الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

«بابا جه» وآباء غائبون !
تعرفتُ على الممثل المُذهل روبن ويليامز من خلال أفلام عديدة، لكن أولها كان الفيلم الكوميدي Mrs.Doubtfire، حيث تتجلى صورة الأب -غير المسؤول والعاطل عن العمل- في صورة الأمّ البديلة. وذلك عندما لم يتمكن من رؤية أبنائه بعد حصول زوجته على حق الحضانة بعد الطلاق.لكن ما إن تعلن الزوجة عن حاجتها...
«غراق فلاح» وأشياء أخرى
قد يبدو الحكم على المسلسل العُماني «غرّاق فلّاح» باكرًا بعض الشيء، إلا أنّه ومن خلال مشاهدتنا للحلقات الخمس الأولى، يتكشفُ لنا استمرار «الأعراض» ذاتها التي تبدت من قبل: النمو المتعثّر للقصّة، تسطيح الشخصيات وخروجها بشكل باهت يفتقر للبناء النفسي، النهايات المتوقعة، ضحالة النكتة، الحوارات المُملة غير المدروسة التي لا تدفع...
إنّهم يتلاعبون بالدوبامين!
من سيوقفُ إصبع السبابة التي ترسلُ رسائل مُضللة إلى الدماغ بأنّها ستتوقفُ عمّا قريب عن الضغط على شاشة الهاتف؟ لكنها في الحقيقة لا تفعل، بل تستمرئ في النقر المستمر، لتنقلنا -بشكل لا واعٍ- من إحساس كثيف بالغضب إلى الضحك إلى الإمتاع إلى الجوع إلى الرغبة في البكاء أو الغناء؟عندما تحدثتُ...
يدُ الطبيب.. يدُ الكتابة
شعرتُ بتضاؤل كلماتي وبهشاشة الكتابة وعبثيتها، عندما شاهدتُ الطبيب العُماني أيمن السالمي يمضي حاملا روحه بين يديه، شاقا عتمة الحرب، غير مُكترث بصروف الأيام القادمة، في مكانٍ تجزه مناجل الموت والجوع كل دقيقة وثانية. شعرتُ كما يقول إلياس خوري في كتابه: «النكبة المستمرة» الصادر عن دار الآداب، «كأنّ الكلمات تملأ...
«نزوى» والبنت التي تذرفُ الدموع !
ثمّة غبشٌ يُشوشُ ذكرى ذلك اليوم الذي حاولتُ تذكّره الأسبوع الماضي بنستولوجيا عالية، شيء خفيّ ومتوارٍ في طبقات ذكرياتي البعيدة، شيء ظننته في الوهلة الأولى عبثيًا، لكن خيوط حياتي وتشابكاتها كانت تقودني إليه في كلّ مرّة!في نهاية التسعينيات كنتُ ضمن جماعة الصحافة في المرحلة الثانوية، عندما قررتْ المعلمة أن تصطحبنا...
من أي جسد أو وجه ستأكل؟
تصور أن تهوي بك الطائرة في فسحة يتسيدها البياض وتتدنى فيها درجات الحرار إلى ٣٥ تحت الصفر، في جبال الأنديز التي يصل ارتفاعها إلى ٣٥٠٠ متر تقريبا، تصور أن يمتد بك العمر لأن تبصر مكانا تنعدم فيه الحياة، فلا نباتات تنمو ولا حيوانات تجري ولا بشر يعبرون، بياض شاسع وغير...
أليس البحر للبسطاء أمثالنا؟
مرّت تيارات الهواء الباردة لتداعب وجوهنا، فأغمضنا أعيننا لنصغي لنشيد الموج. لقد بدا الأمر كمن يعود لأرجوحة الصبا، هناك حيثُ تتلاشى الحدود الأسمنتية والأبواب المُغلقة، وحيثُ تخلعُ الأماني ثوبها المتطلب، فتصبحُ أثمن أمانينا مشاهدة بزوغ قرص الشمس من وراء خليج عُمان، ثمّ وداعها وراء التخوم البعيدة في تدرج لوني آسر،...
نوافذ: الأوضاع الصحية وقسوة العيش
«الأطرافُ ذابلة جعدة وأحيانا عاجزة عن النمو عجزا لا شفاء منه، وعيون الأطفال مُلتصقة بالرمد، وهناك الكثير من العجزة الذين يُقادون في الطرق، فهم عمي تماما، ولا يمكن للمرء إلا أن يرتجف خوفا وهو يرى معتوها أو ربما سفيها مُقيدا بسلاسل تصدر أصواتا قوية». ورد هذا الوصف في كتاب «عُمان...