يورجن فيرتهيمر
يورجن فيرتهيمر
ترجمة

هل عمل أدباء عرب لحساب وزارة الدفاع الألمانية خلال السنوات القليلة الماضية؟ (2-2)

11 يوليو 2021
روايات في خدمة العسكر
11 يوليو 2021

حتى بعون من باحثي فريقه الثلاثة، بدا التحدي الذي وضعه فيرتهيمر طاغيا. يتذكر الباحث المساعد فلوريان روجي قائلا "ظننا في بداية المشروع أننا سنقضي أغلب وقتنا جالسين في المكتبات نقرأ كتبا، لكننا سرعان ما أدركنا أن الكتب ببساطة كثيرة للغاية، ومكتوبة بلغات لا نجيدها".

بحث الفريق إمكانية التنقيب في الكتب: مسح الكتب بحثا عن كلمات وعبارات عاطفية لإقامة خرائط عنقودية للمشاعر المتعلقة بمواضيع محددة، أو مناطق جغرافية، أو شخصيات سياسية. واستشاروا قسم تكنولوجيا المعلومات في مشكلة واجهتهم. كانت المشكلة أن التنقيب في الكتب يقتضي رقمنة الكتب على أن يتم تحديد اختيارات الباحثين للمصطلحات البحثية مسبقا. يقول روجي "إن ذلك كان ليدهس المفارقة والتناقض والاستعارات وكل الجوانب الأدبية التي كنا مهتمين بها. كنا نريد الكتب أن تنبئنا بشيء لم نكن نعرفه أصلا".

قررت المجموعة بدلا من ذلك أن تركز على ما أطلقت عليه "البنية الأساسية الأدبية": ما الذي يجري حول النص؟ كيف يجري تلقيه؟ يقول روجي "بتنا مهتمين بما يمس وترا. هل انهالت الجوائز على كتاب؟ أم تعرض للحظر واضطر كاتبه إلى مغادرة البلد؟". شهدت الكويت على سبيل المثال صعود روايات عن وضع أقلية البدون عديمي الجنسية بعد عام 2010. كثير منها تعرض للرقابة أو الحظر بُعيد النشر مما دعا إلى التنبؤ بالحملة الصارمة على مظاهرات البدون سنة 2019.

ثبت من قراءة الكتب المترجمة أنها وسيلة عديمة الفعالية لالتقاط مثل هذه النزعات. يقول روجي إنه انتهى إلى تصفح ما لا يزيد عن ثلاثين رواية على مدار المشروع، وبدلا من ذلك اتصل فريق فيرتهيمر بكتَّاب ونقاد أدب في مناطق اهتمامهم. وكانت الاستجابة حماسية على نحو مدهش. إذ بعث الروائي وول سونيكا روابط مقالات في الصحافة النيجيرية وأمدهم بوسائل اتصال بكتاب آخرين. ونظم الكاتب الكوسوفي بيكي كوفاي حلقة في سفارة بلده في برلين. وأقيمت ندوات في باريس ومدريد حضرها روائيون من الجزائر والمغرب ومصر وإسرائيل وفرنسا، وأغلبهم تبرعوا بدفع نفقات حضورهم من أموالهم الخاصة.

في عام 2018، بعد أسابيع من سفر ضابطي القوات المسلحة الألمانية إلى توبنجن، قدم فيرتهيمر نتائجه الأولية في وزارة الدفاع في برلين. لفت الانتباه إلى فضيحة أدبية حول مسرحية جوفان رادولوفيتش الصادرة سنة 1983 بعنوان "جحر اليمامة"، حول مذبحة أوستاشر ضد جيرانهم الصرب وطرد الكتاب غير الصرب من اتحاد الكتاب الصربيين سنة 1986. أظهر أن السنين التالية شهدت غيابا لحكايات الصداقات والقصص الغرامية الألبانية الصربية وصعودا لروايات المراجعات التاريخية. وقال للعسكريين إن الأدب والمؤسسات الأدبية "مهدت الطريق للحرب" قبل عقد من بداية مجازر حرب كوسوفو سنة 1998.

كان كارلو مسالا حاضرا العرض. يتذكر قائلا "في البداية ظننت أن هذا كله هراء وجنون، ولن ينجح". ولكن مسالا كان قد قضى طرفا من عمله الأكاديمي يدرس صراع البوسنة فتذكر أن احتدام التوترات في المناطق سبقه انخفاض في الزيجات بين أصحاب الأديان المختلفة. "في كوسوفو، بدا أنه كان بالإمكان استشعار علامات إنذار مبكرة مماثلة في المشهد الأدبي".

يقول أحد مسؤولي وزارة الدفاع الذين حضروا العرض إنه "كان مشروعا صغيرا أدى إلى قدر مدهش من النتائج النافعة، وخلافا لحدسنا الأوليِّ، شعرنا بالإثارة".

في معرض سعيه إلى مزيد من التمويل الحكومي، وقف فريق فيرتهيمر وجها لوجه أمام معهد فراونهوفر في برلين الذي يعد أضخم مؤسسة في أوربا للبحوث التطبيقية والخدمات التنموية، وكان قد طولب بإجراء مشروع تجريبي مماثل بنهج قائم على البيانات. لكن مشروع كاسندرا كان ببساطة أفضل، بحسب ما يقول مسؤول بوزارة الدفاع طلب عدم الإفصاح عن هويته.

"التنبؤ بصراع قبل عام، أو عام ونصف العام من وقوعه، ذلك شيء كانت أنظمتنا قادرة عليه بالفعل. أما كاسندرا فوعد برصد الاضطرابات قبل ما بين خمس سنوات وسبع، وذلك كان أمرا جديدا".

قررت وزارة الدفاع الألمانية توسيع تمويل مشروع كاسندرا لسنتين أخريين. وأرادت من فريق فيرتهيمر أن يضع نهجا لتحويل الرؤى الأدبية إلى معلومات متماسكة قابلة للاستعمال على أيدي الاستراتيجيين أو الموظفين العسكريين: "خرائط عاطفية" لمناطق الأزمات، وبخاصة في أفريقيا والشرق الأوسط تقيس "صعود لغة العنف بترتيب كرونولوجي".

***

كانت لديهم الكتب، لكن كيف يقومون بتغذية آلة بنتائجهم؟ وقع تحدي عبور الفجوة الفكرية بين العلم والدراسات الإنسانية في مدى اثني عشر شهرا على عانق جوليان شليخت الذي انضم إلى مشروع كاسندرا في سبتمبر 2019 ليبحث في كيفية تحويل النقد الأدبي إلى نقاط بيانات. هو طالب في الثلاثين من العمر يدرس السياسة وعلم الاجتماع والدراسات الإسلامية وكان يبحث في استراتيجيات طالبان المبتكرة في أطروحة الماجستير، وكان عضو الفريق الوحيد الذي ليست له خلفية أدبية.

يقول شليخت بأثر رجعي "لعلي كنت بين المتشككين عند انضمامي. فبدخول إلى هذا المشروع بخلفية سياسية رأيت منهجهم ... مدعيا بعض الشيء. ومضت لحظة بعد الاجتماع الأول قلت فيها لنفسي: كيف ينبغي لهذا أن ينجح؟"

أخذ اهتمام باحثي فيرتهيمر يتزايد بالجزائر، ذلك البلد الذي بقي في الأغلب هادئا خلال الربيع العربي. 51.7% فقط من الناخبين في ذلك البلد بشمال أفريقيا هم الذين شاركوا بالتصويت في انتخابات 2014 الرئاسية بما يشير إلى لامبالاة سياسة أو إنهاك بسبب ذكريات الحرب الأهلية التي زعزعت المنطقة في تسعينيات القرن الماضي: وكانت الجزائر تصنَّف بصفة عامة دولة "مستقرة".

غير أن اتجاهات نشر الكتب في الجزائر ألمحت إلى أن شيئا يوشك أن يتغير تحت السطح. تتبع رواية "يوم ربيعي" لعمار مزداد جماعة من الناس تشارك في مظاهرة يجري تفريقها بعنف. ورواية اليوميات التي نشرها السعيد سعيدي سنة 1991 بعنوان "الجزائر: الفشل المتكرر" أعيد نشرها في منطقة القبائل بشمالي الجزائر سنة 2015 في إعادة زيارة لربيع البربر في الثمانينيات. وهناك رواية "ألفان وأربعة وثمانون... نهاية العالم" الصادرة سنة 2015 لبوعلام صنصال وهي دستوبيا أوروِلية يستعمل فيها دكتاتور إسلامي الدين للسيطرة على اللغة وعلى عقول شعبه. كان صنصال موظفا حكوميا رفيع المستوى انتقد صعود الإسلام السياسي في الجزائر فمنعت كتبه في بلده منذ 2006، وإن بقيت مقروءة على نطاق واسع، بما يجعل منها مثالا أساسيا لقدرة الأدب على لمس الأعصاب.

لكن التحدي تمثل في كيفية تحويل هذه الإشارات الجوية إلى معلومات يمكن أن يستعملها صناع السياسات العسكريون أو السياسيون. يتذكر شليخت "أدركنا أن تصادما قائم بين كيفية رسم شخص من أقسام الدراسات الإنسانية وآخر من أقسام العلوم لخريطة. فالمؤرخ الثقافي سوف يقول: هذه المنطقة، من واقع خبرتي، حمراء وهذه صفراء. أما العالم فيسأل: ما العمل حينما تتحول منطقة صفراء إلى برتقالية؟"

وضع الباحثون نظام نقاط للخطر فيه تسعة مؤشرات لكل كتاب: النطاق الثيماتي [الموضوعي]، رقابة النص، رقابة الكاتب، استجابة الإعلام، الفضائح المحيطة بالنص، الفضائح المحيطة بالكاتب، الجوائز الأدبية للكاتب، الجوائز الأدبية للنص، الاستراتيجية السردية. في كل فئة من هذه يحصل الكتاب على رقم بين (-1) و(+3) وكلما ارتفع عدد النقاط ازداد النص "خطرا".

في بعض الحالات، كانت النقاط السلبية ضرورة. فالكتاب المروي من وجهات نظر عديدة، كأن يروى مثلا من وجهتي نظر معسكرين متعاديين يحصل على صفر أو سالب واحد في فئة الاستراتيجية السردية. فرواية سلطان داني الصادرة سنة 2015 بعنوان "مزيل الجثث" على سبيل المثال حققت 12 نقطة فقط، والسبب الأساسي أنها تأملت الحروب اليوغسلافية دونما استعمال لوصف واضح الانحياز للأبطال والضحايا. يقول شليخت "أدركنا أن الأدب يمكن أن يساعد في حل الصراعات أو التخفيف منها. فليس كل كتاب يؤدي إلى انقسام الآراء".

حقق الأدب الدستوبي الجزائري نقاطا أعلى كثيرا. فـ"كتابة الجسد" لمصطفي بن فضيل، وهو رواية صدرت سنة 2018 معتمدة تقنية الكولاج متألفة من يوميات وملاحظات عالم فيزياء فلكية خيالي قتل في حادث سير غامض في يوم الانتخابات الرئاسية، وتحدث الكتاب عن الرغبة في تحقيق النظام من الذكريات الفوضوية المتبقية من حرب الجزائر الأهلية في التسعينيات، معبرا عن توق إلى تغير ديمقراطي. قرر باحثو كاسندرا عشرين نقطة للكتاب.

لو كان الكتاب قد حقق تأثيرا أكبر، لارتفع عدد نقاطه: "الشرخ" للكاتب محمد شريف لعشيشي، وهي رواية إثارة صدرت سنة 2018 وتصور العنف في سجون الجزائر، والنظام القانوني الفاسد، وتنامي الحركة الاحتجاجية، حققت 22 نقطة لأنها مثلت حالة لكاتب معروف ومكتوب عنه يسائل الوضع القائم. وكان أعلى الكتب نقاطا في بنك بيانات المشروع المتعلق بثلاثمة كتاب هو رواية 3084 لصنصال، فقد أعطاه فريق فيرتهيمر 25 نقطة.

في نظام النقاط المتبع بمشروع كاسندرا عيوب عدة. فمؤشراته مرنة: هل ينبغي للعروض النقدية الحماسية أو المقالات السلبية أن تسهم في نقاط الكتاب فقط إذا كانت منشورة في بلد المنشأ؟ هل الكتاب ذو النقاط الـ 24 هو بالفعل يبلغ ضعف خطورة الكتاب ذي الـ12 نقطة؟ وكان تحويل النقاط إلى خرائط حرارية عاطفية عملا لم يخل من مشقة هو الآخر: فما الذي تقوله حقا رواية جزائرية دستوبية تجري أحداثها في عالم مواز عن الولاءات السياسية المختلفة بين الجزائر وأوران Oran؟ يقول روجي إن "ترجمة الأدب إلى أرقام أمر صعب، يرغم في النهاية على تنازلات. فلا بد من قياس كثير من الكتب لتقليل التباينات".

لكن ثبت أنه يمكن الاعتماد على غرائز جهاز الزلازل الأدبي. في فبراير 2019، بعد سنتين من تحديد فريق فيرتهيمر للجزائر بوصفها منطقة اهتمام، اندلعت مظاهرات أهلية في الجزائر العاصمة ومدن أخرى وبلغت ذروتها في استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وحينما قدم فيرتهيمر نتائج فريقه في صيف 2020، كانت قد استوفت اشتراطات وزارة الدفاع الرسمية بأن ينتقلوا بمنهجهم إلى المستوى التالي. كان مشروع كاسندرا قد أسس رابطا ملموسا بين الأدب والأحداث التاريخية التجريبية. علاوة على أن إلغاء الرحلات والندوات بسبب الوباء جعل الدراسة توفر قرابة 34 ألف جنيه استرليني من الميزانية.

وتحدَّد موعد اجتماع في قيادة العمليات. يتذكر هولتز "ارتفعت آمالنا جميعا. وكنا متلهفين على تطبيق نتائجنا على المجال".

ثم تلقى فيرتهيمر اتصالا هاتفيا. سيتم إيقاف مشروع كاسندرا في شتاء 2020.

***

في أعقاب ذلك، ألقى البعض اللوم على الوباء، الذي تسبب في ضغوط لم تكن متوقعة على ميزانيات الحكومة. ووجَّه آخرون إصبع الاتهام إلى دورة التعديل في المناصب الحكومي كل خمس سنوات، والتي أدت إلى نقل أحد كبار المسؤولين الداعمين للمشروع إلى موسكو وتولي بديل لا يعرف الكثير عن وعد كاسندرا الأصلي. عبر القنوات الرسمية، بقيت وزارة الدفاع ملتزمة الصمت، وأقصى ما قاله متحدث باسمها في الأمر هو "نود أن نؤكد بأثر رجعي مدى تقديرنا لهذا النهج المبتكر".

يقول هولتز "بالطبع كانت لطمة هائلة، ربما لأننا لم نكن نتوقعها". في ما وراء الستار، لم يزل بعض المسؤولين في حيرة من أمرهم. يقول أحدهم إن التنبؤ بالأزمات من خلال الأدب كان يمكن أن يكون "قصة نجاح منطوية على مقومات ذاتية للنجاح". رافقتها شبكة حرة من المتحمسين والمتطوعين الخبراء، ممن لم يقتصر عونهم على تحديد الصراعات قبل سنين عدة من وقوعها بل امتد إلى تزويد الدبلوماسيين بسرديات مضادة صحيحة لمواجهتها. في ما تأمل مسؤول آخر قائلا إن مشروع كاسندرا ربما كان ببساطة شديدة أفضل من أن يتحقق فعليا، وكان خطره يتمثل في فضحه برامج البيانات الأخرى باهظة التكلفة.

لقد ذهبت تحذيرات كاسندرا في الأسطورة اليونانية أدراج الرياح لأن كاهنة طروادة أصابتها لعنة أبولو الذي غضب منها لرفضها ممارسة الجنس. وفي معالجة كريستا وولف الحديثة، يعرف جنرالات طروادة أن كاسندرا تقول الحقيقة، ومع ذلك يتجاهلونها. يقول فيرتهيمر إن "الملك بريام، بناء على حسابات سياسية، يفضل أن يبقى جاهلا. لقد كنت أظن أن رجال السياسة المحدثين مختلفون، وأنهم فقط لا يعرفون بما فيه الكفاية. لكن يتبين أنهم مثل نظرائهم القدامى: يفضلون ألا يعرفوا".

في واحد من تقاريره الأخيرة لوزارة الدفاع، قرب نهاية 2019، لفت فيرتهيمر الانتباه إلى تطور مثير للاهتمام في القوقاز. كان وزير ثقافة أذربيجان قد أمد مكتبات في جورجيا بكتب تنقل رسائل سافرة في مناهضتها لأرمنيا، كأعمال الشاعر خليل رضا أولوترك. حذر فيرتهيمر من إشارات إلى أن أذربيجان تكثف جهودها الدعائية في سياق الصراع الإقليمي المختمر مع جارتها الجمهورية السوفييتية السابقة.

اندلعت الحرب بعد سنة: مات ستة آلاف عسكري ومدني في معركة دامت ستة أسابيع على ناجورنو كاراباخ، وهو جيب في أذربيجان تسكنه إثنية أرمينية. استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحرب في توطيد صورته كرجل قوي، مشيدا بهزيمة أرمنيا في ديسمبر باعتبارها "نصرا مجيدا". تحالفت روسيا ـ بشكل تقليدي ـ مع أرمينيا ونجحت في استغلال الصراع لتعزيز نفوذها في المنطقة. أما ألمانيا والاتحاد الأوربي فبقيا يتابعان في صمت: فالتنبؤ بالمستقبل أمر، ومعرفة ما يجب عمله بالمعلومات أمر آخر.

لا مرارة في نفس فيرتهيمر بسبب إنهاء مشروع كاسندرا. يقول "لست ممرورا، ولكني حزين". وعلى أي حال، قد يكون للمشروع مستقبل في النهاية. فقد كلفت وزارة الداخلية فريقه بتقصي الندوب الخفية من جراء عملية إعادة توحيد ألمانيا. ولقد أجريت محادثات مع ممثل الشؤون الخارجية والشرطة الأمنية في الاتحاد الأوربي جوزيف بوريل لنقل كاسندرا إلى بروكسل. يقول فيرتهيمر إنه مهتم بتطبيق منهجه في تحليل التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا وليتوانيا وبيلاروسيا.

أعلى طاولته في توبنجن خريطة للعالم وتأشيرات سفر مثبتة في المناطق البيضاء المجاورة للقارات. يقول إن "الأدب يقع في مركز حياتي وذلك فقط لإيماني أنه يصلح منطلقا إلى العالم الحقيقي".