ثقافة

رحيل الباحث السوري والمؤرخ الموسوعي «د.محمد قجة»

18 أبريل 2024
كتب كثيرا عن كلاسيكية «حلب» المدينة والمعمار
18 أبريل 2024

ودعت الساحة الثقافية السورية الباحث السوري والمؤرخ الموسوعي الدكتور محمد قجة، «علامة حلب» كما يطلق عليه الوسط الثقافي السوري، الذي ترك خلفه الكثير من الأعمال الأدبية الحافلة بالعلم والعطاء والتأريخ والأدب الموسوعي للأجيال القادمة، ويعد الراحل واحدًا من أهم الباحثين الغيورين على التراث السوري عموما، ومدينة حلب بشكل خاص، وكتب عن صدق انتمائه وعشقه لمدينته «حلب» بلده وثقافة أجداده، وهو التراث الذهبي الذي تحدث عنه وأرخ له في الكتاب «الذهبي لتوثيق فعالية حلب عاصمة للثقافة»، وفي «فلسفة العمارة الإسلامية.. حلب أنموذجا» و«الحياة الفكرية في العصر الأيوبي»، و«قلعة حلب صوت من التاريخ»، و«محطات أندلسية». و«حلب في كتاباتي وقصائدي». وتميز في صون التراث المادي واللامادي لمدينة حلب بشكل أساسي، من خلال ترؤسه لجمعية العاديات في حلب وعمله المتميز فيها. وكان قاسمه العشق والوفاء الباذخ جنبا إلى جنب مع مدينة القدس بعراقتها وثقافتها التاريخية، وأرخ لها شعريا من خلال كتابه المهم «القدس في عيون الشعراء» والذي حفل بفصول فيها محطات من الألم واتهام الذات واستنهاض الهمم والتفاؤل بالمستقبل.

ولد محمد قجة في حلب بتاريخ 1939/12/17، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة «أبو بكر الصديق»، ونال إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق عام 1963، وفي 1964 نال مؤهل التربية من جامعة دمشق، ومن المناصب التي شغلها رئيس جمعية العاديات منذ عام 1993، الأمين العام لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2006، رئيس لجنة السجل الوطني للتراث الثقافي في سوريا منذ عام 2009، ومستشار منظمة اليونسكو في سورية لشؤون التراث غير المادي منذ عام 2010، والمدير المسؤول للكتاب السنوي المحكم «عاديات حلب» بالتعاون مع جامعة حلب، ورئيس تحرير مجلة التراث التابعة لوزارة الثقافة السورية.

ومن أبرز إسهاماته أنه أول من اكتشف موقع بيت الشاعر المتنبي، ونشر مئات الدراسات والمقالات والأبحاث وأجرى عشرات اللقاءات والمقابلات في أكثر من 60 مجلة وجريدة، إلى جانب إلقائه مئات المحاضرات والندوات على أكثر من 120 منبرًا حول العالم، وشارك في أكثر من مائة مؤتمر وندوة علمية ودولية. كما أسهم الراحل بالحراك المسرحي كاتبا لنصوصها، ومنها مسرحيات «حلب على صفحات التاريخ»، و«الملكة ضيفة خاتون»، «بيت الحكمة»، وغيرها من الأعمال. كما ألف عشرات الكتب وأشرف على عشرات أخرى.