No Image
عمان اليوم

ندوة إقليمية تناقش مخاطر انتشار الأنواع البحرية الدخيلة في «روبمي»

17 ديسمبر 2025
17 ديسمبر 2025

العُمانية: نظّمت هيئة البيئة بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي) بمسقط اليوم ندوة إقليمية بعنوان «تحديد مخاطر الأنواع غير الأصلية والضارة وغير معلومة الأصل وحديثة الوجود في منطقة بحر روبمي»، وتستمر أعمالها يومين.

وتهدف الندوة إلى تحليل المخاطر البيئية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على انتشار الأنواع البحرية الدخيلة في المنطقة البحرية المشتركة لثماني دول أعضاء في منظمة (روبمي)، وهي: سلطنة عُمان، ومملكة البحرين، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجمهورية العراق، ودولة الكويت، ودولة قطر، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل الخليج العربي وبحر عُمان وجزءًا من بحر العرب.

كما تناقش الندوة سُبل تعزيز التنسيق الإقليمي بين الدول الأعضاء، بما يسهم في تحسين جمع البيانات وتطوير إستراتيجيات فعّالة للتعامل مع الأنواع البحرية الدخيلة والحد من آثارها.

وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، راعي المناسبة، إن هذه الندوة الإقليمية تجسّد روح التعاون المشترك بين دول منظمة (روبمي)، وتمثل منصة علمية لمراجعة التقرير الإقليمي لحصر الكائنات البحرية الدخيلة، الذي خلص إلى تحديد 21 نوعًا بحريًا ذا أولوية قصوى على مستوى الإقليم، صُنّفت ضمن فئة الخطورة العالية جدًا، الأمر الذي يستدعي إجراء تقييمات تفصيلية للمخاطر، ووضع إجراءات فعّالة للإدارة والرصد، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتكثيف التنسيق الإقليمي للحد من انتشار هذه الأنواع وآثارها البيئية والاقتصادية.

وأضاف أن نتائج التقرير الإقليمي، الذي أُعد بمشاركة جميع الدول الأعضاء وباستخدام منهجيات علمية موحّدة، كشفت عن حجم التحدي البيئي المتزايد الذي تواجهه النظم البيئية الساحلية والبحرية في الإقليم، حيث أظهرت نتائج التقييم أن نسبة كبيرة من الأنواع البحرية التي شملها التقييم تقع ضمن فئات الخطورة العالية والعالية جدًا، ما يعكس مدى حساسية البيئة البحرية للتأثيرات البيولوجية، في ظل الضغوط البشرية المتنامية.

وأشار إلى أن الأنواع البحرية الدخيلة تُعد من أبرز التحديات التي تواجه النظم البيئية الساحلية والبحرية، لما تسببه من اختلال في التوازن البيئي، ومنافسة الأنواع المحلية على الغذاء والموائل، إلى جانب تأثيراتها السلبية على التنوع الأحيائي والثروة السمكية، والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالبحر. وأكد أن بعض هذه الأنواع قد تؤدي إلى تراجع أو اندثار أنواع محلية ذات أهمية بيئية واقتصادية عالية، خصوصًا في البيئات الساحلية الحساسة.

وأوضح سعادته أن نتائج التقييم الإقليمي بيّنت أن مياه توازن السفن والتلوث الحيوي لهياكل السفن تُعد من أهم مسارات إدخال وانتشار الكائنات البحرية الدخيلة في إقليم روبمي، لا سيما في ظل الكثافة العالية لحركة الملاحة البحرية، والتوسع في الموانئ التجارية، ومنشآت النفط والطاقة، والأنشطة الساحلية المختلفة.

وتتضمن أعمال الندوة عددًا من الجلسات النقاشية والعروض التقديمية التي يقدمها ممثلو الدول الأعضاء في المنظمة، وتتناول تقييم المخاطر الناتجة عن الأنواع البحرية الدخيلة، إلى جانب تنظيم ورش عمل تفاعلية تهدف إلى تطوير خطط عمل إقليمية لمكافحة هذه الأنواع، واستعراض دراسات حالة من دول نجحت في تطبيق إستراتيجيات فعّالة للحد من الأنواع الغازية.

حضر الندوة سعادة الدكتور محمد داوود الأحمد الأمين العام للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي)، إلى جانب عدد من الخبراء والمختصين في مجال البيئة البحرية من سلطنة عُمان والدول الأعضاء في المنظمة.

ومن المؤمل أن تخرج الندوة بتوصيات مهمة تسهم في تطوير آليات فاعلة لمكافحة الأنواع البحرية الغازية في المنطقة، كما ستعلن المنظمة عن إطلاق المرحلة الثانية من هذا المشروع الحيوي، التي تتناول تقييم نوعية المخاطر وتحديد سبل مواجهتها والتصدي لها.