة التي حظيت بتغطية إعلامية قبل نشوب خلاف ‍بينهما قبل إدانة إبستين لأول مرة في عام 2008.

ولم يوجه اتهام لترامب بارتكاب مخالفات ونفى معرفته بجرائم إبستين.

وقال نائب مدير مكتب كلينتون في بيان إن البيت الأبيض يحاول "حماية نفسه" من ⁠التدقيق من خلال التركيز على الرئيس الأسبق.

وكان ترامب قد أمر وزارة العدل الشهر الماضي بالتحقيق في علاقات كلينتون بإبستين، فيما اعتبره البعض محاولة لتحويل التركيز بعيدا عن علاقته هو نفسه بإبستين.

وعبر كلينتون في وقت سابق عن أسفه لمخالطة إبستين وقال إنه لم يكن على علم بارتكابه أي نشاط إجرامي.

وأضافت وزارة العدل ملاحظة إلى صفحة الويب التي ⁠نشرت فيها روابط للوثائق قالت فيها إنها "بذلت كل الجهود المعقولة" لطمس المعلومات الشخصية للضحايا، لكنها حذرت ⁠من إمكانية الكشف عن بعضها دون قصد.

* لن يتم نشر جميع الوثائق

وقال نائب المدعي العام تود بلانش ⁠لشبكة فوكس ‍نيوز اليوم إن الوزارة ستفرج عن مئات الآلاف من الوثائق، لكنها لن تفرج عن كل الملفات المتعلقة بإبستين. وقال إنه يتوقع أن يتم الإفراج عن مئات الآلاف من الوثائق الأخرى في الأسابيع المقبلة ريثما تراجعها الوزارة لحماية خصوصية الضحايا.

وكان ترامب حث في البداية الجمهوريين في الكونجرس على معارضة القانون الجديد، ‌محذرا من أن الإفراج عن سجلات التحقيق الداخلية الحساسة قد يشكل سابقة خطيرة.

لكن كثيرا من ناخبي ترامب اتهموا إدارته بالتستر على علاقات إبستين بشخصيات نافذة والتعتيم على التفاصيل المحيطة بوفاته عام 2019، والتي خلصت التحقيقات إلى أنها انتحار، في سجن مانهاتن حيث كان ينتظر المحاكمة بتهمة الاتجار بالفتيات القاصرات والاعتداء عليهن.

وأظهرت وثائق سابقة تم الكشف عنها أنه حتى بعد إدانته في عام 2008، واصل إبستين مراسلاته مع شخصيات رفيعة المستوى، مثل ‍ستيف بانون مستشار ترامب السابق، ولاري سامرز وزير الخزانة في عهد كلينتون، وبيتر تيل مؤسس شركة باي بال، والأمير البريطاني السابق آندرو، الذي جرد من لقبه الملكي بسبب صلاته بإبستين.

ومن المتوقع أن تسلط هذه السجلات الضوء على علاقات إبستين مع كبار رجال الأعمال والمشاهير والسياسيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب.

لكن يظل من غير الواضح كيفية اختيار الوثائق المنشورة بالنظر إلى أن إدارة ترامب تشرف بشكل كامل على العملية.

وتضمنت المجموعة الضخمة من الوثائق سبع صفحات تحتوي على أسماء 254 "مدلكة" تم حجبها بالكامل بحجة "حماية معلومات ضحية محتملة".

كما تضمنت العديد من الصور التي لم تنشر من قبل، ومنها صورة تُظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون وهو يبدو أصغر سنا مستلقيا في حوض استحمام ساخن، مع إخفاء جزء من الصورة بواسطة مستطيل أسود.

وتُظهر صورة أخرى كلينتون وهو يسبح مع امرأة ذات شعر داكن يبدو أنها شريكة إبستين، غيلاين ماكسويل.

وتظهر ماكسويل في صورة منفصلة مستلقية مع الأمير السابق أندرو على أقدام خمسة أشخاص.

ويرد اسم ترامب في دفتر اتصالات تم العثور عليه في الملفات، لكن من غير الواضح لمن يعود الدفتر.

ماطل ترامب الذي كان صديقا مقربا لإبستين، لأشهر لمنع نشر السجلات المتعلقة بالتحقيق مع المعتدي الجنسي الذي وجد ميتا في زنزانة بسجن في نيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بقاصرات.

لكن الرئيس الجمهوري خضع في نهاية المطاف لضغوط الكونغرس، بما في ذلك من نواب حزبه، ووقع قانونا الشهر الماضي يلزم بنشر الوثائق.

وقال المسؤول الكبير في وزارة العدل تود بلانش لشبكة فوكس نيوز "أتوقع أن ننشر مئات الآلاف من الوثائق اليوم"، مضيفا أنه سيتم نشر "مئات الآلاف" من الوثائق الإضافية "في الأسابيع المقبلة".

وأكد بلانش أن للوزارة كامل الصلاحية في حجب الأسماء والمعلومات الحساسة، وسيتم تعديل الوثائق جزئيا لحماية مئات من ضحايا جيفري إبستين.

كما أشار هذا المحامي الشخصي السابق لدونالد ترامب إلى أنه لا يتوقع إصدار أي لوائح اتهام جديدة في الفضيحة التي تهز الولايات المتحدة منذ سنوات.

وأثار قرار نشر الوثائق على مراحل غضب زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي أشار إلى أن القانون "واضح تماما" ويفرض على الحكومة كشف "جميع الوثائق" وليس جزءا منها فقط.

وأضاف شومر في بيان "هذا ببساطة يوضح أن وزارة العدل ودونالد ترامب و(وزيرة العدل) بام بوندي يريدون فعل كل ما في وسعهم لإخفاء الحقيقة" حول الفضيحة.

وقال ديموقراطيون آخرون في الكونغرس إن الحكومة حجبت مسودة لائحة اتهام أُعدت بعد اعتقال إبستين عام 2019، مشيرين إلى إنها تورط "رجالا أثرياء ونافذين آخرين كانوا في جزيرة إبستين للاغتصاب".

وعلّق كبير موظفي مكتب الرئيس الاسبق كلينتون، آنجيل أورينا، على الملفات التي تم الكشف عنها حديثا بالقول إن البلاد "تتوقع إجابات، لا أكبش فداء".

وأضاف في منشور على منصة اكس "لم يقم البيت الأبيض بإخفاء هذه الملفات لأشهر ثم قام بنشرها في وقت متأخر الجمعة لحماية بيل كلينتون. الأمر يتعلق بحماية أنفسهم".

- "خديعة" ديموقراطية -

وتحمل هذه اللحظة حساسية شخصية وسياسية هائلة بالنسبة لترامب.

وكان الرئيس صديقا مقربا لإبستين، حيث كانا يترددان على نفس الأوساط الاجتماعية في بالم بيتش ونيويورك خلال التسعينات، وكانا يظهران معا في الحفلات لسنوات. وقطع ترامب علاقته بإبستين قبل سنوات من توقيفه عام 2019، ولم يُتهم بارتكاب أي مخالفات في القضية.

لكن قاعدته الجماهيرية اليمينية أظهرت اهتماما كبيرا منذ فترة طويلة بقضية إبستين ونظريات المؤامرة حول إشرافه على شبكة للاتجار بالجنس لصالح نخبة العالم.

ورغم أنه خاض حملته الانتخابية عام 2024 واعدا بتوخي الشفافية الكاملة بشأن هذه القضية، إلا أن دونالد ترامب تلكأ لفترة طويلة في تنفيذ وعده، واصفا القضية بأنها "خديعة" دبرتها المعارضة الديموقراطية، وحضّ الأميركيين على طي صفحتها.

وفي يوليو، أعلنت وزارة العدل مع مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) أنهما لم يعثرا على أيّ عنصر جديد من شأنه أن يبرّر نشر مستندات إضافية أو البدء بملاحقات جديدة. وقد أثار هذا الإعلان سخط أنصار ترامب المتشدّدين الذين يرفعون شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" مختصرا بـ"ماغا".

ثم خاض ترامب معركة مع الكونغرس بشأن مساعي نشر السجلات.

- غيلاين ماكسويل -

ماكسويل، شريكة إبستين السابقة، هي الشخص الوحيد الذي أدين في القضية، وإن كان مؤيدو ترامب يعتقدون منذ سنوات أن مجموعة كبيرة من السياسيين الديموقراطيين و"الدولة العميقة" ونجوم هوليوود متواطئين معه.

وتقضي ماكسويل البالغة 63 عاما عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة استقطاب فتيات قاصرات لصالح إبستين الذي اعتُبرت وفاته انتحارا.

بالنسبة للجمهور والضحايا، يمثل نشر الملفات فرصة لتسليط الضوء على الفضيحة.

وقد توضح السجلات المنشورة كيف كان إبستين يعمل، ومن ساعده، ولماذا تأخر المدعون العامون لسنوات قبل توجيه الاتهامات له.