No Image
ثقافة

كتابٌ عن سيرة الرسول.. الإنسان والقائد وصانع التاريخ

21 يونيو 2022
21 يونيو 2022

بيروت "العُمانية": صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب للباحث عبد العزيز المطوع بعنوان "قصة النبي محمد". في تذييله لكتابه الذي يقع في ثلاثة مجلدات، يقول المؤلف: "لم يتمكّن مُصلحٌ اجتماعيٌّ ولا عبقريٌّ من العَباقِرة ولا صانعٌ من صُنّاع التاريخ، من إحراز ذلك الكمّ الضخم من النجاحات والإنجازات والتأثيرات في حركة البشر، كتلك التي تمكّن الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم من إحرازها بعلامة النجاح الكاملة؛ لأنّ محمدًا صلّى الله عليه وسلّم ليس مُصلحًا اجتماعيًّا ولا عالِمًا عبقريًّا ولا قائدًا سياسيًّا، بل هو نبيٌّ ورسولٌ مُبتَعثٌ من الذات الإلهية، ولأنّ القرآن المجيد ليس كتابًا لاهوتيًّا من تأليف النبي، بل هو كلام الله وكتابٌ سماويٌّ، ولأنّ الإسلام ليس فكرةً دينيةً أو نتاجَ مخاضٍ اجتماعيٍّ وثقافيٍّ، بل هو دِينٌ ومنهجٌ وشريعةٌ سماويةٌ". ويضيف المطوع: "إنّ أبرز جوانب شخصية النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، تتجلّى في احتفاظه بنَسَقٍ دائمٍ من الاتزان العقلي والإبداعي والنفسي والسلوكي، فلم توجد في شخصيته نقاطٌ فاصلةٌ أو تقلُّباتٌ أو تطوُّراتٌ تُميّز كل مرحلةٍ من مراحلها، ولم توجد لنُضوجه العقلي أو لمبادئه الدينية والتشريعية والأخلاقية حالاتٌ أو محطاتٌ انتقاليةٌ".

ويتابع بقوله: "على مدى ثلاثةٍ وعشرين عامًا، كان الرسول يتمتع بنفس القدْر من وضوح الرؤية، ومن ثبات القيم والمفاهيم، ومن السُّموّ الأخلاقي والسلوكي والعاطفي؛ ولذلك ظلّ النبي محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم طوال حياته، متمتعًا بمقدرةٍ غير اعتياديةٍ من المحافظة على الثقة بالنفس ورباطة الجأش، في تفاعُله مع الظروف والتداعيات الفكرية والثقافية والسياسية، وبالمقدرة المتناهية على مواصلة الهجوم على كل موروثات الجاهلية والفوضى والفساد، وكأنه في سباقٍ بلا نهايةٍ مع الزمن، أو كأنه محاربٌ أسطوريٌّ يكتسح بمفرده أرض معركةٍ بأكملها". ويشير الباحث إلى أن حُضور محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم في المشهد التاريخي لم يقتصر على فترة الرسالة، بل تمادى في مداءاته وامتداداته المكانية، وفي إشعاعاته وأعماقه الزمانية، وفي إلهامه وتأثيره الفكري، وفي حيويّته وأبعاده الحضارية؛ لذلك، فإن حضوره "لم يكُن شعائريًّا أو موسميًّا، كحضور سائر الرموز والشخصيات التاريخية الأخرى، بل كان حُضورًا مستدامًا ومؤثّرًا وإنسانيًّا". ويرى المطوع أن هذا العامل يجعل مستقبل البشرية، وفي دوّامة التأزُّمات والفوضى التي يمُرّ بها العالم المعاصر، مرهونًا بما يُمكن أنْ تُحدثه هذه الشخصية الفذّة في الواقع البشري، من التأثير التغييري الإصلاحي، عقديًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا وتشريعيًّا ومعرفيًّا وفكريًّا وثقافيًّا. ويوضح الباحث أن هذا الكتاب "محاولة فكرية، لإخراج السيرة المحمدية من سياق السرد التاريخي والتوثيقي، ووضعها في سياق الحراك التغييري والتطبيقي الإصلاحي والبنائي والتطويري، كما أراد الله عزَّ وجَلَّ أنْ تكون قصص الصفوة من رجالات البشرية: (عِبْرَةً لأُوْلِي الأَلْبَابِ)، لكي تستمر أجيال البشرية في مواصلة استنباط العبرة والأسوة والدرس والمضمون والدلالة والحكمة والحل والفكرة والنموذج". سبق للمطوع أن أصدر كُتبًا من بينها: "المسلمون في مهب الإرهاب"، "العولمة والمسيح الدجال"، "الخليج بعد النفط"، "الربيع الأسود"، "صهيل الخندق الأخير".