المحافظات

«عمان» تصل «حيل الكفوف» وتستمع لمطالب أهلها حول المشاريع الخدمية وفي مقدمتها رصف الطريق

30 أبريل 2024
رحلة الطلاب اليومية تقطع 80 كيلومترا في مسار جبلي وعر.. والتحصيل الدراسي والصحة على المحك
30 أبريل 2024

18 سيارة دفع رباعي من حيل الكفوف بالجبل الأبيض تنقل يوميًا 133 طالبًا إلى مدارسهم -

طرح مناقصة الخدمات الاستشارية لتصميم طريق الجبل الأبيض تنفيذًا للتوجيهات السامية بوضع خطة زمنية لتطويره -

الصندوق الوقفي للمساجد ومدارس القرآن الكريم بالمناطق الجبلية يواصل استكشاف مواقع وجود المياه وحفر الآبار بحيل الكفوف -

تمتد سلسلة جبال الحجر على مسافة 650 كيلومترًا من منطقة رؤوس الجبال في شمال مسندم إلى رأس الحد بجنوب الشرقية، وتتناثر في سفوحها وبالقرب من أوديتها مئات القرى.

وثقت تلك القرى قدرة الإنسان العماني على التكيف مع البيئة الجبلية والاستفادة من مواردها الطبيعية، وكانت منظومة الأفلاج أعظم ابتكارات وإبداعات الأجداد، كما استثمروا مفردات البيئة في بناء أنماط مختلفة من المسكن لا تزال بعضها صامدة رغم عوامل التعرية، كما كان للزراعة نصيبٌ في البيئة الجبلية لمنتجات فريدة كمحاصيل الرمان والتين والزيتون والمشمس وغيرها التي تترقبها الأسواق المحلية كل عام.

وفي عمق تلك القرى المتوارية وسط تلك الجبال الشامخة الكثير من الحكايات، والكثير من الرغبات والمطالب.

«عُمان» وصلت إلى الجبل الأبيض بولاية دماء والطائيين الذي يبلغ ارتفاعه 2000 متر عن مستوى سطح البحر، لتستمع إلى قصة أهالي قرية حيل الكفوف إحدى أكثر القرى ارتفاعا في الجبل الأبيض. يقطن القرية أكثر من 300 نسمة وحوالي 120 أسرة.

بلغنا القرية بعد اجتياز مركز الولاية وعبور طريق جبلي صعودًا تقدر مسافته بـ40 كيلومترًا يمر بمنحدرات جبلية ومسارات وعرة، وكان أهلها في انتظارنا لنبدأ جولة في قريتهم للتعرف على المساكن التي كانوا يقطنونها قبل وصول النهضة، والوقوف على بعض المواقع الأثرية، إضافة إلى المساحات الخضراء التي يزرع فيها الرمان والتين والليمون وغيرها من المحاصيل.

الخدمات الأساسية

قال يعقوب بن سعود الحنظلي: إن المناطق الجبلية بولاية دماء والطائيين تعاني من قلة الخدمات الأساسية، ومنذ عام 1996 توالت ثمار النهضة إلى قرى الجبل الأبيض، إذ تم توفير المساكن وشق الطرق وإيصال التيار الكهربائي إلى أعالي الجبال ولا تزال ثمة 3 خدمات أساسية بينها سفلتة الطرق الجبلية في الولاية وربطها مع ولاية قريات إذ سيسهم في ربط محافظة مسقط بشمال الشرقية وسيوفر الراحة والطمأنينة لقاطني القرى الجبلية وزائريها، وستصبح أقرب مؤسسة صحية على بعد مسير ساعة بالسيارة، كما أن طلاب المدارس وخلال 40 دقيقة سيكونون في مدارسهم، إذ إن الطريق المسفلت يخفف العبء على الحكومة لإنشاء مؤسسة صحية أو مدارس في القرى الجبلية التي قد تكون تكلفتهما أكثر من رصف طريق مستوية لمسافة 45 كيلومترًا، مؤكدًا أنه لا تزال بعض القرى يتم نقل الطلبة فيها عبر مركبات مكشوفة أو مركبات دفع رباعي وهي تحمل مخاطر كبيرة لصحة الطلبة ونرجو مراعاة ذلك لتذليل مثل هذه التحديات التي تؤثر على المستوى التعليمي للطلبة.

وأشار إلى أن أهمية رصف هذه الطرق تكمن في اختصارها للمسافات بين مختلف المحافظات واستفادة الزائر والموظف منها، إضافة إلى الطريق ستربط المؤسسات الخدمية التعليمية والصحية والاجتماعية، كما تربط أهالي القرى الجبلية بالجبل الأبيض أواصر القربى مع القاطنين في قريات، مشيرًا إلى أن المياه تمثل واحدًا من أهم المطالب للقرى الجبلية في الجبل الأبيض إذ يتم تزويد المياه لمختلف القاطنين عبر ناقلات مياه الشرب، ومع ذلك ثمة شح في الموارد المائية لري المزروعات وزيادة زراعة المحاصيل التي تتميز بها المناطق الجبلية كالرمان والتين والليمون وغيرها ورغم وجود بئر في القرية ولكنها غير صالحة للأسف الشديد، ونتمنى أيضًا أن يتم توفير مياه الشرب للمساكن الجديدة في قرية حيل الكفوف، وبناء مجلس عام يتواءم مع الكثافة السكانية لحيل الكفوف.

وأضاف: مع وجود الطريق ستكون المنطقة قبلة للسياح نظرًا لما تتميز به القرية من أجواء معتدلة صيفًا وباردة شتاء، ونتمنى وجود عيادة متنقلة لزيارة القرى الجبلية مثلما كان سابقًا ضمن فريق طبي متكامل.

وعورة الطريق

وقال خلفان بن رويعي بن حميد السباعي: يمثل الطريق الذي يربط قرية حيل الكفوف بالقرى القريبة منها ومركز ولاية دماء والطائيين شريان حياة للقاطنين بها، إذ تمر هذه الطريق الترابية بمنحدرات جبلية تقدر مسافتها بنحو 40 كيلومترًا، إذ يقصد طلاب المدارس بالقرية مدارسهم يوميًا في الساعة الخامسة فجرًا نزولًا فيما يعودون إلى القرية في الساعة الثالثة عصرًا يوميا، يواجهون برودة الجو صباحًا، ونتمنى من الجهات المعنية دراسة بناء مدرسة حكومية في القرية مع العلم بوجود مخطط وسند ملكية لإقامة مشروع مدرسة حكومية في حيل الكفوف، إضافة إلى وجود مخطط لإقامة مشروع مركز صحي أيضا في القرية، مشيرًا إلى أننا نقطن في أعالي الجبل الأبيض ونتمنى وصول هذه الخدمات إضافة إلى أهمية رصف الطريق لتسهيل حركة المواطنين والزائرين.

وأشار خميس بن سعيد الحنظلي إلى أن الطلبة يخرجون في الساعة الخامسة فجرًا إذ يصلون إلى مدارسهم متأخرين عن الطابور المدرسي بسبب وعورة الطريق، فيما تكون العودة من المدارس في الساعة الواحدة و40 دقيقة ليصلوا إلى القرية في حدود الساعة الثالثة عصرًا، مما أثر ذلك على مستواهم الدراسي نتيجة إرهاق الرحلة اليومية لهم، أضف إلى ذلك تكلفة كل مركبة يوميًا تبلغ 7 ريالات عمانية للبنزين، ويتم نقل 133 طالبًا في 18 مركبة دفع رباعي إلى 3 مدارس مع العلم أن هناك مخططًا معتمدًا ومخصصًا لإنشاء مدرسة حكومية في حيل الكفوف وموقع آخر مخصص لإنشاء مركز صحي، ونتمنى رصف الطريق لتسهيل وصول الطلبة إذ يتغيب الطلبة أيامًا عن مدارسهم أثناء الأنواء المناخية.

وأوضح علي بن سعيد الحنظلي أن الأنواء المناخية تتسبب في حدوث الانزلاقات على الطريق الوحيدة التي تربط القرية بمركز الولاية ونظل 3 أيام متتالية حتى تصل الشركة المكلفة بصيانة الطريق فيما يعمل القاطنون أثناء هذه الفترة لصيانة ما يتيسر من المسار، ونتمنى سفلتة الطريق نظرًا لأهميته للقرى الجبلية والذي يربط القرى من حيل الحرمل إلى حيل الكفوف بدماء والطائيين، ويبعد بمسافة 17 كيلومترًا عن ولاية قريات، ومع رصف الطريق ستتوفر مختلف الخدمات للقاطنين والزائرين.

تصميم طريق الجبل الأبيض

طرحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مؤخرًا مناقصة الخدمات الاستشارية لتصميم طريق الجبل الأبيض.

وصرح المهندس يوسف بن عبدالله المجيني، المدير العام المساعد للمشاريع والصيانة بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لـ«عمان»: إن مشروع طريق الجبل الأبيض تم اتخاذ الإجراءات بشأنه تنفيذًا للتوجيهات السامية بوضع خطة زمنية لتطوير «الجبل الأبيض» يتم بموجبها استكمال البنى الأساسية اللازمة، وتهيئة الظروف المناسبة لتطويره لما يتميز به من الممكنات، وما تحيط به من المقاصد السياحية، الأمر الذي يجعل منه وجهة مهمة للرحلات والتخييم وسياحة المغامرات، ومن ضمن الإجراءات الرئيسية إنشاء طريق وتحديد المسار إضافة إلى أن هناك مشروعات سياحية وزراعية وإسكانية في الجبل الأبيض.

مبادرة حفر آبار

أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في الصندوق الوقفي للمساجد ومدارس القرآن الكريم بالمناطق الجبلية أنها تولي اهتمامها بتوفير الخدمات الأساسية للمساجد الواقعة في قرى سلسلة جبال الحجر وبناء المساجد ومدارس القرآن الكريم وصيانتها إضافة إلى حفر الآبار في تلك القرى. وقال خميس بن سليمان الغسيني، رئيس مجلس إدارة الصندوق الوقفي للمساجد ومدارس القرآن الكريم بالمناطق الجبلية: إن الجهات المعنية قامت بحفر 5 آبار في قرية حيل الكفوف بالجبل الأبيض بعمق يتراوح بين 500 متر وأكثر لكن الإشكالية التي واجهنا أن المياه غير صالحة للاستخدام الأدمي، عدا وجود بئر واحدة تستخدم حالياً لري المزروعات في القرية، مع العلم أن عمليات المسح في المناطق المحاذية للقرية لم تخرج بنتائج مجدية لوجود مياه صالحة للاستخدام الآدمي، وتم الاتفاق مع الأهالي بشأن حفر بئر أخرى إذ تم تحديد موقع جديد وقمنا الأسبوع المنصرم بزيارة هذا الموقع. وأوضح أن الصندوق قام ببناء مسجد ومدرسة لتعليم القرآن الكريم في قرية حيل الكفوف وكذلك مدرسة أخرى في حيل المكارم مع تعيين معلمين في هاتين المدرستين، ويتولى الصندوق بالتعاون مع مختلف الإدارات بالوزارة أعمال الصيانة بشكل دوري، ‏إذ قامت الوزارة مشكورة بمتابعة عقود المياه وضمان وصولها إلى مسجد قرية الكفوف.