No Image
المحافظات

الازدحام المروري في سوق نزوى يهدد استقرار الحياة التجارية

05 مارس 2024
مطالبات بضرورة وضع مقترحات وحلول
05 مارس 2024

تتزايد معاناة مرتادي سوق نزوى يومًا بعد يوم من ظاهرة الازدحام المروري وعشوائية دخول وخروج السيارات من السوق، الأمر الذي يؤدي إلى تكدّس السيارات واصطفافها في طوابير طويلة تسبب هدرًا لأوقات المتسوقين والزائرين، إضافة إلى إغلاق بعض الطرقات المؤدية إلى حارة العقر الأثرية السياحية التي تشهد رواجًا سياحيًّا وتعد إرثًا يقصده كل زائري الولاية خاصة بعد عمليات التطوير التي شهدتها الحارة، وبرغم الجهود الأهلية لتطوير الحارة والأزقّة والطرقات الداخلية وترميم المنازل لاستغلالها كمنازل فندقية أو محلات تجارية متنوّعة إلا أن مشكلة الوصول إلى الحارة ظهرت جلية بسبب ضيق الشوارع المؤدية لها وكذلك عدم انسيابية حركة المرور من سوق نزوى إلى الخارج والداخل؛ وتتضاعف المشكلة كثيرًا خلال أيام نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية وكذلك الأيام التي تسبق الأعياد الدينية وليالي شهر رمضان المبارك، وتفتقر الساحة العامة بالسوق إلى التنظيم وتحديد مسارات الدخول والخروج منها وتنظيم مواقف السيارات بها حيث تتسم حاليًّا بالعشوائية فتجد الشاحنات والحافلات الكبيرة وسيارات نقل المواشي تقف جنبًا إلى جنب مع السيارات الصغيرة دون اعتبارات لما تسببه من إعاقة الحركة وحجز مساحات كبيرة من المواقف المخصصة للسيارات الصغيرة وكذلك عرقلة انسيابية المرور في الطريق.

يقول سعود بن سالم الفرقاني، عضو المجلس البلدي بمحافظة الداخلية ممثل ولاية نزوى: إن هذه المشكلة تتزايد يومًا بعد يوم وبحاجة ماسة لتضافر الجهود سواءً كانت جهودا حكومية أو أهلية وكذلك تعاون قائدي المركبات وتفهمهم لخصوصية السوق وضيق الطرقات المؤدية إلى حارة العقر، وقمنا بدراسة عددٍ من المقترحات على مستوى المجلس البلدي للوصول إلى حلول مؤقتة أو دائمة ونأمل أن نرى التجاوب المطلوب حيث قدّمنا مقترحات بأن تكون مسارات الطرق داخل حارة العقر باتجاه واحد من خلال الدخول من الطريق المؤدي إلى قلعة نزوى ثم الخروج من الطريق المقابل للساحة العامة للسوق وهذا سوف يساعد على انسيابية الحركة بصورة أفضل ويمنع تلاقي سيارتين في اتجاهين مختلفين في الشوارع الضيّقة، ومن بين المقترحات التي سترى النور فتح الطريق المحاذي للوادي الأبيض من الجهة الغربية حتى مسجد الإمام الوارث بن كعب؛ الأمر الذي يؤدي إلى استغناء المتجهين لجنوب الولاية عن الدخول للشارع الرئيسي عند ساحة السوق وبالتالي يسهّل خروجهم جنوبًا بسلاسة.

وأضاف الفرقاني: خلال الفترة الفائتة زارت مجموعة من الوزراء السوق وحارة العقر للوقوف على طبيعة المنطقة وقمنا برفدهم ببعض المقترحات كل في مجال اختصاصه ونتطلّع إلى تجاوبهم واعتماد بعض الحلول، كما أننا نهيب بسائقي المركبات التعاون وإيقاف مركباتهم في الساحة العامة عند زيارتهم لحارة العقر حيث تكون الزيارة أكثر فائدة ومتعة خاصة أن المسافة قصيرة لا تتعدّى مئات الأمتار ويمكن للزائر الاستمتاع بمفردات الأزقّة والمحلات التجارية والمقاهي والوقوف والمشي على راحته عِوضًا عن إضاعة وقته في البحث عن موقف داخل الحارة وذلك لمحدودية المواقف التي تذهب غالبيتها لقاطني المكان أو مشغّلي الفنادق والنزل التراثية.

وفيما يتعلّق بتأثر الساحة العامة والطرق الرئيسية بالسوق خلال نزول الأمطار قال الفرقاني: نأمل أن يلتقي الشباب أصحاب الأفكار التخطيطية مع المسؤولين في جلسة عصف ذهني تكون مختبرًا للأفكار للخروج بأفضل المقترحات لمعالجة هذا الموضوع حيث من الممكن الوصول لحلول تسهّل تنفيذ خطة الحد من تأثيرات الأودية على مرتادي السوق والبائعين خاصة أن الكثير من الحالات الجوية تسببت في خسائر كثيرة في الممتلكات نظرًا لعدم وجود بدائل لعبور الأودية.

وقت الذروة

ويتحدّث ناصر بن عبدالله العبادي، وكيل وقف سور وحارة العقر عن صعوبات إدارة الموقع خلال أوقات الذروة وما تسببه حركة المركبات من تكدّس وبطء الانسيابية بسبب ضيق المسارات وعدم التزام مجموعة من السائقين بتعليمات الدخول، وأهمية تفعيل مبادرة المسار الواحد، حيث يقول: كوكلاء لحارة العقر قمنا بالكثير من المجهودات لجعل الحارة مزارًا سياحيًّا واستغلال مقوّمات المكان وكل ذلك بجهود شخصية من الأهالي والقائمين على الوقف، وكنّا نأمل أن تتضافر جهود الجميع من أجل تذليل الصعوبات التي تتمثّل في صعوبة الحركة والتنقل من مكان إلى آخر لضيق الطرقات الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة الحركة والتأخر عن الأعمال وقضاء المصالح حيث ضياع الوقت والانتظار لساعات طويلة، وكذلك الصعوبة عند إسعاف الحالات الطارئة بسبب تكدّس السيارات عند المداخل الرئيسية للسوق وبالتالي عدم سلاسة سير الحركة.

وقال العبادي: هناك الكثير من المقترحات التي تم رفد الجهات ذات الاختصاص بها من بينها ربط الحارة بالطريق والمسار الجديد المقترح القادم من مسجد الإمام الوارث بن كعب حتى مواقف السوق، وإضافة حارة أو حارتين للقادمين بعد إشارة المرور قبل الساحة العامة لدخول السوق وللخارجين منه لمنع الاختناق المروري حيث إن المشكلة الآن في وجود حارة واحدة فقط للقادمين من الشرق والشمال، ومن ضمن المقترحات هي عدم السماح بدخول الحارة بالسيارات الخاصة وإيقافها في المواقف المخصصة خارج السوق وفي الساحة العامة باستثناء الأهالي ساكني الحارة وما جاورها كي يستمتع السائح بمفردات الحارة وما تضمّه من أزقّة وطرقات كذلك لوجود السيارات الكهربائية الصغيرة للتنقّل إن دعت الحاجة.

وأضاف: نقترح أهمية وجود الشرطة السياحية لتحقيق هذا الهدف ولضبط الداخلين ومتابعة الالتزام باللوائح والنظم العامة. وانتقل للحديث عن بعض الجوانب المكمّلة لاستقطاب الزائرين فقال: عندما يشعر السائح سواءً كان من الداخل والخارج بالراحة خلال زيارته للسوق ومحيطه ستكون هناك نقلة إضافية، ونقترح أن يواكبها توفير مرفق صحي لإسعاف الحالات المستعجلة وإيجاد حراك تسويقي تشاركي وتكاملي لتفعيل أدوات الجذب السياحي وكذلك إقامة محطات أو أبراج لتقوية شبكات الهواتف والإنترنت واستبدال الأسفلت بالقطع الصخرية والمسماة «الصلافا» لتكون فرشًا أرضيًّا على طريق الحارة، والاستعجال في استكمال ترميم سور العقر باعتباره المعلم الأبرز في الجذب السياحي والترويج السياحي في الحارة والمنطقة وضرورة دعم الحكومة له.

مقترحات

حملنا هذه الاستفسارات والمقترحات للمهندس سليمان بن حمد السنيدي، مدير عام بلدية الداخلية، حيث أشاد بالتعاون الوثيق بين المواطنين وتواصلهم مع البلدية من أجل وضع حلول للمشكلة، موضّحًا أن البلدية لم تألُ جهدًا في سبيل الحد من الازدحام بمنطقة السوق وحارة العقر وخاصة خلال أيام المناسبات، مضيفًا: إن البلدية وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة قد وضعت عدة مقترحات وحلول بدأ تنفيذ بعض منها وهناك دراسات لاستكمال تنفيذ الباقي، ويجري في الوقت الحالي إنشاء طريق من نهاية الساحة الجنوبية للسوق سيكون مخرجًا للراغبين في الاتجاه جنوبًا نحو منطقة غاف الشيخ وقرية فرق وخارج الولاية حيث يمتد هذا الطريق ليلاقي الطريق العام عند ضريح الإمام الوارث بن كعب ونتوقّع أن يسهم في علاج جزء من المشكلة، ومن ضمن المقترحات إضافة حارة للمتجهين جنوبًا من تقاطع إشارات السوق تكون غير مرتبطة بالإشارات المرورية لتسهم في انسيابية الحركة بحيث إن القاصد للجنوب لا يتوقّف عند الإشارات بل يواصل طريقه من مخرج الساحة الجنوبية، كما يجري العمل حاليًّا في رصف أجزاء من الساحتين الشمالية من تحت الجسر إلى بداية الساحة الحالية حيث نتوقع أن تستوعب الكثير من المركبات وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للساحة الجنوبية.

وفيما يتعلّق بمداخل ومخارج السوق هناك إجراء لإعادة تخطيط الساحات والمداخل وتنظيم حركة الداخلين والخارجين وتقسيم الساحات حسب نوعية السيارات كتخصيص أماكن لسيارات بيع المواشي خلال فترة الأعياد، والسيارات التي تبيع المنتجات، بالإضافة إلى أماكن لسيارات المتسوقين والزائرين بحيث يكون لكل فئة مكانها المخصص.

أما فيما يتعلّق بالزائرين لحارة العقر فهناك تنسيق مع قيادة الشرطة لتفعيل المسار الواحد في حارة العقر حيث إنه الآن في مرحلة التجريب والانتقال للمرحلة الإلزامية ووضع الصيغة القانونية للقرار بحيث نصل لمرحلة يلتزم فيها السائق بالتعليمات والأنظمة وهذا يتطلّب تعاونًا وثيقًا من جانب الزائرين خاصة أن الحارة بها مقوّمات قد لا يتمكن الزائر من التعرّف عليها وهو بسيارته وهناك خطة مماثلة بالنسبة للحارة كتنسيق الممرات لتتلاءم مع الشكل الهندسي للحارة والسور والاستغناء عن الأسفلت وتعويضه بالأحجار؛ كما عقدنا جلسات مع وكلاء أوقاف الحارة لتدارس مقترحات استغلال الإيرادات لتطوير العمل ونثمّن جهود الوكلاء وما يبذلونه في سبيل الارتقاء بالخدمات في كافة الجوانب.

خصوصية السوق

وأضاف المهندس سليمان السنيدي: ندرك خصوصية سوق نزوى وتفرّده ومردوده الاقتصادي والتراثي والسياحي حيث نسعى لمزيد من الاهتمام ودعم الباعة فيه من خلال تهيئة الظروف الملائمة لهم، ونحرص على تنظيم العمل وتوجيه السائقين من خلال الإرشاد والتوجيه الأمر الذي يتطلّب وقتًا وتعاونًا وبث الوعي بأهمية ركن السيارات في مواقفها وعدم التنقّل بالسيارات إلا للضرورة، ونأمل عدم دخول السيارات إلى السوق المركزي إلا للباعة وأصحاب الأعمال لتوفير مساحات تسهم في انسيابية الحركة بصفة دائمة، ومثل هذه المقترحات جاءت من دراسات ومقارنات لأوضاع مشابهة.

معالجة آثار الأودية

وانتقلنا للحديث عن ظاهرة التأثر والانقطاع شبه التام للحركة في السوق خلال الأنواء المناخية ونزول الأودية وما يصاحبها من خسائر في الممتلكات كما حدث خلال الأنواء الأخيرة وحجم المخلفات التي تتراكم في الساحات وتعوق النشاط فترة من الزمن فأوضح: إن الأمر قيد الدراسة؛ حيث إن هناك دراسة استشارية لشركة للنظر في وضع السوق من كافة الجوانب ونأمل أن تكون حلًا دائمًا، وعلى الجانب الآخر نحن نرحب بالمقترحات التي يتقدّم بها أهالي الولاية لعلاج المشكلة وندرك أهمية الموضوع والحاجة الماسّة لحل جذري يساعد الجميع ولكن كما يعلم الجميع فإن كمية المياه التي تأتي بها الأودية لا أحد يتوقّعها لذلك فإن من بين الحلول وضع سدود حماية في مسارات الأودية لتقليل كمية المياه المندفعة وسنضع كل الرؤى ونحاول مع الجهات ذات العلاقة لإنجاز الحلول التي تختص بهم.