455455555
455455555
رأي عُمان

لـنحـافـظ عـلـى حـصـارنـا لـلـوبـاء

19 سبتمبر 2021
19 سبتمبر 2021

إذا كانت فكرة الانتصار الكامل على وباء فيروس كورونا غير واردة وفق علماء الفيروسات والأوبئة الذين يؤكدون أن الفيروس جاء ليبقى طويلا بيننا ويتحول لاحقا إلى مرض موسمي ينشط في فترات بعينها كما هو الحال مع فيروس الإنفلونزا الموسمية إلا أن محاصرة الوباء وتحويله إلى مرض أقل خطرا ممكنة جدا. والواضح أن السلطنة قد نجحت إلى حد كبير في محاصرة الوباء سواء كان ذلك الحصار عبر السياسات التي فرضتها كإجراء احترازي خلال عام ونصف من الكر والفر في مواجهة الوباء أو عبر الحملة الوطنية للتطعيم التي أثبتت جدوى اللقاحات في تراجع الإصابات وتقليل حدتها.

ويمكن أن نقرأ نتائج ذلك عمليا عبر لغة الأرقام التي كشفت أمس عن تراجع كبير ومؤشرات مفرحة. فلم تسجل وزارة الصحة يومي الجمعة والسبت أي وفيات، ولله الحمد والمنة، كما انخفض العدد الإجمالي للحالات المنومة في العناية المركزة إلى 22 حالة بعد أن كانت 27 حالة يوم الأربعاء الماضي.

إلا أن المؤشر الأهم أن السلطنة تحقق تعافيا مطردا من الوباء هو وصول اللجنة العليا واللجان الفنية المنبثقة منها إلى قناعة أنه يمكن أن تقام صلاة الجمعة بعد أن توقفت منذ مارس العام الماضي. واستقبل المواطنون والمقيمون على أرض السلطنة خبر عودة صلاة الجمعة بكثير من الفرحة لسببين اثنين: أمّا السبب الأول فلعودة الصلاة التي اشتاق لها الناس كثيرا أما السبب الثاني فلأن هذا الخبر أعطى الناس شعورا يقينيا أننا «نتعافى» من الوباء وأن الصبر الذي صبره الجميع والجهد الذي بذلته الدولة متمثلة في جميع مؤسساتها ومن بينها مؤسسة المجتمع قد آتت أكلها. وهذا الأمر حقيقي لكن الوصول إلى هذه المرحلة ليس كل ما نريده، فأهم ما نريده الآن أن نعرف كيف نحافظ على هذه المكتسبات. الأطباء وعلماء الأوبئة يؤكدون أن الوباء ما زال موجودا، وهم يؤكدون «الوباء» وليس الفيروس فقط، ومادام الوباء موجودا فلا بد أن نبقي على إجراءات الحماية منه وإجراءات الحماية لم تتغير ووعينا بها جميعا كبير بعد فترة خبرة وتجارب.

ومن المهم أن نعلم جميعا أن دولا وصلت إلى مؤشرات وبائية مثل المؤشرات التي وصلنا لها ولكنها تراخت كثيرا وخرجت على الإجراءات الاحترازية ثم عاد الوباء ينتشر فيها سريعا رغم أنها وزعت اللقاحات بشكل ممتاز والولايات المتحدة الأمريكية وكندا خير مثال على ذلك فهي تشهد الآن موجدة جديدة من موجات الوباء.

إذا، لا خيار أمامنا إلا أن نتمسك بالإجراءات التي سترافقنا طويلا وربما يتحول الكثير منها إلى جزء من حياتنا وسلوكنا اليومي.. وهذا أفضل ألف مرة من ليلة في غرفة عناية «كوفيد19».