455455555
455455555
رأي عُمان

لحظات ملتبسة بين التفشي والتعافي

09 يناير 2022
09 يناير 2022

لم يكن خبر وباء فيروس كورونا هو الخبر الرئيسي في وسائل الإعلام في مختلف الصحف المحلية والدولية رغم أن حالة التفشي الكبيرة التي يشهدها العالم وصفت بأنها «تسونامي» ورغم أن بعض دلالة استخدام كلمة «تسونامي» تشعرنا بنوع من الاطمئنان أن المد العاتي لن يستمر طويلا إلا أن المخيف في الأمر أن ذلك المد يمكن أن يقضي على كل شيء أمامه حتى لو كانت ذروته الزمنية لا تزيد على الساعة الواحدة.

وإذا كانت لغة الأرقام دقيقة ودلالاتها مقنعة فإن القفزات التي تحدث في الأيام الأخيرة في سلطنة عمان مخيفة وستدعي إعادة النظر في الكثير من الإجراءات. فعدد الحالات المصابة بالعدوى والمشخصة مخبريا في ارتفاع متواصل وإذا ما علمنا أن الفحوصات لا تجرى إلا للحالات التي تكون أعراضها إما متوسطة أو كبيرة فهذا يعني أن هناك نسبة كبيرة من الإصابات اليومية لا تدخل التعداد الذي تعلنه وزارة الصحة. وإذا كانت وزارة الصحة في هذه الحالة تعتد بمؤشر الحالات المنومة في المؤسسات الصحية فإن عددها يرتفع كل يوم وبشكل كبير جدا يكاد يصل إلى الضعف. فقد كان عدد المنومين في المؤسسات الصحية يوم الخميس الماضي 24 مريضا فقط جراء فيروس كورونا وبعد يومين فقط وصل صباح الأحد إلى 40 مريضا بينهم 7 في العناية المركزة.

هذا الوتيرة في الارتفاع وإن لم تكن تماثل، حتى الآن على الأقل، بداية الموجة الثالثة عندما انتشر متحور «دلتا» إلا أنها كبيرة إذا ما علمنا أن أكثر من 95% من السكان قد أخذوا جرعة واحدة من لقاح كورونا على الأقل وقرابة 90% أخذوا جرعتين.

وإذا كانت اللجنة العليا ما زالت تراقب المؤشرات الوبائية في السلطنة وتستقرئ المؤشرات الوبائية العالمية والإقليمية ولم تتخذ إجراءات جديدة قد تضر بالمواطنين وبمصالحهم فإن الخطوة المهمة في هذه المرحلة هي خطوة المواطن نفسه، والمقيم والتي تبدأ من استكمال الجرعات المطلوبة والتي حملت ما يشبه الإلزام أو هي إلزام للقدرة على ممارسة الحياة خارج البيت إضافة إلى الجرعة التنشيطية التي أصبحت «ضرورة» وفق ما يؤكد علماء الأوبئة ويؤكد الأطباء كل يوم.

هذه الجرعات بالإضافة إلى اتباع الإجراءات الاحترازية هي الحد الأدنى مما على المواطن والمقيم أن يقوم به في هذه اللحظة الملتبسة بين عودة الوباء عاتيا حتى لو كان على هيئة «تسونامي» سريع العبور وبين تلاشيه كما يذهب بعض العلماء أو على الأقل تحوله إلى وباء موسمي تكون خطورته أقل وينخفض تصنيفه من جائحة إلى مرض موسمي. وهذه اللحظة حساسة وعلى الجميع أن يشعروا بخطورة تحولاتها.