العرب والعالم

تظاهرات غاضبة في بيروت تطالب بالعدالة بعد عام على انفجار المرفأ لبنان يناشد دعم المجتمع الدولي ومؤتمر باريس يشدد على الاصلاحات

04 أغسطس 2021
04 أغسطس 2021

بيروت-وكالات: خرجت مسيرات عدة في بيروت في ذكرى مرور عام على انفجار المرفأ الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص ودمر أحياء في المدينة وفاقم انهياراً اقتصادياً ينهش لبنان، مطالبة بالعدالة ومحاسبة المسؤولين عن الكارثة.

وتزامنا، عقدت الدول المانحة عبر تقنية الفيديو بدعوة من فرنسا وبرعاية الأمم المتحدة، مؤتمرها الثالث منذ الانفجار لدعم حاجات اللبنانيين وعد خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمساعدات جديدة للشعب اللبناني بقيمة مئة مليون يورو.

وفي الرابع من أغسطس 2020، اندلع حريق في مرفأ بيروت تلاه انفجار هائل وصلت أصداؤه إلى جزيرة قبرص، قتل 214 شخصا وألحق دماراً ضخماً في المرفأ وأحياء في محيطه وطالت أضراره معظم المدينة وضواحيها.

ووسط انتشار لقوى الجيش والأمن، خرج مئات المتظاهرين، بينهم محامون بردائهم الأسود وأطباء بزيهم الأبيض، من نقاط عدة باتجاه المرفأ. وستكمل بعض التظاهرات مسيرها لاحقاً إلى مجلس النواب.

ودعا أهالي الضحايا وأطباء ومحامون ومهندسون وأحزاب معارضة ومجموعات تأسست خلال احتجاجات 2019 ضد الطبقة الحاكمة إلى التظاهر رافعين شعار "العدالة الآن".

ومن مقر فوج إطفاء بيروت، انطلق أهالي عناصر فوج الاطفاء العشرة، الذين قتلوا في الانفجار. وقالت وفاء كرم (37 عاماً)، شقيقة أحدهم، "قتلونا ودمرونا.. نريد أن نعرف من قتل أشقاءنا ودمر حياتنا". وأضافت "هذه جريمة بحق الوطن.. ونحن لن نسكت".

وأعلنت السلطات أمس يوم حداد. لكن لا مشاركة رسمية في أي من النشاطات المقررة.

ولا زال اللبنانيون ينتظرون أجوبة لتحديد المسؤوليات والشرارة التي أدت إلى وقوع أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم.

وحدّد أهالي الضحايا الإثنين مهلة 30 ساعة للمسؤولين لرفع الحصانات عن مسؤولين استدعاهم قاضي التحقيق طارق بيطار ليمثلوا أمام القضاء.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ينشر مستخدمون منذ أسابيع دعوات للتعبئة من أجل المشاركة في التجمعات والتظاهرات أمس، مع شعارات وأوسام مختلفة "كلنا ضحايا، كلهم مسؤولون"، "ارفعوا_الحصانات_الآن"، "لن_ننسى".وأكدت مصادر قضائية لوكالة فرانس برس أن الجزء الأكبر من التحقيق انتهى.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المؤتمر الدولي، الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة، بتقديم مئة مليون يورو للاستجابة لحاجات السكان.

واعتبر ماكرون في المقر الرئاسي الصيفي في بروم لي ميموزا أن المسؤولين اللبنانيين "مدينون للشعب بالحقيقة" معتبراً أنهم يراهنون على "اهتراء" الوضع أكثر وهذا "خطأ تاريخي وأخلاقي".

فيما شكا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس من عدم إحراز تقدم في لبنان.

وقال ماس في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس"بعد مرور عام على الانفجار في مرفأ بيروت، لا يزال حجم الدمار مروعا وخلفيات هذه الكارثة غير واضحة".

وذكر ماس أنه بالرغم من مرور عام، لم يتحسن الوضع هناك بالنسبة للعديد من المتضررين.

وقال ماس: "لا يوجد حتى الآن أي تقدم على الإطلاق في تشكيل الحكومة أو تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل"، معتبرا ذلك تصرفا غير مسؤول

ووعد ماس بتقديم ألمانيا المزيد من المساعدات خلال مؤتمر دعم لبنان، مشيرا في المقابل إلى أن الوضع الصعب في لبنان لا يمكن حله إلا من قبل السياسيين هناك، وقال: "يجب أن يتحركوا بسرعة الآن".

وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون أمسأن لبنان يمر اليوم بأصعب أوقاته وبحاجة إلى مساندة من المجتمع الدولي، مشددا على التزامه بتحقيق العدالة وبمحاسبة كل من يثبت التحقيق تورطه في انفجار مرفأ بيروت .

وقال عون ، في كلمة خلال مؤتمر دعم لبنان وشعبه في باريس عبر تقنية الفيديو كونفرانس أمس ، إن سنة مرت على الكارثة التي ضربت قلب بيروت ولا يزال السعي إلى الحقيقة وإحقاق العدالة الكاملة مطلبا لكل لبناني.

وأضاف أن "لا أحد فوق سقف القانون مهما علا شأنه، وليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، حتى تبيان الحقائق وتحقيق العدالة المنشودة في انفجار مرفأ بيروت" .

وقال عون :"نحن في مرحلة جديدة، وآمل تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي".

ميقاتي : لبنان في خطر ولا شيء ينقذه سوى الوحدة

بدوره أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي أمس أن لبنان في خطر، ولا شيء ينقذه سوى الوحدة والترفع عن الأنانيات والمصالح الشخصية.وقال ميقاتي ، في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت اليم ، "إننا نقف إلى جانب أهالي الضحايا في ما يطالبون به لجهة تحقيق العدالة وإظهار الحقيقة كاملة".

وطالب " الجميع بوجوب التعاون مع القضاء من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، وإنزال العقاب بجميع الذين كانت لهم يد في هذه الجريمة بحق الوطن والشعب".

كما طالب البابا فرنسيس أمس،ب"بمبادرات ملموسة" من أجل لبنان .

ومنذ انفجار المرفأ، يقدّم المجتمع الدولي مساعدات إنسانية مباشرة الى اللبنانيين من دون المرور بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد والهدر، فيما يشترط تشكيل حكومة تقوم بإصلاحات جذرية لتقديم دعم مادي يساعد على اخراج لبنان من أزمته الاقتصادية.

لكن رغم الأزمات المتلاحقة والضغوط الدولية، فشل المسؤولون اللبنانيون بالتوصل إلى اتفاق يتيح تشكيل حكومة منذ استقالة حكومة دياب إثر الانفجار، والتي لا تزال تقوم بمهام تصريف الأعمال.