المحافظات

سمـــــــــــائل.. جمال طبيعي أخّاذ يستحق اللفتة والاهتمام

30 أبريل 2024
تعد مقصدا سياحيا لمقوماتها الخلابة وإرثها الحضاري
30 أبريل 2024

لا يظن مستخدم الطريق المزدوج المتجه إلى مسقط أن جنة مخبوءة تنتظره إذا ما سلك الطريق الداخلي لولاية سمائل وأكمل الدرب مرورًا بسرور وخروجًا إلى بدبد. الولاية الحالمة بين أحضان جبال الحجر الغربي والشرقي تخبئ ينابيع من الجمال منذ خلقها الله، ولا تنفك تزداد جمالًا بعد كل فترة مطيرة، فيجري واديها في مسار طويل تقف على جانبيه نخيل الفرض ترفده وديان المسقاة وسيجاء وهيل والهوب، فتدب الحياة إلى أفلاجها الـ190 فلجًا، فيخرج أهلها في سياراتهم وعلى أرجلهم يمتعون أنظارهم ببقعة لا تشبه غيرها، ويود الزائر الذي سمع عنها أن يقيم فيها، لكن شارعها الفردي الطويل وازدحام الطرق فيها وغياب الخدمات التي يحتاجها السائح لن تجعل منه إلا عابرا، يتأمل جمالها عبر نافذة سيارته ويمضي.

شارع المدرة

قال خليل بن خلفان القرني عضو المجلس البلدي ممثل ولاية سمائل: «على أثر متابعة مشروع شارع المدرة المزدوج، فإن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات انتهت من إعداد التصاميم النهائية وتمت إحالة الموضوع لمجلس المناقصات لإسناد المشروع إلى إحدى الشركات العاملة في مجال الطرق عند توفر الاعتمادات المالية، وعلى ضوء اللقاء الذي تم مع سعادة وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، أفاد أن الشارع ضمن أولويات الوزارة ونأمل أن يكون تنفيذه في القريب العاجل لما يمثله هذا الشارع من أهمية كونه يقع في شريط تجاري ويضم مؤسسات حكومية والتطور العمراني مستمر، وبالتالي بوضعه الحالي يشهد ازدحامًا مروريًا مكثفا خاصة في أوقات الذروة وأيام الإجازات والمناسبات، وعليه نناشد وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالإسراع في تنفيذ الشارع الذي بات مطلب المواطنين وحديث الساعة للمبررات التي ذكرناها».

وأشار خميس بن محمد الهنائي إلى أن المقيم والزائر في ولاية سمائل يلاحظ تدني خدمات الطرق الرئيسة والفرعية من حيث التطوير أو إعادة التأهيل فيها، والشاهد يحكي الواقع، فالطرق في هذه الولاية لم تحظ منذ عشرات السنين بأي توسعة تذكر مقابل الزيادة في حركة السيارات وغيرها، وتسبب لمستخدمي الطرق الكثير من الصعوبات والعوائق في الحركة خاصة في مركز الولاية وفي أوقات الذروة والمناسبات، حيث يستغرق صاحب الحافلة وقتا طويلا يصل لساعة من الزمن لقطع مسافة كيلو مترين فقط.

تطوير قطاع الطرق

ازدواجية الشارع الداخلي بالولاية مطلب مهم، حيث يعاني الأهالي من ازدحام الطريق الداخلي بمركز الولاية «المدرة» بسبب ارتفاع عدد سالكيه، حيث يربط هذا الطريق معظم قرى الولاية الداخلية، وبحكم موقعه في مركز الولاية فهو يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الحركة الاقتصادية والحياة الاجتماعية، وزادت مطالب الأهالي في الآونة الأخيرة بازدواجية الطريق نظرًا للزحام الذي يخلقه يوميًا وفي أغلب الأوقات بعد أن كان الزحام موسميًا أو في إجازة نهاية الأسبوع. ويقول الهنائي في هذا الشأن: نناشد الجهات المعنية النظر في تطوير قطاع الطرق بالولاية وخاصة في مواقع الحركة التجارية والصحية وغيرها والدعوة إلى تنفيذ الطريق المزدوج من مدخل الولاية إلى موقع مستشفى سمائل وهذا مطلب -تكرر- أساسي وعاجل، وجميع أهالي الولاية يطالبون بسرعة تنفيذه، وسبق أن الجهة المعنية وضعت الخرائط النهائية -أكثر من عشر سنوات- لهذا الشارع وطرح في الجرائد المحلية ولكن للأسف لم يتم تنفيذه!.

من جهته قال علي بن حمد المسلمي: يشكل طريق سمائل الداخلي الشريان الرئيسي للولاية والرئة التي تتنفس منه روافدها المختلفة، فهو بمثابة القلب النابض بالحياة لما يشكله من دعم للحياة الاقتصادية والاجتماعية ويربطها بالمناطق الصناعية كصناعية هصاص والمنطقة الصناعية الكبرى في منطقة لزغ، بالإضافة لربطها بالطرق الرئيسية كطريق بدبد - صور وبدبد - نزوى، ونظرًا لأن الشارع أصبح متهالكا ولم تعد تجدي فيه المعالجة بسبب الحفر ومرور الشاحنات، أضحى صعب الاستخدام علاوة على ذلك في الفترة الصباحية فإنه يشكل عقبة للطلبة للوصول إلى مدارسهم وكذلك الموظفين.

من جانب آخر افتقاره لناحية الأمن والسلامة، حيث لا توجد أكتاف جانبية للشارع وهو طريق متعرج، إضافةً لكونه يخدم شريحة كبيرة من أبناء الولاية القادمين من جهة منطقة لزغ، فيشكل عقبة في الحالات المرضية الطارئة للوصول لمستشفى سمائل، لذلك نطالب ونناشد المسؤولين والمعنيين بضرورة ازدواجية الشارع بصورة عاجلة».

وأكد مصطفى بن يحيى العامري أن وجود شارع مزدوج في مركز الولاية أصبح أمرا لابد منه وخاصة مع ازدياد عدد مرتاديه بشكل يومي وهذا يخلق اختناقات مرورية، ولا توجد طرق أو مسارات أخرى ممكن أن يسلكها مرتاد الطريق بحكم جغرافية المكان الذي تحكمه سلسلة جبلية والوادي، وبحكم الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها الولاية، فإنها دائمًا تكون مقصدًا للسياح وخاصة في إجازة نهاية الأسبوع ولا يمكن الوصول لهذه الوجهات السياحية، إلا من هذا الطريق، لذلك نتمنى وجود شارع مزدوج يخفف هذه المعاناة اليومية، ولا نعلم سبب تأخير تنفيذه بالرغم من اقتناع المسؤولين بأهميته وجدواه.

وعلّق خالد بن خلفان الرواحي بالقول: لا شك أن الازدحام المروري داخل مركز الولاية أصبح مؤرقا جدا وذلك نتيجة كثافة الحركة المرورية وبحكم أن الشارع يعتبر الممر الرئيس للمنطقة التجارية بالولاية، فقد أصبح المكان ضيقا، وشخصيا أصبحت لا أحبذ الذهاب كثيرا عبر هذا الشارع وقد يشاطرني الرأي الكثير منهم، ومنذ سنوات عدة كانت المطالبات كثيرة وتكررت مرارا بتطوير الشارع الداخلي للولاية لتسهيل الحركة المرورية فضلا عن أنه سيكون مساهما في إبراز الولاية سياحيا، والآن أقول: نعم حان الأوان لازدواجية هذا الشارع».

إيجاد المقومات السياحية

وفي مجال القطاع السياحي الذي يشكل رافدا اقتصاديا مهما، فإن القطاع لا يزال يفتقر للعديد من المقومات السياحية الضرورية، حيث قال ناصر بن حمد الحضرمي: في البداية يتطلب الأمر حصر المواقع السياحية الأثرية منها كالحصون والقلاع والأبراج والمساجد الأثرية والطبيعية كالأودية والعيون والمسارات الجبلية، وهناك بعض المعوقات للوصول إلى بعض هذه المواقع، إضافة إلى عدم توفر الاستراحات أو الأماكن المهيأة للجلوس وقضاء الأوقات، وندرة المطاعم السياحية والمقاهي العصرية، كما يتطلب الأمر تهيئة بعض المسارات الجبلية لممارسة رياضات المشي وركوب الدراجات الهوائية الجبلية وصيانة وترميم بعض المواقع الأثرية كسوق السفالة وسوق العلاية وبعض الأبراج والمساجد.

وأشار عبدالرحمن بن مبارك السليمي إلى أن ولاية سمائل تعد مقصدا سياحيا خصوصا مع موسم الأمطار التي كثرت في الأعوام الماضية، ويجب زيادة الاهتمام بتوفير مقومات سياحية، بدءًا من تهيئة الشوارع والأماكن المخصصة للجلوس والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وإقامة دورات مياه عامة وعدد من المقاهي.

وأكد خليل بن خلفان القرني عضو المجلس البلدي أن ولاية سمائل تعتبر من الولايات الواعدة في القطاع السياحي لما تزخر به من مقومات تراثية وإرث حضاري وموقعها المتميز مما يتطلب من وزارة التراث والسياحة وضع تصور لتطوير هذا القطاع من حيث الإسراع في إنجاز بعض المرافق والبنى الأساسية والاستثمار في القلاع والحصون وتوظيف المقومات الطبيعية والأثرية في الولاية وبناء شراكات مع القطاع العام والخاص والمجتمع المحلي.