"قل لا للمخدرات".. مبادرة توعوية لطلبة البرامج الصيفية بمسقط
نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب اليوم مبادرة (قل لا للمخدرات) للطلبة المشاركين في البرامج الرياضية الصيفية بمحافظة مسقط؛ بهدف توعية فئة المراهقين بخطورة تعاطي المخدرات وآثارها السلبية، حيث ركزت على رفع مستوى الوعي لدى الشباب والأسر والمؤسسات التعليمية حول العوامل التي تؤدي إلى الانجراف وراء هذه الآفة، وسبل الوقاية منها، وأهمية الدعم الأسري والمجتمعي في حماية هذه الفئة العمرية الحساسة، وتوعية المراهقين بمخاطر تعاطي المخدرات على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية، وتعزيز الوعي الأسري حول أهمية المراقبة والتواصل مع الأبناء في هذه المرحلة العمرية. كما تناولت شرحًا مفصلًا حول العوامل المؤدية للإدمان، مثل: ضغط الأقران، والفضول، وضعف الوازع الديني أو العائلي، وتضمنت الفعالية تقديم نماذج واقعية وتجارب لأشخاص تعافوا من الإدمان لتحفيز الفئة المستهدفة على اتخاذ قرارات سليمة، وسلطت الضوء على الخدمات المتاحة للعلاج والدعم النفسي والاجتماعي للمراهقين وأسرهم.
وقال المحاضر يحيى بن صالح بن سعيد الريامي، من المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية: إن المحاضرة هدفت بشكل أساسي إلى تمكين الشباب وطلبة المدارس من اكتساب المهارات الوقائية التي تحميهم من الوقوع في هذه الآفة، حيث تناولت عدة محاور أساسية، شملت التعريف بدور اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات، كما تطرقت إلى التعريف بالمخدرات، وأنواعها، وتأثيرها المباشر على الجهاز العصبي والدماغ، إلى جانب مناقشة الأسباب التي قد تدفع الأفراد إلى التعاطي، وعلى رأسها رفاق السوء، حيث تم استعراض هذه العوامل مع الطلبة بأسلوب تفاعلي.
وحول المهارات التي ينبغي على الطالب تعلمها للوقاية من الوقوع في شرك هذه الآفة، بيّن الريامي أن من أهمها مهارات التخطيط، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، والتواصل الفعال، والتعبير عن المشاعر، وتعزيز الثقة بالنفس، إضافة إلى مهارة الرفض والحزم في المواقف الاجتماعية.
وفي حديثه عن أهمية التوعية في مرحلة المراهقة، قال: الطالب في هذه المرحلة العمرية يمر بتغيرات فكرية وسلوكية، وتدفعه الرغبة في التجربة أحيانا إلى اتخاذ قرارات خاطئة، ولهذا من الضروري أن يتمتع بوعي كافٍ يمكنه من إدراك العواقب المحتملة لأي تجربة سلبية، خصوصا ما يتعلق بتجربة تعاطي المخدرات.
وأشار الريامي إلى أن هناك برامج وخططا تنفيذية تطلق سنويا لزيادة الوعي المجتمعي، ومنها برامج تربوية معتمدة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تطبق في مدارس الحلقة الثانية، بهدف تعزيز المهارات السلوكية لدى الطلبة، وتنظيم مسابقة مجتمعية وطنية تهدف للحد من انتشار المخدرات، وصلت في نسختها الرابعة إلى مشاركة 28 ولاية من مختلف المحافظات، مقارنة بـ10 ولايات فقط في النسخة الأولى.
من جانبها، قالت أحلام الخميسية، أخصائية نشاط رياضي: يزخر البرنامج الصيفي لهذا العام بالعديد من الفعاليات الهادفة، ولا يقتصر البرنامج على الجانب التدريبي فحسب، بل يهدف إلى غرس القيم والمهارات الأصيلة للمجتمع العماني، كما يولي البرنامج اهتماما خاصا بالحملات التوعوية والتثقيفية، التي يتم تصميمها بعناية لتناسب الفئات العمرية المختلفة، حيث تم تخصيص حملات توعوية ضد المخدرات لكل فئة عمرية على حدة، بما يتناسب مع مستوى إدراكهم واهتماماتهم، بدءا من عمر 7 سنوات إلى 11 سنة، مؤكدة أن البرنامج مصمم ليضمن استفادة جميع المشاركين، وذلك استكمالا للحملات السابقة التي أقيمت بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية، وقد لاحظ المنظمون تفاعلا كبيرا من الجمهور، خاصة الأطفال، حيث طرحوا أسئلة عميقة أظهرت وعيا متزايدا لديهم.
وشهدت المحاضرة جلسة حوارية تثقيفية مكثفة للفئة العمرية من 12 إلى 16 سنة، والتي جاءت خاتمة لحلقات عمل سابقة قصيرة لم تتجاوز مدتها 10 إلى 20 دقيقة، وأكدت على أهمية المتابعة والتعاون من قبل أولياء الأمور في المنزل بتقديم النصائح والإرشادات.
وقال الطالب راكن بن حمد المخيني: أسهمت المحاضرة في رفع مستوى وعيي حول مخاطر آفة المخدرات والنهاية الوخيمة للمتعاطي، والإجراءات القانونية التي تنفذ عليه، وأدركت أن الفرد عليه أن يكون صارما للتصدي لهذه الظاهرة، وألا ينجرف وراء رفاق السوء الذين قد يكونون السبب الرئيس لها.
أما حسام الراشدي، فذكر أن المحاضرة تناولت عدة جوانب مهمة، أبرزها ضرورة تبليغ إدارة المدرسة فور معرفة أحد المروجين للمخدرات داخل سور المدرسة، وذلك للتعامل الصحيح معها حتى لا تنتشر هذه الآفة بين الطلبة.
