الموقع الرسمي لجريدة عُمان - مؤلف

عادل محمود
عادل محمود
يوميات سورية 74
ـ 1ـتربوياً حاولت الالتزام بصيغة معقولة، جواباً على سؤال الفرق بين "الغني" و "الثري".... إذ كان السائل فتاة من بيئة فقيرة، أصبحت غنية، ثم ثرية...قلت: في بلادنا، إذ لا بد أن نحدد جغرافيا اقتصادية، كما يحددون جغرافيا سياسية، ثم ارستقراطية، وبورجوازية، وأثرياء، ولكن... بلا طبقة. فاللباس والحفلات وصرف الفلوس المستهتر...
يوميات سورية 73
ـ 1 ـاللون الأحمر الصارخ للأوراق أنقذه.فتى في العشرينيات يلصق على جدران المدينة منشورات، أثارت فضول المارة، وارتياب الأمن فأقبلوا يقرأون:"إن خدعتك الحياة فلا تحزن، ولا تغضب. في اليوم الشجي اهدأ. يوم الفرح، ثِق، لا بد آت. القلب يحيا في المستقبل. فالحاضر كئيب. كل شيء عابر. كل شيء سيمضي، وما...
يوميات سورية 72
ـ 1 ـأحاول تبييض قصائد مكتوبة من عشر سنوات، وفيما أنا منهمك بجعلها أكثر «دقة» تصبح أقل «رقة». وبعضها لا يسمح باللعب في مكوناته الشخصية، كأي حر، فتستعصي على التدخل. وأمامي خياران:أتركها، كما هي، شعثاء من فرط الدروب.أو أطلقها، كزورق من ورق، في نهر الطفولة؟تبييض قصائد قديمة بروح هذه الأيام،...
يوميات سورية 71
ـ 1 ـبيت روح الإنسان هو الجسد. ولكنهما يعيشان معا في بيت أرحب هو البلاد، الأرض الأم، بيئة النشوء، والتكوّن، والنمو، والفوران. موطن الأقدام الأولى، وكل شيء أوّل.في لغة الشعارات هو "الوطن" لكنه الكلمة التي أنقصتها الشعارات حيث لا يعرف "طفل الخطابة" كيف يحسّ به من خلالها، فينتقل الوطن من...
يوميات سورية 70
ـ 1 ـإذا كانت الكتابة كنشاط إنساني، أعقد مما يبدو، وإذا كانت الحياة كممر إجباري، أسهل مما تخفيه... فإن الكاتب في وضع لا يحسد عليه.إنه أحيانًا قارع طبل في عرس.وأحيانًا حفار قبور لجماعة المجزرة."الكاتب حتى لو أخذ جائزة نوبل... شخص بلا عزاء".ثمة أدب لا يمكن تفاديه، وهو أدب الذنوب. وقد...
يوميات سورية 69
-1-أريد أن أرحل عن هذه الدنيا، كما أشاء، وقتما أشاء، إلى حيث أشاء، ثأرًا من السهولة التي جئنا بها إليها.أريد أن أرتب هذا الرحيل، حتى السطر الأخير من أنشودة وداع عرفها كثيرون قبلي.أريد...ولكن ثمة عائق... عائق يدعو للتريث سنوات أخرى.فأمامي، قبل الرحيل، مهمة مقدسة: «أن أنهي هذه الحرب».ـ2ـسأهرب من هذه...
يوميات سورية 68
أنا حزين لأنني أتفقد ذاكرتي الانفعالية، يوميا، لألقي نظرة الأب على طفل، وصاحب ورشة الكتابة، على مؤلف أهازيج، لكي تقع بين أصابعي كرنين وتر، نغمة للترويض، فأجاور ما يصبح صوت الطيش في مساء قرب بحيرات منعسجد اللون المتلون.أنا حزين لأنني سأطلب عونا على نبرة جلست فجأة في مكان غير مناسب.28...
يوميات سورية -67-
ـ 1 ـسألت إحدى الطالبات عالمة الأنثروبولوجيا "مارغريت ميد" ذات مرة عما تعتبره أول علامة على الحضارة في ثقافة ما. توقعت الطالبة أن تتحدث عالمة الأنثروبولوجيا عن الفؤوس أو الأواني الفخارية أو الأحجار. لكنها قالت: إن أول علامة على الحضارة في ثقافة قديمة هي إثبات وجود شخص شفي من كسر...