No Image
رأي عُمان

انحسار الجائحة بداية لتحدٍ أكبر!

01 سبتمبر 2021
01 سبتمبر 2021

مع عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في السلطنة بعد انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا «كوفيد 19» وتراجع أعداد الوفيات، في ظل مؤشرات إيجابية عامة للوباء، عاد الموظفون إلى الدوام في القطاع الحكومي بنسبة 100% وسط إجراءات مشددة باشتراط التطعيم، كما عاد دبيب الحياة في المؤسسات الخاصة والتجارية ومنافذ السلطنة من مطارات وبرا وبحرا بشرط اللقاحات، ما يعني مرحلة جديدة في طريق التعافي الكلي من الجائحة العالمية التي لا تزال إلى اليوم تتطلب المزيد من الحذر والتشديد، بالالتزام الكامل بكافة الإجراءات الوقائية التي تضعها الجهات المختصة.

كما هو معلوم بأن قضية المتحورات والطفرات والسلالات الجديدة من الفيروس، لا تزال تقلق القطاع الصحي العالمي، وبالأمس يدور الحديث عن متحور «مو» الجديد الذي ظهر في كولومبيا بداية، وخطورته تكمن في أنه قد يكون قادرا على مقاومة اللقاحات وهذا يعني تحديا مضاعفا، يشير إلى أن قضية الكورونا في المقام النهائي تتطلب من الحكومات والدول والمجتمعات التضافر التام والالتزام الكبير في سبيل معالجات كلية وشاملة تقوم على تعزيز بنية الوعي الاجتماعي، حيث تظل قضية الوعي العام هي الأساس قبل أي حلول أخرى.

بالفعل كان للوعي دوره في الوصول إلى النقطة التي نحن عليها اليوم في السلطنة، سواء جاء الالتزام عن طريق المسؤولية الفردية التي يضطلع بها كل فرد من أفراد المجتمع مواطنين كانوا أم مقيمين، أو تلك المسؤولية المترتبة عن الإلزام جراء القوانين والإجراءات التي تتخذها السلطات كما في مسألة الحظر وتشديد القيود في العديد من الجوانب لأجل خفض المنحنى الوبائي. وقد عاش الجميع بلا استثناء ظروفا صعبا في الفترة السابقة استمرت إلى الآن لأكثر من عام ونصف، جُربت فيها الكثير من أنماط الحياة التي لها طابع العزلة والتنازل عن كثير من الأمور المحببة، لكن ذلك كان علاجا مرا لأجل الوصول لبر الأمان.

يبقى التأكيد على أن موضوع التعافي في صورته الكاملة يعني العديد من القضايا والتحديات منها جوانب اقتصادية بحتة، ويصل بعضها إلى الجانب النفسي والاجتماعي، للأسر التي تضررت سواء بفقدان أقارب وأحباء وفلذات أكباد، أو الذين أصيبوا بالمرض وتعافوا منه لكن ذلك أثر عليهم بشكل أو بآخر، أو الذين فقط عاشوا العزلة الإجبارية وخرجوا بأقل الخسائر، لكن تبقى ثمة العديد من النقاط التي يجب أن نقف عندها، نحتاج إلى عمل كبير وجبار، ودراسات معمقة، ووعي جماعي أكثر حفرا في رؤية المسارات المستقبلية البديلة والحلول، ما يعني إلى انحسار الجائحة يعني بداية تحدٍ أكبر في كيفية بناء الحياة في طبيعتها وسيرتها الأولى.