ثقافة

الآثار المغمورة بالمياه شاهدة على دور عمان الحضاري

07 فبراير 2023
07 فبراير 2023

العمانية: يعد التراث الثقافي المغمور بالمياه الذي تزخر به سلطنة عُمان شاهدا على الدور العماني كملتقى للحضارات منذ بدء التاريخ.

وتتمثل هذه الآثار في المستوطنات البشرية، والمدن الساحلية والموانئ والسفن الغارفة في المياه الإقليمية العُمانية، تحمل مقتنيات بدلالات ثقافية وعلمية واقتصادية وتاريخية؛ الأمر الذي حدا بوزارة التراث والسياحة لإنشاء دائرة الآثار المغمورة بالمياه كأول وحدة مختصة في مجال الآثار المغمورة بالمياه في منطقة الخليج العربي.

وقال أيوب بن نغموش البوسعيدي مدير دائرة الآثار المغمورة بالمياه بوزارة التراث والسياحة: إن موقع سلطنة عُمان شكّل ملتقى لمختلف الحضارات منذ فترات مبكرة لما قبل التاريخ، بينما شكلت الموانئ العمانية مُلتقى لتلك الحضارات؛ وهو ما ترك العديد من الشواهد أهمها عدد كبير من السفن الغارقة في المياه الإقليمية العُمانية أخذت معها مقتنيات لها دلالات ثقافية وعلمية واقتصادية وتاريخية، إلى جانب عدد من المستوطنات البشرية الساحلية الغارقة بفعل العوامل المناخية والجغرافية والديموغرافية؛ ما استلزم تنفيذ برنامج طموح للعناية بالتراث المغمور بالمياه لتحقيق هذه الأهداف الأساسية.

وأضاف: إن الوزارة قامت بإنشاء برنامج علمي لدراسة الآثار المغمورة بالمياه في سلطنة عُمان عام 2012، لأهمية أخذ المبادرة للعمل في مجال تطوير العناية بالآثار البحرية وإدارة التراث الثقافي المغمور بالمياه والمحافظة عليه على مستوى المنطقة، أما في عام 2017 فقامت الوزارة بتطوير هذا البرنامج ليصبح دائرة الآثار الغارقة متخصصة بالآثار المغمورة بالمياه.

وأشار إلى أن الدائرة تقوم على الخروج بالتشريعات اللازمة للحماية والإدارة والتوظيف، والقيام بعمليات المسح والتنقيب والترميم وحفظ وتوثيق المواقع الأثرية، وتحليل النتائج وعرضها على المجتمع المحلي والدولي، وإقامة المحاضرات والمعارض عن المكتشفات الأثرية، وإطلاع المجتمع على أهم المكتشفات الأثرية.

وذكر البوسعيدي أنه في هذا الإطار تم إجراء العديد من البحوث في علم الآثار المغمورة بالمياه وفق 3 محاور تشمل المسح والتنقيب والترميم والحفظ، ففي عملية المسح الأثري تحت الماء يتم استخدام عدة تقنيات وأكثرها فاعلية تلك التي تستخدم نظام ملاحة متطور بواسطة تحديد المواقع بالأقمار الاصطناعية GPS، وسفن خاصة مجهزة بأجهزة المسح والاستشعار عن بعد، ومعدات الجيوفيزياء البحرية تساعد على تحديد مواقع حطام السفن أو الموانئ الغارقة تحت الماء. وتستخدم أيضًا آلات التصوير الخاصة، وللتحقق من نوعية الحطام المكتشف تكون بالغوص مباشرة أو باستخدام الغواصات الخاصة للأعماق الكبيرة.

وبعد استخراج القطع الأثرية تأتي أعمال الترميم والحفظ خاصة القطع التي تحوي المعادن والزجاج التي تحتاج إلى استبدال المياه المالحة واستقرارها بعد امتصاص الملح أو ترشيح المعادن حتى يتمكن من عملية إزالة المياه المالحة والمحافظة عليها ويجب تجفيفها بعناية. كما يستعمل التصوير بالأشعة للقطع الأثرية للتعرف على هيكلها الداخلي ومدى التشوه الحاصل فيها، وبسبب الحالة الخاصة للآثار الغارقة تحت الماء بكل أنواعها التي لها طرق خاصة معها من ناحية الترميم والصيانة والحفظ.