No Image
رأي عُمان

مواقف السلطنة في حفظ التراث العربي

24 نوفمبر 2021
24 نوفمبر 2021

لا تدّخر سلطنة عمان أي جهد من شأنه أن يحافظ على وحدة الصف العربي أو يحمي الأمة العربية من أي خطر يمكن أن يهدد وحدتها الوطنية أو يهدد ثقافتها ومنجزاتها الحضارية. وأثبتت المواقف أن هذا الدور العماني نابع من إيمان حقيقي بأن الحضارة العربية حضارة واحدة إذا مسها خطر فإنما يمس كل تفاصيلها في جميع الدول العربية كما أن عُمان تؤمن إيمانا تاما أن ما أنجزه الإنسان بغض النظر عن انتمائه القومي أو العرقي أو الديني هو منجز حضاري إنساني يستحق من الجميع أن يحافظ عليه ويحميه من أي عبث.

وإذا كانت أبرز التحديات التي تواجه الأمة العربية اليوم، في واقعها المرير خلال العقود الطويلة الماضية، هي تحديات ثقافية وحضارية وهي الركيزة الأساسية في بقاء هذه الأمة؛ لأنها تستمد بقاءها ومسيرتها من ذلك المنجز الذي راكمته عبر القرون الماضية، فإن السلطنة كانت سباقة في مختلف الأوقات بالدعوة للحفاظ على الإرث الثقافي العربي والمنجز الذي حققه الإنسان العربي وإبعاده عن أي مغامرة من شأنها أن تعرضه للخراب وتحفظه بعيدا عن أيد العابثين والطامعين. وقد أسهمت السلطنة كثيرا في جهود حفظ التراث الإنساني عبر دعمها المشروعات الثقافية التي تهدف إلى حماية ذلك التراث سواء عندما دعمت بناء جناح خاص للفن الإسلامي في متحف اللوفر أو عبر دعم متاحف مرموقة في أكثر من بلد عربي أو عبر دعم مكتبات تاريخية عريقة فيها كنوز إنسانية، أو عبر الحفاظ على المنجز الحضاري العماني بترميمه وتوثيقه وحفظه في المتاحف؛ ليكون متاحا للأجيال القادمة وليكون شاهدا على عظمة العماني الحاضر في سجلات التاريخ وكتبه ووثائقه.

ومؤخرًا قامت السلطنة بترميم مئات القطع واللقى السورية القديمة والنادرة التي تعرضت للتلف والخراب خلال الحرب السورية في السنوات الماضية. حيث قام قسم الترميم في المتحف الوطني بترميم مجموعة من الآثار السورية لتعود إلى ما كانت عليه من قبل، وهذه اللفتة ينظر إليها السوريون وعموم العرب بكثير من التقدير وهي تأكيد على الدور الريادي الذي تقوم به السلطنة والجزء الأبرز في قوتها الناعمة التي باتت معروفة ليس في العالم العربي فقط بل في جميع دول العالم وتلقى الكثير من الاحترام والتقدير.

وسلطنة عمان تدرك مكانة التراث السوري في سياق الحضارة العربية خصوصًا والثقافة الإنسانية على وجه العموم؛ لذلك سارعت إلى تقديم يد العون للجهات المعنية بترميم التراث وحفظه في جمهورية سوريا الشقيقة. وما زالت تتبادل معهم الخبرات وتدخل في شراكات حقيقية في هذا الجانب الذي يمكن أن يفتح نوافذ نور وحياة وسط المشهد العربي الكالح.