حصن دبا .. أكبر الحصون في مسندم وشاهد على 500 عام من التاريخ
حصن دبا أو كما يُطلق عليه "سيبة البيعة" يعد أكبر الحصون في محافظة مسندم من حيث المساحة، ويرجع بناؤه إلى أكثر من 500 عام، وكان شاهدًا على الوجود البرتغالي في المنطقة، ورغم قيامهم بهدم الحصن أثناء مغادرتهم النهائية للمنطقة، إلا أن الحصن تمت إعادة بنائه، واستخدم كمقر للمشيخة في دبا حتى بداية سبعينيات القرن المنصرم، ثم أُعيد بناؤه في التسعينيات على الرسم البرتغالي نفسه الموجود بالأرشيف البرتغالي.
أكبر الحصون بمسندم
وقال حمد بن عبدالله بن أحمد الشحي مندوب سياحي بإدارة التراث والسياحة بمحافظة مسندم: إن حصن دبا أو "سيبة البيعة" يعد من أهم الحصون في سلطنة عمان وأقدمها لتميّز موقعه الاستراتيجي ولتاريخه المتنوع، كما يعد من أكبر الحصون في محافظة مسندم، حيث تمت إعادة بنائه في بداية تسعينيات القرن الماضي ليظل شاهدًا قائمًا على الموروث الحضاري لسلطنة عمان الموغل في القدم، ويرجع تاريخ بناء الحصن إلى أكثر من 500 سنة، أي قبل الغزو البرتغالي للمنطقة في القرن السادس عشر الميلادي، وعندما جاء البرتغاليون رمموا الحصن وبنوا به كنيسة وأضافوا إليه بعض الأبراج وسورًا خارجيًا، واستخدموه للتحصين الدفاعي وتأمين الحركة التجارية في بحر عُمان، ومع مغادرتهم نهائيًا للمنطقة أمروا بهدم الحصن، وفي نهاية القرن الثامن عشر، أي تقريبًا في عام 1785م، تمت إعادة بناء الحصن وظل على ما هو مقرًا للمشيخة بدبا البيعة إلى بداية سبعينيات القرن الماضي، بعدها هُدم الحصن، وأُعيد بناؤه في بداية التسعينيات على الرسم البرتغالي نفسه الموجود بالأرشيف البرتغالي للحصن.
تفاصيل الحصن
وأوضح أن الحصن يتكون من مربعتين عند مدخله، وكل مربعة من طابقين، وتستخدم المربعة الأولى في الطابق العلوي للبرزة، والطابق السفلي للعسكر، أما البرج المقابل للمربعة الأولى فيتكون من طامورة لها فتحة من الأعلى، ويحيط بالحصن سور يبلغ طوله 64 مترًا وعرضه 62 مترًا، وهو مستطيل الشكل ومبني بالحجارة والصاروج، ويتكون مدخله الرئيسي من برج دائري به باب خشبي يسمى باب الصباح، يحتوي على نقوش، وعرضه 170 سنتيمترًا، وارتفاعه 320 سنتيمترًا، وتعلوه سقاطة لرمي السوائل الحارقة على المهاجمين، ويوجد بالحصن كذلك أربعة أبراج.
وأضاف: إن برج المدخل يحتوي على درج من خشب الكندل، وارتفاع البرج 890 سنتيمترًا، وطول قطره 370 سنتيمترًا، ويتضمن طابقه الأول خمس كوات على شكل حدوة الفرس، أربع منها لها نوافذ صغيرة ذات عقود دائرية، وسقف البرج من خشب الكندل ويحتوي على فتحات إضاءة وتهوية علوية "مرق"، ويتفاوت سمك جداره من مكان إلى آخر، وللبرج أيضًا تسع كوات في السطح وفتحات "مرق" و"مرام" لكل منها، والباب المؤدي إلى السطح مغطى بعقد ارتفاعه 135 سنتيمترًا وعرضه 68 سنتيمترًا.
وذكر أن المدخل الرئيس يوجد بالقرب منه بالإضافة إلى البرج الدائري برجان: البرج الشمالي الشرقي، وارتفاعه 605 سنتيمترات، وعرض جداره 50 سنتيمترًا، وطول قطره 470 سنتيمترًا، والمدخل المؤدي إلى سطحه له عقد زورقي وارتفاعه 110 سنتيمترات، وعرضه 80 سنتيمترًا. والبرج الشمالي الغربي، وطول قطره 470 سنتيمترًا، وارتفاعه ستة أمتار، وبه غرفة في الطابق الأرضي، كما يوجد للحصن مدخل آخر يحتوي على ممر مسقوف "صباح" تعلوه ثلاثة عقود زورقية كبيرة، وهو مسقف بخشب الكندل والسميم (حصر من الخوص) وبه أوتاد وفتحات ذات عقود دائرية ومصاطب "دكانات"، وتوجد بقربه أربعة أبراج متساوية المقاس والارتفاع يربط بينها ممر عرضه 115 سنتيمترًا، وبه مسجد صغير على محرابه نقوش جصية ودوائر هندسية، كما كانت في الحصن غرفة للسجن.
موقع استراتيجي
وأكد أن الحصن الذي يقع في وسط دبا كان يُستخدم لصد أي هجوم محتمل على المدينة، فقد تجد المنازل تحيط بالحصن من جميع الجهات عدا جهة الغرب، وذلك لوجود بساتين النخيل من تلك الجهة، فتجد كل هؤلاء القاطنين حول الحصن يفتحون فتحات أو ثقوبًا بمنازلهم يخرجون منها فوهات البنادق لحماية الحصن من الهجمات الخارجية، وذلك أثناء الحروب قديمًا.
