455455555
455455555
رأي عُمان

وقفات من أجل عام دراسي آمن

14 سبتمبر 2021
14 سبتمبر 2021

بدأت المديريات العام للتربية والتعليم في المحافظات تعلن عن جاهزيتها لبدء العام الدراسي الجديد. وإذا كانت هذه الجاهزية مهمة جدا في السنوات الماضية فإنها في هذا العام الاستثنائي أكثر أهمية مع عودة الدراسة حضوريا في ظل جائحة صحية ما زالت متذبذبة ومراوغة ومسارها غير واضح جدا والمتغيرات فيها واردة في أي وقت. كما أن دلالة مصطلح الجاهزية مختلف هذا العام اختلافا جذريا. ويتطلع أولياء الأمور إلى تطبيق البروتوكول الصحي في المدارس الذي اعتمدته اللجنة العليا بعد مراجعته من اللجان الفنية. ومن بين أهم بنود البروتوكول الصحي لعودة المدارس للعمل حضوريا موضوع الحافلات المدرسية. فالوزارة أقرت تشغيل الحافلات المدرسية بطاقة استيعابية لا تزيد على 50% وهذا القرار مهم جدا ولا بدّ من التأكيد عليه ومتابعته من قبل المدارس وبالتعاون مع أولياء الأمور لأنه حق أصيل في هذه اللحظة الاستثنائية وفيه حماية للطلاب سواء ممن أخذ منهم التطعيم أو من لم يأخذ بسبب أنه في الفئة العمرية غير المستهدفة حتى الآن. وهذا قد يستدعي زيادة في الحافلات المدرسية ولو لهذا العام لمواجهة الوضع الاستثنائي، والوزارة، مشكورة، استطاعت معالجة ما هو أصعب من موضوع الحافلات عندما عمدت إلى إضافة فترات مسائية في بعض المدارس لمعالجة موضوع الكثافة الطلابية. وإذا كان موضوع الحافلات هو العتبة الأولى لليوم الدراسي فإن من الأهمية أيضا التركيز على موضوع النظافة الشخصية وكذلك نظافة البيئة المدرسية التي سيبقى الطالب فيها قرابة سبع ساعات ومع التأكيد على موضوع المعقمات والمنظفات وهذا أمر سيحتاج تعاون الأسر لتوفير معقمات في حقيبة كل طالب قدر الإمكان لأن في ذلك جزءا أصيلا من حمايته صحيا، إضافة إلى الدور الذي على المدرسة أن تقوم به وعلى المديريات والوزارة ومجالس الآباء متابعته بشكل مستمر.

والأمر الآخر متعلق بالبيئة الصفية وقد عالجتها الوزارة بتحديد كثافة طلابية آمنة في كل فصل دراسي عبر تقسيم الطلاب على أسبوعين ولكن هذه البيئة الصفية بحاجة إلى توعية مستمرة تبدأ في الأسرة ولا تنتهي في الفصل الدراسي بشكل يومي.

وبتضافر كل الجهود لتطبيق البروتوكول الصحي في المدارس سيمضي العام الدراسي على خير فجميع الأسر مع فكرة الدراسة الحضورية لتقليل الفاقد التعليمي وكل الدراسات العالمية تؤكد أن الدراسة في الفصل الدراسي لا يمكن أن تعادلها الدراسة «عن بعد» لأن الموقف الصفي قادر على صناعة سلوك لا تستطيعه المنصات الإلكترونية مهما كانت متطورة.