No Image
العرب والعالم

ألمانيا تنتقد أساليب "الأرض المحروقة" لبوتين وتحذر من سقف أسعار الغاز معركة خيرسون تلوح في الأفق مع تقدم القوات الأوكرانية وتصاعد القصف الروسي

20 أكتوبر 2022
20 أكتوبر 2022

موسكو .كييف.وكالات: شدد الجيش الأوكراني الخناق على القوات الروسية التي تحتل مدينة خيرسون الجنوبية أمس مع إصدار الحكومة أوامر بفرض قيود على استخدام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد بسبب الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على محطات الطاقة.

فيما قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن قواتها واصلت قصف أهداف عسكرية ومواقع للطاقة في أوكرانيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية صدت هجوما مضادا أوكرانيا في منطقة خيرسون الجنوبية، حيث يقوم المسؤولون المحليون الذين عينتهم روسيا بإجلاء عشرات الآلاف من السكان.

في غضون ذلك قال المستشار الألماني أولاف شولتس أمس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الطاقة والجوع كأسلحة ولكنه فشل في تقويض وحدة الغرب ولن يحقق أهداف الحرب من خلال أساليب الأرض المحروقة.

كما قال شولتس، موجها حديثه إلى البرلمان الأوروبي، إن ألمانيا تحرر نفسها من الاعتماد على الغاز الروسي وتعمل على خفض أسعار الطاقة، ولكنه حذر من أن فرض الاتحاد الأوروبي سقف أسعار للغاز سيحدث نتائج عكسية.

وقال شولتس للبرلمان " لن ندع آخر تصعيد لموسكو يمر بلا حساب لن تساعد أساليب الأرض المحروقة روسيا في الانتصار في الحرب. ستعزز فقط وحدة أوكرانيا وحلفائها وتصميمهم".

وأعتبر شولتس الحديث الروسي عن ‘العمليات الخاصة‘ والانتصارات الخاطفة، مجرد مظاهر زائفة"على حد تعبيره.

وكان شولتس يتحدث مع زعماء السبع وعشرين دولة الأعضاء بالاتحاد الأوروبي قبيل اجتماع للمرة الثانية في غضون أسبوعين لمحاولة خفض أسعار الطاقة،على الرغم من استمرار الانقسام حول التحرك لوضع سقف لأسعار الغاز.

ومن المتوقع أن تدعم كل الدول الأعضاء تحديد سعر قياسي بديل للشراء المشترك للغاز الطبيعي المسال.

وقال شولتس إن فرض سقف لأسعار للغاز قد يهدد بدفع المنتجين لبيع الغاز في مكان آخر، ما يعني حصول الاتحاد الأوروبي على غاز أقل نتيجة لذلك.وأضاف "يجب أن ينسق الاتحاد الأوروبي تنسيقا وثيقا مع مستهلكي الغاز الآخرين مثل اليابان وكوريا لئلا ندخل في منافسة مع بعضنا".

في خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء غزوها قبل ثمانية أشهر، بدأت الإدارة التي عينتها موسكو إخلاء المدينة التي تسيطر على الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، والتي استولت عليها روسيا في عام 2014، وكذلك مصب نهر دنيبرو.

وكتب كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المدعومة من روسيا في خيرسون أمس الأول الأربعاء على تيليجرام أن أوكرانيا شنت هجوما على نوفايا كاميانكا وبيريسلاف في منطقة خيرسون.

وفي حين ظلت أوكرانيا متكتمة بشأن تفاصيل عملياتها، قال جيشها في تحديث بشأن منطقة خيرسون في وقت مبكر من أمس إن 43 جنديا روسيا قتلوا ودُمرت ست دبابات ومعدات أخرى.

وبث التلفزيون الرسمي الروسي لقطات لأشخاص يفرون بالقوارب عبر نهر دنيبرو، وقال إن النزوح الجماعي محاولة لإجلاء المدنيين قبل أن تتحول المنطقة لساحة قتال.

وقال فلاديمير سالدو حاكم خيرسون الذي عينته روسيا، إنه سيتم نقل ما بين 50 إلى 60 ألف شخص في الأيام الستة المقبلة، مع التأكيد على أن روسيا لديها الموارد اللازمة للسيطرة على المدينة وحتى شن هجوم مضاد إذا لزم الأمر.

من جانبها، فرضت الحكومة الأوكرانية قيودا على استخدام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد لأول مرة منذ الغزو الروسي بعد وابل من الهجمات على محطات الطاقة قبل حلول فصل الشتاء.

وكثفت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية لإمدادات الكهرباء والمياه في أوكرانيا في الأيام الأخيرة.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور مساء الأربعاء "هناك أضرار جديدة للبنية التحتية الحيوية. دمرت ثلاث منشآت للطاقة اليوم".

ويبحث زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، خيارات لمزيد من الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك معدات الطاقة والمساعدة في استعادة إمدادات الكهرباء والتمويل طويل الأجل لإعادة الإعمار.

وأفاد شهود بأن خمس طائرات مسيرة قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية أمس لكن لم يتضح موقع الانفجار أو حجم الأضرار التي لحقت بها.

وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام طائرات "انتحارية" إيرانية الصنع تحلق صوب هدفها وتنفجر. وتنفي إيران إمداد موسكو بها كما نفى الكرملين استخدامها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أثارت مسألة احتمال نقل إيران لطائرات مسيرة إلى روسيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي.

وأبلغ نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الصحفيين أن روسيا ستعيد تقييم تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وموظفيه إذا أرسل جوتيريش خبراء إلى أوكرانيا لفحص الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها والتي أكدت أوكرانيا والغرب أنها صنعت في إيران.

وقال بوليانسكي إنه غير متفائل بشأن التوصل إلى اتفاق مع جوتيريش وغيره من مسؤولي الأمم المتحدة في مفاوضات لتمديد وتوسيع اتفاق 22 يوليو الذي أدى إلى استئناف صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من البحر الأسود. وقد ينتهي أجل الاتفاق الشهر المقبل.

في غضون ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا، مستهدفة شبكة اتهمتها بشراء تقنيات عسكرية وذات استخدام مزدوج من شركات أمريكية لصالح مستخدمين روس.

وفي شرق أوكرانيا المتاخم لروسيا، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية ركزت محاولتها الرئيسية للتقدم في بلدتي باخموت وأفدييفكا.وباخموت هي محور تقدم بطيء لروسيا عبر منطقة دونيتسك.

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البلاد بأسرها بدعم المجهود الحربي وأعلن الأحكام العرفية أمس الأول الأربعاء في المناطق الأوكرانية التي تحتلها قواته.

وحذر زيلينسكي الأوكرانيين في المناطق المحتلة من أي مساع روسية لضمهم إلى الجيش، قائلا إنه يتعين عليهم محاولة المغادرة.

وقال "إذا لم تتمكنوا من القيام بذلك ووجدتم أنفسكم في هياكل عسكرية روسية، فحاولوا في أول فرصة إلقاء أسلحتكم والوصول إلى المواقع الأوكرانية".