No Image
منوعات

قمة سينك تواجه التناقضات الرقمية نحو مستقبل أفضل للتكنولوجيا والإنسانية

25 مايو 2024
25 مايو 2024

اختتمت أمس بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، قمة الاتزان الرقمي "سينك" في نسختها الثانية، تحت شعار "مواجهة التناقضات الرقمية". وشهدت القمة التي تعد الحدث الرقمي الأبرز في المنطقة، واستمرت على مدى يومين متتاليين، مشاركة أكثر من 70 متحدثًا من المختصين في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين، من أكثر من 20 دولة حول العالم. وناقشت الجلسات الحوارية المتنوعة مفترقات الطرق الرقمية التي يواجهها الإنسان ومدى قدرته على جعل التقنية من صالح تقدم البشرية، وما هي أبرز السبل لتحقيق ذلك. وتناولت الجلسات المتنوعة في يومها الثاني تحت عنوان "نهضة رقمية - تكوين علاقة جيدة مع العالم الرقمي لتحقيق مستقبل أفضل" من خلال مجال التقنية والاستخدام الإيجابي في العصر التقني، وبناء الثقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، مع عرض أهم المبادرات التي تقوم بها الدول مثل السعودية من خلال "سدايا" وكيف تسهم مبادراتها في الحد من نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى التناغم الرقمي، والتوعية بمضار التنمر الإلكتروني بالمدارس، وكيفية التعامل مع الإيجابيات والسلبيات مع الرقمنة، وكيف تحسّن التقنية من حياة الناس، وضرورة تعليم مفهوم الاتزان الرقمي للأطفال.

اليوم الأول

وكان قد شهد اليوم الأول من القمة التي تأتي بعنوان "سلاح ذو حدين - مواجهة التناقضات الناجمة عن العصر الرقمي" كلمة افتتاحية قدمها المهندس عبد الله الراشد مدير مركز إثراء، خلال كلمته الافتتاحية أن قمة الاتزان الرقمي "سينك" لا تأتي لمناصرة التكنولوجيا أو مناهضتها، بل لبحث حلول تخلق أنماطًا إنسانية أفضل للتعامل معها، وهو ما تتضمنه جلسات القمة التي تضم نحو 50 عالمًا وخبيرًا. وأضاف "نحن لا نقتصر في القمة على الخبراء فقط، بل هناك متحدثون من مختلف المجالات، فنحن اليوم نبدو جميعًا خبراء في التقنية".

وفي الجلسة الأولى، التي أدارها الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، تحدثت المتخصصة بإصلاح وسائل التواصل الاجتماعي كريستين برايد عن قصتها المؤلمة بعد انتحار ابنها نتيجة تعرضه للتنمر الإلكتروني، والدعاوى القضائية التي رفعتها على بعض التطبيقات الإلكترونية، مطالبة بسن إجراءات مشددة للتعامل مع التنمر الإلكتروني.

من ناحيته، أوضح ستيف وزنياك، المؤسس الشريك لشركة "آبل"، أن الحواسيب تعامل الناس بالخوارزميات، مؤكدًا سوء الأمور حاليًا في العالم الرقمي، وصعوبة التحكم بكل ما يحدث اليوم بالنظر للتطورات المتسارعة في التطبيقات الإلكترونية، وأكد أن جميع التطبيقات بدأت بطريقة جيدة ونية سليمة ثم تحولت سريعًا للجانب الربحي وصارت مهتمة بكسب المال من المستخدمين.

كما تحدث مدرب كرة القدم العالمي جوزيه مورينيو في الجلسة الثانية، عن تجربته مع التقنية قائلًا "مسيرتي المهنية الطويلة، عندما كنت أقوم بتحليل مباريات كرة القدم كنت أستخدم تقنيات قديمة وأقضي ساعات طويلة أمام الشاشة، لكن الآن لدي تقنيات متطورة سهلت الأمور كثيرًا". وأضاف "يومًا ما خسرت لأنه لم تكن هناك تكنولوجيا موجودة في ذلك الوقت، فهي مهمة، إلا أنها سلاح ذو حدين".

وأكد مورينيو خلال الجلسة التي حاورته فيها الصحفية لمى الحموي أنه يحاول الظهور الإلكتروني بحقيقته، بالقول "أنا لا أفلتر نفسي، بل أقدم نفسي كما أنا"، وأكد أنه لا توجد سياسة يحاول اعتمادها بل يسعى للوصول لمختلف شرائح الجمهور، وتابع "الناس يتأثرون بالجانب السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي، وبالنسبة لي فأنا لا أقرأ التعليقات على الإطلاق، وبالذات قبيل المباريات، وذلك كي لا أشوش أفكاري، لذا فإنني أحاول عزل نفسي عن التواصل الاجتماعي، والتركيز بما يحدث في الملعب".

وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "مواجهة التناقضات الرقمية: تتبع تعقيدات عالمنا المتشبع بالتكنولوجيا"، تحدث خلالها مقدم برنامج ذا مو شو محمد إسلام، وكبير مسؤولي الأعمال السابق لجوجل إكس مو جودت، والرئيس التنفيذي لشركة بيوند إل إل سي، حيث تحدثوا عن مرئياتهم تجاه ما يشهده العالم حاليًا من انفجار تكنولوجي غير مسبوق.

اليوم الثاني

في حين أقيم اليوم الثاني للقمة بعنوان "نهضة رقمية - تكوين علاقة جيدة مع العالم الرقمي لتحقيق مستقبل أفضل"، حيث تناول المختصون في مجال التقنية الاستخدام الإيجابي في العصر التقني، وتحدث في أولى الجلسات كبير محرري "وايرد" كيفن كيلي، والذي أشار إلى قضية التفاؤل في علاقتنا بالعالم الرقمي وعلاقة البشرية بالتقدم والعصرنة وكيف يواجه الإنسان هذه المتغيرات بنظرة إيجابية متفائلة، على الرغم من المشاكل الضخمة التي يعج بها العالم، مؤكدًا على أن كل الاختراعات التي أسهمت في تطور البشرية كانت نابعة من التفاؤل وإيمان راسخ لدى الإنسان بقدرته على إحداث فارق، وأنه لا يوجد مستحيل في هذه الحياة، وهم ذات الأشخاص الذين جعلوا هذه الحياة بشكل أفضل، وهم الذين شكلوا المستقبل، وفيما يتعلق بعلاقتنا بالذكاء الاصطناعي، أشار كيفن إلى أنه وعلى مدى 20 سنة قادمة سيكون العالم أفضل، وسوف تتحقق الكثير من الأمور الإيجابية التي تسير في منهجية التفاؤل التي يدعو إليها.

وتحدث كل من الدكتور محمد الحاجي مدير إدارة التغيير السلوكي بوزارة الصحة بالسعودية، والدكتورة رومان شودهاري مبعوثة العلوم الأمريكية، وسينان آرال الرئيس التنفيذي لمبادرة معهد ماساتشوستس لتكنولوجيا الاقتصاد الرقمي؛ عن أبرز التحولات الحاسمة لأجل مستقبل الإنسانية، مشيرين إلى أن هناك الكثير من التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان في علاقته مع الذكاء الاصطناعي منها المعلومات الزائفة وكيفية التحقق منها، لافتين النظر إلى أهمية بناء الثقة بين البشر والذكاء الاصطناعي والتعامل مع المعلومات والبيانات التي تقدمها التقنية بشيء من الموثوقية، مع تعزيز الوعي الذاتي عند استخدام التقنية واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة فعالة، مستعرضين أهم المبادرات التي تقوم بها الدول مثل السعودية من خلال "سدايا" وكيف تسهم مبادراتها في الحد من نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي.

واستعرض الدكتور إنريكو نانو رئيس قسم الأبحاث في مجموعة هوريزون في جلسة التناغم الرقمي، أهم النتائج من مؤشر سينك العالمي للاتزان الرقمي، مبينًا كيفية التعامل مع الإيجابيات والسلبيات مع الرقمنة وكيف تحسن التقنية من حياة الناس على الرغم من وجود نتائج مقلقة بالنسبة لمستقبل التكنولوجيا، حيث يوجد أشخاص يمكنهم التخلي عن أصدقائهم في مقابل عدم التخلي عن أجهزتهم، مشددًا على أهمية النظر إلى مشكلة التنمر الإلكتروني وأهمية تضمينها في المناهج الدراسية والحد منها بخطط توعوية على مستوى المدارس، والدور الذي يلعبه المعلمون في هذا السياق والحد من هذه الظاهرة عالميًا، مؤكدًا ضرورة تعليم مفهوم الاتزان الرقمي للأطفال من الفئات العمرية الأقل سنًا كي يكون بمقدورهم بناء قرارات واضحة تجاه التعامل مع التقنية وتقليل ساعات استخدام الأجهزة.

تجدر الإشارة إلى أن قمة الاتزان الرقمي "سينك" في نسختها الثانية والتي اختتمت مؤخرًا في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، أقيمت تحت شعار "مواجهة التناقضات الرقمية" واستمرت على مدى يومين متتاليين، بمشاركة أكثر من 70 متحدثًا من المختصين في قطاعات التقنية والمؤثرين الثقافيين، من أكثر من 20 دولة حول العالم.