ثقافة

الدكتور عبدالحميد الموافي يعود إلى أرض الكنانة متشبعا بعبق اللبانبعد 40 عاما من العمل والتفاني للسلطنة

22 سبتمبر 2021
22 سبتمبر 2021

كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري

بكلمات لا تختزلُ عطاءً طويل المدى، وبعبارات الحب والوفاء أقامت جمعية الصحفيين العمانية مساء أمس الأول حفل وداع للدكتور عبدالحميد الموافي، أو إن صح التعبير فهو «حفل شكر وعرفان» على ما قدمه الدكتور الموافي للصحافة العمانية والإعلام العماني بشكل عام.

فقد وفد الدكتور عبدالحميد إلى السلطنة في عام 1982 من جمهورية مصر العربية للعمل صحفيا في جريدة عمان لتتحول تلك المهمة من مؤقتة إلى طويلة المدى فناهزت قرابة أربعين عاما من العمل والإخلاص والتفاني لتلتصق به رائحة اللبان ويترك كمّا وافرا من الأصدقاء والمعارف والمحبين المخلصين له فكان أستاذا استفاد من خبرته الكثير من الصحفيين من الذين زاملوه. وليس من البالغة قول ذلك، فحين وجَّه له الدكتور محمد بن مبارك العريمي ناقل الصوت للحديث في هذا الحفل أبى إلا أن يسطّر درسا في الوفاء بروحه العفوية وبعباراته الندية، فقال ضمن حديثه، موجها رسالته للشباب: «أقول لكم وخاصة للشباب كونوا صادقين ومتفانين في عملكم، فطالما وافقت على القيام به اعطِ العمل كل ما تستطيع من جهد ففي هذه الحالة لن تخشَ من الخطأ، لسبب بسيط لأنك أعطيت كل ما تستطيع لهذا العمل، لذلك إن أخطأت ستكون المستفيد من هذا الخطأ من خلال اكتشاف مكامن الخطأ حتى لا يتكرر، فكونوا متفانين لأن بلدكم ينتظر منكم الكثير».

وأشار الدكتور إلى مشوار عمله الطويل بالسلطنة، فقال: «الحقيقة مشوار العمل في السلطنة كان مشوارًا طيبًا وموفقًا ولله الحمد، كما أنه مشوار مثمر سواء على مستوى العمل الصحفي أو العمل الشخصي أو البحثي من خلال أشياء كثيرة لا أريد أن أعددها ولكن يمكن أن نلمسها في كثير من الجوانب سواء في إصدارات أو محاضرات أو ندوات داخل عمان وخارج عمان على المستوى العربي،، ولكن في كل الأحوال شَرفت بالتعرف واكتساب صداقة شعب عربي أصيل،، عندما بدأت في عمان لم أكن أعلم عنها الكثير ولكن عندما جئت إليها بقرار واعٍ استطعت بالفعل أن اكتشف شعبًا أصيلًا وحضاريًا وله باع طويل في الثقافة والجوانب الإنسانية من خلال شيوخه وشبابه الذين استطاعوا أن يستوعبوا الإنسان إلى الحد الذي لم أشعر فيه بالغربة بهذا الوطن الجميل».

ولم يتسع الوقت لفتح المجال للحضور لترك كلماتهم والمشاركة من خلال تقديم الكلمات، إلا من القليل، فكان للدكتور محمد بن مبارك العريمي فرصة تقديم الحفل، وكان لرئيس تحرير «جريدة عمان» السابق الأستاذ سيف المحروقي كلمة في هذا الحفل ليسجل عبارات الشكر وغاص في أعماق الذكريات التي جمعته مع الدكتور عبدالحميد الموافي، وانتهز الفرصة الكاتب علي المطاعني ليسرد عبارات الثناء على عظيم ما قدمه الدكتور الموافي، وذلك قبل أن يُهدى إلى الدكتور عدة هدايا منها خنجر عمانية ليحملها معه إلى جانب عبق اللبان ومجلدات الذكريات، فتكون الخنجر شيئا ملموسا من الثقافة العمانية تبقى معه فيسرد قصتها إلى أحفاده وأبناء وأصدقائه هناك في أرض الكنانة.