عمان اليوم

سلطنة عمان تضع ظفار على خريطة أهم الوجهات السياحية إقليميا وعالميا

19 أغسطس 2022
طبيعة ساحرة وإرث حضاري وبنية راقية وتنوع في الفعاليات والمناشط
19 أغسطس 2022

تمكنت سلطنة عمان من وضع محافظة ظفار على خريطة أهم مناطق الجذب السياحي على المستوى الإقليمي والعالمي، مسخرة كافة السبل والممكنات لتكون المحافظة وجهة سياحية فريدة يقصدها الزوار للاستمتاع بأجواء سياحية فريدة من نوعها تجمع بين المواقع الطبيعية والأجواء المعتدلة في درجات الحرارة مقارنة بغيرها من المناطق في شبه الجزيرة العربية خاصة في أشهر الصيف، إضافة إلى بنية سياحية متعددة المستويات والأذواق، إلى جانب الإرث التاريخي والحضاري الذي تزخر به المحافظة.

وعملت سلطنة عمان منذ سنوات على تهيئة المناخ الملائم الجاذب للسياحة خاصة السياح من مختلف محافظاتها ودول مجلس التعاون الخليجي، مع الأخذ بالاعتبار تطوير مطار صلالة ليستقبل رحلات دولية لتتوسع بذلك الدول المستهدفة لجذب مزيد من السياح، من خارج منظومة دول المجلس، حيث تصل الرحلات القادمة والمغادرة عبر مطار صلالة في فصل الخريف قرابة 195 رحلة أسبوعيا. وقبيل بدء موسم الخريف تكثف كافة الجهات الرسمية من استعداداتها لاستقبال الزوار القادمين للمحافظة برا وجوا، حيث تسخر شرطة عمان السلطانية وهيئة الدفاع المدني والإسعاف إمكاناتها على طول الطريق المؤدي لولاية صلالة ( أدم ـ هيماء ـ ثمريت) عبر نشر نقاط لتقديم العون والمساعدة في الحالات التي تتطلب ذلك، كما تم تسخير طائرات مروحية للحالات الطارئة التي قد تعترض مستخدمي الطريق. كما تنشر هيئة الطيران المدني ممثلة بالأرصاد الجوية موجزا يوميا عن حالة الطقس في الطريق المؤدي لولاية صلالة خدمة للزوار القادمين عن طريق البحر، وتوفير أفضل السبل لضمان راحتهم وسلامتهم.

الطبيعة

وتشكل الطبيعة الخلابة المنفردة بمحافظة ظفار أهم عوامل الجذب السياحي، ففي كل عام تشهد المحافظة موسم خريف ظفار الذي يبدأ فلكيا في 21 يونيو من كل عام ويستمر لقرابة ثلاثة أشهر، حيث تهب على المحافظة رياح موسمية قادمة من المحيط الهندي وتتدفق مع هبوبها السحب لتغطي أجواء المحافظة سهولها وجبالها وشواطئها على مدى ثلاثة أشهر، مع تساقط للرذاذ وهطول الأمطار التي تسهم في اعتدال درجات الحرارة وانخفاضها إلى مستوى 20 درجة مئوية وأقل في بعض المناطق خاصة الجبلية منها، كما يسهم الرذاذ المتواصل وهطول الأمطار في نمو الأعشاب الخضراء واكتساء الأشجار في الجبل والسهل باللون الأخضر وتتغطى الأشجار بأوراق يانعة مرتوية من المطر والرذاذ، وتتدفق العيون المائية وتنهمر الشلالات من على سفوح الجبال، لتجري شاقة طريقها وسط الطبيعة مشكلة لوحة فريدة يستمتع بها زوار المحافظة الذين يحرصون على زيارتها كل عام، يخففون عن أنفسهم لهيب حرارة الصيف الذي تشهده معظم محافظات شمال سلطنة عمان ودول الخليج حيث تتجاوز درجات الحرارة في معظم الأحيان مستوى 45 درجة مئوية.

كما تزخر محافظة ظفار بسواحل جذابة للسياح بأمواجها العالية ورمالها الفضية الناعمة، إضافة إلى ما تتميز به منطقة المغسيل بالنافورات الطبيعية التي تتعالى منها المياه صاعدة مع ارتطام أمواج البحر بالصخور هناك مشكلة نافورات طبيعية يعشقها الزوار لقضاء أوقات جميلة في مشاهدتها، مع الاستمتاع بالهواء العليل الذي تجلبه الرياح الموسمية معها.

المرافق السياحية

ولتلبية الطلب المتزايد على المنشآت الفندقية والسياحية خلال موسم الخريف الذي يشهد توافد آلاف الزوار، شهدت محافظة ظفار خلال السنوات الماضية بناء منظومة متكاملة للمرافق السياحية متنوعة بين المنتجعات السياحية والفنادق بمختلف المستويات والشقق الفندقية وغيرها من المرافق التي تلائم كل الأذواق، وتراعي المستويات المادية بحيث يستطيع الجميع زيارة المحافظة والتمتع بأجوائها والإقامة فيها . ولإضفاء أجواء احتفالية سعت بلدية ظفار إلى إقامة العديد من الفعاليات المتنوعة بعدد من المواقع بولاية صلالة، فبعد أن يستمتع الزوار طوال النهار بالأجواء الطبيعية من الخضرة والمياه والهواء العليل، تتيح الفعاليات أجواء مسائية لقضاء السياح وأطفالهم أوقاتا ممتعة بين الألعاب والقرية التراثية والفعاليات الفنية التي تشهدها ليالي الخريف.

وتزخر محافظة ظفار وولاية صلالة تحديدا بأسواق شعبية ومجمعات تجارية راقية، يستطيع فيها الزائر أن يقتني ما يشاء من بضائع تنفرد بها المحافظة، ومن أهمها البخور واللبان الظفاري الذي يعد علامة فارقة في أسواق المحافظة حيث لا يعود أي سائح إلا وقد تبضع بالبخور واللبان وغيرها من المنتجات المتنوعة التي تزخر بها الأسواق.

وتشهد المحافظة زخما من الفعاليات والمؤتمرات طوال فصل الخريف، حيث تعمد الجهات الرسمية على إقامة الفعاليات في ولاية صلالة، لتنويع السياحة والترويج لسياحة المؤتمرات، حيث تقام فعاليات رياضة وثقافية ومؤتمرات صحية وعلمية واجتماعية بمشاركة من داخل سلطنة عمان وخارجها لتكون صلالة وجهة لسياحة المؤتمرات.

وتضيف المواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ طعما خاصا للسياحة في ظفار، ففي مدينة سمهرم والبليد يفوح عبق الماضي من بين الآثار القديمة التي تعود لعصور ما قبل الإسلام، حيث تؤكد المصادر التاريخية عراقة المكان وبعده الحضاري والإنساني والتواصل مع الحضارات الإنسانية القديمة. كما تقف في معظم ولايات المحافظة القلاع والحصون شاهدة على تاريخ عريق ومواقف تاريخية لا تنسى، إضافة إلى الأضرحة التاريخية التي تتواجد بالمحافظة وتؤكد على عراقة الإنسان وعيشه في ظفار منذ آلاف السنين.

ويجد الزائر لمحافظة ظفار أجواء احتفالية منذ وصوله إلى المحافظة وحتى مغادرته لها، ففي السهول الخضراء وعلى جانبي الطرق المؤدية للمواقع السياحية، يجد الزائر اصطفاف مجموعة من الأكشاك والمحلات التجارية التي تقدم المشويات والمواد الغذائية والعصائر والهدايا للأطفال، إضافة إلى بعض الفعاليات التي قد يصادفها الزائر في طريقه بين الحين والآخر، لتدخل كل تلك المرافق البهجة في نفوس الزوار وتشعرهم بالسعادة .

وتواكب وزارة الإعلام موسم خريف ظفار بتقديم باقة برامجية متنوعة عبر كافة وسائل الإعلام، حيث يكثف تلفزيون سلطنة عمان من برامجه المباشرة خلال موسم خريف ظفار، كما تقدم إذاعة سلطنة عمان العديد من البرامج الإذاعية التي تغطي كافة الأحداث المتعلقة بمناشط الخريف، إضافة إلى ما يتم تقديمه ونشره عبر الصحافة بشكل يومي يغطي كافة المناشط ويبرز الفعاليات ويتناول أجمل اللقطات من ظفار.ومن خلال هذا التمازج الفريد بين الطبيعة والتاريخ والإرث والبنية الحديثة المتطورة وزخم الفعاليات ورقي الاستقبال ورونق الأسواق، تواصل محافظة ظفار عطاءها وتؤكد بهاء إمكاناتها السياحية وتفرد طبيعتها ومقوماتها السياحية، وتبقى محطة سياحية استطاعت أن تضع بصمتها الجميلة في نفوس كل زوارها.