No Image
منوعات

شباك تذاكر المسرح العماني "نصف مفتوح"!

09 أغسطس 2023
رهان على وعي الجمهور وحضوره المستمر
09 أغسطس 2023

طاهر الحراصي: " أراهن على وعي الجمهور المحلي متى ما وجد ما يستحق دعمه من خلال شباك التذاكر"

خليفة الحراصي: "شباك التذاكر يدعم الفرق لتقديم عروض عالية الجودة.. ويعزز من قوة وحضور المسرح"

حيان اللمكي: " الجمهور العماني واع بشدة ومواظب على الحضور.. والعروض هي عنصر الجذب وزيادة الوعي"

يونس المعولي: "المسرح التجاري مهم جدا لتعزيز المدخول المالي للفرقة.. ووضع قاعدة للمشاركات المحلية والدولية"

خالد الشنفري: "لابد من استمرارية العروض المسرحية فالانقطاع الطويل يسبب فاصلًا بين الجمهور والمسرح"

إسماعيل الرواحي: "ضرورة استمرارية تقديم الأعمال المسرحية حد الوصول لمرحلة نجوم شباك تذاكر"

يغيب المسرح التجاري عن المشهد المسرحي في سلطنة عمان، وتقف بعض الفرق المسرحية في حيز الاشتغال على العرض خلال فترة المهرجانات، التي تلاقي إقبالا جماهيريا عاليا، بينما السؤال لماذا لا تنشط العروض التجارية الجماهيرية، رهانا على وعي الجمهور وشغفه بالمسرح، وهو ما نجده حاضرا ورائجا في كثير من دول الجوار، فالخشبة السمراء ما هي إلا مهد لإنتاج الفنون الأخرى.

تساؤلات طرحت في طاولة النقاش حول تفعيل شباك التذاكر، فكان حديث "عمان" مع مجموعة من المشتغلين في المسرح من مختلف الفرق المسرحية، وتقديم رأي في هذا الشأن في محاولة لتعزيز المسرح التجاري.

ما هو المسرح التجاري؟

يقول المخرج والممثل طاهر الحراصي من فرقة تواصل المسرحية في تعريفه بمصطلح المسرح التجاري: "في البداية يجب الوقوف على مصطلح (المسرحيات التجارية)، في ظني قد يُساء فهمه فيظن البعض أنها مسرحيات هزلية فارغة، وتعتمد على الإضحاك المبتذل، وفي الحقيقة أن أي عرض مسرحي يتم استثماره وإيجاد عوائد مالية منه يصح تسميته بالعرض التجاري، أما الجمهور بشكل عام فيتشكل بوجود حراك جيد ومستمر".

ويضيف الحراصي: "على المستوى المحلي يسهم شباك التذاكر بشكل كبير إن تم التعامل معه بقدر عالٍ من المسؤولية من قبل المسرحيين والمشتغلين بالمسرح من حيث تقديم عروض مسرحية تتناسب مع الجمهور المستهدف شكلا ومضمونا، وحتى الآن عائدات التذاكر للعروض المسرحية المحلية للفرق بالكاد تغطي التكلفة الإنتاجية للعرض المسرحي، وهذا يعود لانخفاض تكلفة التذاكر، ولعدم توفّر الرعايات غالبا، وهما مسألتان بحاجة للكثير من الاشتغال والتطوير لتفعيل شباك التذاكر الذي بدوره إن تحسن سيمكن الفرق من الاستدامة في تقديم العروض والمناشط المسرحية لوجود مداخيل تغطي تكاليف الإنتاج".

في حين أن المخرج خالد الشنفري رئيس فرقة صلالة المسرحية يرى أن شباك التذاكر ليس له دخل باستقطاب الجمهور، وأن الأمر معتمد على قوة العرض بنصه وإخراجه وأداء الممثل، ويضيف: "شباك التذاكر ليس إلا دخل يبحث عنه فريق العمل ليساعد في تغطية تكاليفهم ويجدون أجورا تناسب عملهم، هنالك أعمال وصلت تذاكرها إلى أسعار كبيرة وتجد المسرح ممتلئ. أيضا موقع العرض له دور في جذب الجماهير".

جمهور متخصص

ويرى يونس المعولي من فرقة الطموح أن شباك التذاكر "يسهم في تعزيز جودة العمل وانتقاء الحضور بشكل خاص، بحيث يقتصر الحضور على المهتمين والمشجعين بعيدا عن الجمهور الذي لا يعي تفاصيل المسرح، علما بأن المسرح يختلف عن أي عمل فني آخر نظرا لفترة تجهيزه من وقت انطلاق البروفات وتجهيز الديكور والأزياء، فكل ذلك بحاجة إلى جمهور يدرك تماما بأن العمل المقدم تم الاشتغال عليه بعناية قبل عرضه للجمهور. لهذا فإن العمل المسرحي التجاري مهم جدا لتعزيز المدخول المالي الذي تتكفل به الفرقة طوال الاستعداد، كما يسهم في وضع خطة مالية تستطيع من خلالها المجموعة وضع قاعدة للمشاركات المحلية والدولية".

ويؤكد إسماعيل الرواحي من فرقة تواصل المسرحية على ضرورة وجود شباك التذاكر، معللا ذلك بإسهامه في زيادة إنتاجية الأعمال وكل ما يتعلق بها من اشتغال من ناحية توفر النصوص، وزيادة إقبال الممثلين والمخرجين لتقديم أعمال مسرحية بشكل مستمر. ويضيف: "وجود التذاكر يسهم بشكل مباشر في تغطية جزء كبير من تكلفة إقامة العمل المسرحي".

تعزيز قوة المسرح العماني..

ولا يختلف رأي "خليفة الحراصي" -من فرقة هواة مسرح الخشبة- حول أهمية تفعيل المسرح التجاري أو شباك التذاكر حيث يقول: "فتح شباك التذاكر يمكن أن يلعب دورًا مهما في رفع قوة وحضور المسرح العماني، حيث يسمح للجمهور بالاطلاع على العروض المتاحة وحجز التذاكر مسبقًا، مما يزيد من فرص حضور الجمهور الذي يتطلع إلى تجربة مشاهدة العروض المسرحية، ويسهم في تعزيز الوعي المسرحي لدى المجتمع لو تم تنظيمه بشكل دوري، كما أنه يزيد من الإيرادات ويدعم الفرق المسرحية لتقديم عروض عالية الجودة، وهذا يعزز من قوة وحضور المسرح العُماني بشكل مستمر".

فيما يرى حيان اللمكي من فرقة مسرح الدن للثقافة والفن أن المسرح التمثيلي له ميزته الخاصة من بين العروض الجماهيرية المختلفة الأخرى، من ناحية الإقبال الجماهيري للعروض المسرحية، ويضيف: "هذه الفكرة انطلقت في سلطنة عمان من ظفار حيث إن جميع العروض المسرحية الجماهيرية أو التجارية -إن صح التعبير- لها حضورها من مختلف الأعمار وأصبحت عادة في كل موسم مسرحي، والثقة أصبحت متبادلة، واستطاعت خشبات المسرح إظهار نجوم وفنانين لهم شأن في رفع هذه الثقافة لدى الجمهور، وهي فكرة ناجحة ومميزة، انتشرت بعد ذلك في جميع مسارح عمان تقريبا، ولها جمهورها". ويضيف اللمكي أن نتاج ذلك يتضح من خلال رفع مستوى المسرح العماني من جانب الدعم المعنوي والتشجيع على الاشتغال والمواصلة، ومن جانب مادي أيضا لتغطية بعض من تكاليف العروض المسرحية التابعة للأندية أو الفرق الأهلية".

الرهان على وعي الجمهور..

يبقى السؤال يدور حول وعي الجمهور إذا تم تفعيل شباك التذاكر بصورة حقيقة، يقول خالد الشنفري: "هذا الأمر يتوقف على عدة مراحل، أهمها الإعلام، والفرق المسرحية عليها أن تكون واعية لما يجذب الجمهور وينال رضاهم، وتقديم ما يتناسب لهم.

البعض وللأسف يجد أن السخرية الصارخة في العروض، ويسمع ضحكات الجمهور، فيظن أنه وصل إلى رضاهم ولكنه تسبب في عمل فجوة كبيرة بينه وبين الجمهور"، ويضيف الشنفري: "نحن نتمنى أن يساعد الإعلام في نشر ثقافة ووعي المسرحيات التجارية يدا بيد مع الفرق المسرحية، وإيجاد ضوابط مناسبة لذلك".

وينفي طاهر الحراصي أننا يمكن أن نقيس وعي وإقبال الجمهور بالحضور للمسرحيات التجارية فيقول: "لا يمكن الآن قياس تقبل الجمهور لشباك التذاكر لعدم وجود تجارب حقيقية مستمرة بشكل منتظم، فهي حتى الآن جهود بعض الفرق أو المجموعات وتظهر بشكل موسمي أو متقطع، ربما يعود السبب لعدم توافر مسارح وصالات عرض جيدة وبتكاليف منخفضة، شخصيا أراهن على وعي الجمهور المحلي متى ما وجد ما يستحق دعمه من خلال شباك التذاكر".

نجوم شباك التذاكر..

في حين أن إسماعيل الرواحي يرى أن الرهان يتمثل في خلق هذه الثقافة لدى الجمهور أولًا، وثانيًا من خلال استمرارية تقديم الأعمال المسرحية حد الوصول لمرحلة وجود ممثلين يحرص الجمهور على حضور أعمالهم، وهو ما يطلق عليه نجوم شباك تذاكر".

ويؤكد خليفة الحراصي على أن الرهان على وعي الجمهور يعدّ عاملا مهما في حضور المسرحيات الجماهيرية، ويقول: "عندما يكون الجمهور على علم بالعروض المسرحية ويتعرف على المحتوى والأداء المتوقع، يصبح أكثر عرضة لحضور المسرحيات الجماهيرية؛ لذلك، يجب على الفرق المسرحية والمنظمين الاستثمار في التسويق والترويج لجذب اهتمام الجمهور وتحفيزه على الحضور".

العروض ترفع وعي الجمهور..

ويرى حيان اللمكي أن الفرقة بما تقدمه من عرض يمكنها أن تسهم في رفع وعي الجمهور، ويقول: "الجمهور هو أحد عناصر المسرح الأساسية التي من خلالهم تعرض وتطرح جميع القضايا والمحاكاة الواقعية للحياة العامة التي يعيشونها لذلك التآلف بين الجمهور والممثل على خشبة المسرح مطلوبة وهذا ما نشهده من خلال تجارب كثيرة من قبل فرق مسرحية عمانية قدمت عروض مسرحية تجارية أسهمت في رفع الوعي بين الطرفين (المسرحيون والجمهور) بمختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والجانب الإنساني على حد سواء، ونثق ثقة كبيرة بالجمهور العماني الواعي خلال حضوره وتفاعله مع هذه القضايا، ليس فقط للضحك والترفيه وإنما للمعرفة وزيادة الوعي، فأقول: إن الجمهور العماني واعِِ بشدة ومواظب للحضور وإن كان بمبلغ لأنه على ثقة بأنه سيشاهد عرضا مميزا مثريا".

استمرارية العروض..

ويرى خالد الشنفري أن العروض المسرحية لضمان جمهورها لا بد من استمراريتها على مدار العام، ليكون المسرحي على تواصل مع الجمهور، ويضيف: "الانقطاع الطويل يسبب شرخا وفاصلا يفصل بين رغبة الجمهور في الحضور، كما أن العروض المميزة والممتعة والكوميديا الراقية وغير الخادشة هي عناصر جذب للمسرح، إذ ليس كل من وقف على خشبة المسرح أصبح يحمل رسالة، يجب أن يكون واعيا لما يؤديه وفاهم لرسالته". وأكد الشنفري أنه لا مناص من الجهات الرسمية في توفير البنية الأساسية للفرق المسرحية.

فيما يقول حيان اللمكي إن: "العملية تكاملية دائما بين الجمهور والطاقم المسرحي والمجتمع ككل في إبقاء المسرح حيا من خلال الدعم الدائم للمسرحيين، والركن الأساسي للترويج هو العرض المسرحي الذي يُبنى برغبة ملحة لإرضاء الجمهور لأنه منهم وإليهم، وذلك من خلال التشكيل العام للعرض (اختيار النص المناسب، الممثل، الصورة الفنية، الإخراج والتجديد) له دور كبير في التسويق وضمان استمرارية الاشتغال ولضمان تحقيق الأهداف العامة من خلال كل هذه المضامين سواء للفرقة أو المسرح بشكل عام".

آلية تفعيل شباك التذاكر..

وفي سؤال حول آلية تفعيل شباك التذاكر والترويج لها يقول طاهر الحراصي: "لا يمكن الإشارة إلى آلية معينة بذاتها، فاليوم الوسائل والوسائط متعددة جدا، الأهم هو قراءة الجمهور المستهدف ومحاولة الوصول له من خلال قنواته، وفتح قنوات اتصال مع الجمهور وفتح دوائر جديدة من المتابعين للعروض المسرحية، ربما اعتمادنا على وسائل التواصل الاجتماعي (كونها مجانية في أغلب الأحيان) للترويج للعروض المسرحية الذي يصل لشرائح المجتمع القريبة من المسرحيين أو الفرق المسرحية، وينعكس هذا على تكرار وجوه المشاهدين للعروض المسرحية، نحتاج لكسب متابعين جدد لمسرحنا".

في حين أن يونس المعولي يرى ضرورة وضع آلية منظمة للترويج لضمان حضور الجمهور، ويضيف: "لابد من وضع كم من البوسترات في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك صنع محتوى يلفت انتباه الجمهور من خلال الاستعدادات، أيضا استقطاب شخصيات من الوسط الفني تؤثر على مستوى الحضور".

ويؤكد إسماعيل الرواحي على أن الجمهور المستهدف لابد أن لا يكون مقتصرا على شريحة معينة وهي المتذوقة للمسرح فقط، وإنما استهداف الجمهور العام، فيقول: "يجب تقديم الأعمال التي تتناسب مع ذوق الجمهور العام وتحكي معاناتهم بقالب كوميدي ترفيهي، وحاليا تعد وسائل التواصل الاجتماعي ومؤثريه أفضل الطرق للوصول للجمهور. أيضا وضع حملة ترويجية تسويقية مميزة ومختلفة يلعب دورا أساسيا في الترويج للعمل المسرحي".

ويقدم خليفة الحراصي عددا من المقترحات للترويج الذي يؤكد على أنه لا بد من توظيف استراتيجيات للترويج وتوجيهها نحو الجمهور المناسب للمسرحية لزيادة فرص حضورهم وزيادة النجاح التجاري للعرض المسرحي، ومن تلك الآليات التي قدمها الحراصي لضمان تنشيط حركة شباك التذاكر: "أولا التسويق الرقمي: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج عن المسرحية والتفاعل مع الجمهور بشكل فعال، ثانيا/ الإعلانات: نشر إعلانات في وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفزيون والإذاعة والصحف لجذب انتباه الجمهور وجعلهم يعلمون بالعروض المسرحية، ثالثا/ التعاون مع الشركاء: التعاون مع الجهات والشركات الأخرى للترويج للفعاليات المسرحية، وزيادة الجاذبية والتسويق المشترك، رابعا/ تقديم العروض المميزة: تقديم محتوى جذاب وفريد في المسرحيات يثير اهتمام الجمهور ويحفزهم على الحضور، خامسا/ عروض محدودة الوقت: تقديم عروض خاصة محدودة الوقت قد تزيد من حماس الجمهور للحجز المبكر، سادسا/ الإبداع في التسويق: ابتكار طرق تسويقية مبتكرة ومميزة تجذب الانتباه وتسهم في تحفيز الجمهور على حضور المسرحيات، سابعا /التعاون مع المسرحيين والفنانين المشهورين: استغل شهرة وجاذبية الفنانين المعروفين للترويج للعرض المسرحي وزيادة جاذبيته للجمهور"..