ثقافة

المنشد سامي الصبحي لـ« عمان »:الإنشاد شغف ورسالة أستمد منها قوتي وطموحي

11 أبريل 2024
11 أبريل 2024

رسالتي هي إيصال القيم والأخلاق الفاضلة للناس من خلال صوتي

لطالما اعتبرت المنشد كالداعية الذي يحث الناس على حب الخير

نشأت في أسرة تعشق الفن والصوت لذلك كان حريا بي أن أكمل هذه الموهبة

يحتاج المنشد العماني إلى الاهتمام من قبل الشركات والجهات المعنية ليتطور

المنشد العُماني سامي بن سيف بن سليمان الصبحي، ابن ولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة، خرج من ولايته، من نخيلها الباسقات إلى ساحات الإنشاد، معتليا العديد من المسارح وواقفا على الكثير من الفعاليات، يصدح بصوته الجميل بأروع الأشعار الدالة على الفضائل والخير والإحسان، فتلك رسالة الإنشاد الديني الهادفة.

وُلِد منشدنا الصبحي في عام 2001، وهذا الشاب -الرائع بصوته وظهوره- ذو نشأة فنية وثقافية، إذ ينتمي لأسرة اهتمت بالفن الهادف والثقافة والعلوم، لينطلق من قوقعة البيت إلى العالم الخارجي بداية من المدرسة، وهو مشبع بفنون الإنشاد وتلاوة القرآن، لذلك بدأت مسيرته منذ السنوات الأولى له في المدرسة، إذ بدأ كطالب موهوب في تلاوة القرآن الكريم بأحكام التجويد والصوت الجميل، وتدرج في مجالي التلاوة والإنشاد معتليا الكثير من المسارح، وآخرها مسرح دار الفنون الموسيقية بالأوبرا السلطانية، إذ قدم وصلات إنشادية في الأول من أبريل، سامي الصبحي في الأسطر التالية كان ضيف «عمان» في حوار صحفي:

بداية عرّفنا على نفسك، ما هي البطاقة الشخصية لك؟

اسمي سامي الصبحي من ولاية نخل من جنوب الباطنة مواليد 2001م، حاليا طالب في جامعة صحار تخصص تربية لغة عربية.

بجملة واحدة، ما الذي يعنيه لك الإنشاد؟

شغف ورسالة أستمد منها قوتي وطموحي، آمل أن أكون أحد أعمدته المشهورة والمشهود لها بالقبول والرضا.

حدثنا عن هذه النشأة المتعلقة بالإنشاد الديني الهادف، فقبل هذا الانتشار لا بد أن هناك بداية وتأسيسا، وما دور الأسرة في ذلك؟

نشأت بين أسرة فنية مثقفة مطلعة على ما هو مفيد في تشكيل شخصية أي فرد من الأسرة، حيث بدأت الشرارة الأولى لي منذ الصغر وكانت عند دخولي إلى المدرسة، فقد بدأت بالظهور في طابور الصباح كقارئ للقرآن الكريم وبعد ذلك أحس المتلقون بأن لي صوتا جميلا، فبدأت بالإنشاد في ساحة الطابور، ومن هنا لفت الناس من حولي، ابتداءً من أسرتي ومرورا بمدرستي ومعلمي آنذاك.

لا بد أن تكون البداية مرتبطة بمشجع وملهم لك، من يكون هذا الشخص؟

كما أشرت سابقا إلى أنا أسرة تعشق الفن والصوت، لذلك كان حريا بي أن أكمل هذه الموهبة وأطورها دائما بمساعدة أسرتي وأصدقائي.

متى لمست انتشار اسمك في الساحة المحلية، وهل لك مشاركات في مسابقات ومشاركات خارجية، حدثنا عن ذلك ومدى أثره؟

شاركت في عام 2013م، في مسابقة قناة مجان الإنشادية وكانت تبث في شهر رمضان وحصلت على المركز الأول على مستوى سلطنة عمان.

وفي عام 2014 بدأت بالمشاركة في مسابقة الأندية الشبابية ووصلت إلى مستويات متقدمة في مجال الإنشاد، وقد تم استدعائي إلى الحفل الختامي لمسابقة الأندية كضيف شرف.

كما شاركت في المهرجان الإنشادي التاسع الذي تقيمه جماعة الثقافة الإسلامية بجامعة السلطان قابوس وكان ذلك في عام 2014، وتم تدشين أنشودة «عليا اللغات».

وحظيت بإنشاد شارة برنامج «أسماء من عُمان» على تلفزيون سلطنة عمان في عام 2015.

وتم إنتاج أنشودة رسمية لمسابقة «رتل وارتق» التي تقام على مستوى سلطنة عمان وكانت بصوتي، وتم تصويرها بعد ذلك وعرضت على قناة الاستقامة الفضائية في عام 2015.

وأنشدت أنشودة «يا وطن» وهي من ألحان الفنان عبد الحميد الكيومي في عام 2016، وفي عام 2017 أنشدت شارة برنامج «محاريب» على قناة عمان في شهر رمضان، وهذه بعض المشاركات التي أذكرها، وإضافة إلى ذلك فأنا مستمر في الإنتاجات الإنشادية، وأسجل حضوري على مواقع التواصل الاجتماعية محاولا تكوين قاعدة جماهيرية طيبة في الوسط الفني المحلي.

دائما يوجه الناس -عموما- اللوم على قلة الدعم، من ناحيتك ما هو الدعم المطلوب تقديمه للمواهب من الجهات المحلية؟

في الحقيقة الدعم المعنوي والمادي قليل جدا في سلطنة عمان، ويحتاج اليوم المنشد العماني للاهتمام من قبل الشركات والجهات المعنية لتطويره والتركيز وتسليط الضوء عليه، لأن الحقيقة كل مشاركاتنا وأعمالنا الخاصة هي من الجهود الشخصية فقط ونادرا ما نجد اهتماما كبيرا بهذه الموهبة والفن بشكل عام.

لكن رغم ذلك علينا أن نعزز من ثقتنا بأنفسنا وبمجهودنا ونبذل كل الوقت ونحاول أن نستمر وأن نواكب العالم الفني للوصول للأهداف المنشودة.

شاركت في دار الأوبرا السلطانية، ما الذي تمثله لك هذه المشاركة؟

في الحقيقة تجربة مشاركتي في دار الأوبرا السلطانية أضافت لي الكثير في مسيرتي الفنية من خلال تعلمي الكثير من المهارات والفنيات في تأدية الأناشيد بصحبة فرقة موسيقية وأداء حيّ مباشر مقابل الجمهور بحد ذاته شيء استثنائي يجعلك تحت مسؤولية تقديم أفضل ما لديك من أداء واختيار الأعمال المختارة لكي ترضي الجميع.

في مجال الإنشاد هناك علوم خاصة بالمقامات، كيف تعزز معرفتك بهذا الجانب؟

كان من الضروري أن أتعلم هذه العلوم وأصقلها أكاديميا وتطبيقيا لكي تساعدني في تطوير موهبتي وتقديم أفضل ما لدي دائما. بدأت أيضا منذ صغري بـ«التلحين»، فقد قمت بتلحين أغلب أناشيدي بنفسي، وتعلمت فيما بعد الموسيقى بشكل عام نظريا وتطبيقيا.

أدركت حبي للفن الهادف والتقنيات وأجواء الأستوديوهات الفنية، حيث عشقت هذه التقنيات والفنيات وقمت بتطوير شغفي بالتعلم، فقمت بحضور دورات في مجال الهندسة الصوتية عند زملائي في الوسط الفني، وقمت بعد ذلك بشراء أجهزة بسيطة للتسجيل الصوتي واعتمدت على نفسي في تسجيل أعمالي.

بعد ذلك بدأت بتعلم «التوزيع الموسيقي» تعليما ذاتيا وسمعيا وخالطت بعض الموزعين الموجودين في الساحة وتعلمت أساسيات التوزيع وخاصة في مجال الإنشاد الذي يعتمد على التوزيع البشري والآهات البشرية بديلا عن الموسيقى. واستمررت في ذلك وقمت بتوزيع وتلحين الكثير من الأعمال المحلية وأيضا لمنشدين من الدول العربية.

ما هي الرسالة التي تحملها، وكيف توصلها إلى الناس؟

رسالتي هي الرسالة نفسها التي جاء بها النشيد الهادف وهو إيصال القيم والأخلاق السليمة للناس من خلال صوتي. لطالما اعتبرت الإنشاد كالداعية والشيخ الذي يلقي محاضرة دينية ويحث الناس على حب الخير والفعل به فهو لا يقل شأنا عن ذلك.

كلمة أخيرة عبر جريدة «عمان».

شكرا لكم على إتاحة الفرصة لنا لكي نوصل صوتنا ونعبر عن داخلنا عبر جريدتكم، لطالما قلت إن الإعلام بكل جهاته له دور كبير في تعزيز جميع المواهب الشابة وتقديمها للناس وإعطائها الفرصة لكي تصل للناس بشكل أسرع.