No Image
العرب والعالم

بوتين يزور ماريوبول للمرة الأولى في "جولة مفاجئة "للمناطق التي تسيطر عليها روسيا

19 مارس 2023
رئيس المفوضية الأوروبية السابق لا يتوقع انضماما سريعا لأوكرانيا للاتحاد الأوروبي
19 مارس 2023

عواصم " وكالات": أفادت وسائل إعلام روسية رسمية اليوم الأحد بأن الرئيس فلاديمير بوتين قام بزيارة مفاجئة لميناء ماريوبول الذي دمرته الحرب، وذلك في أول زيارة له إلى مناطق تسيطر عليها روسيا في دونباس بشرق أوكرانيا منذ بدء الحرب في أعقاب حصار استمر أشهرا في بداية الهجوم الذي تشنّه موسكو في أوكرانيا.

جاءت الزيارة بعد أن سافر بوتين إلى شبه جزيرة القرم أمس في زيارة غير معلنة للاحتفال بالذكرى التاسعة لضم روسيا لشبه الجزيرة من أوكرانيا وبعد يومين فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.

ولم يعلق بوتين علنا بعد على مذكرة الاعتقال لكن بعض المراقبين اعتبروا زياراته لمناطق أوكرانية تدعي روسيا سيادتها عليها بمثابة تحد.

واكد الكرملين الأحد إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر في اللحظة الأخيرة التوجه إلى ماريوبول بعد زيارته السبت شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، مشددا على الطبيعة "العفوية" لرحلته.

وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن أول زيارة للرئيس الروسي لماريوبول "كان كل ذلك عفويا". وأكد أن "تنقّلاته في المدينة لم يخطط لها أيضا".

وكانت مدينة ماريوبول قد سقطت في يد روسيا في مايو بعد واحدة من أطول المعارك وأكثرها دموية في الحرب، وشكلت أول انتصار كبير لروسيا بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف وتركيزها بدلا من ذلك على جنوب شرق أوكرانيا.

وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن قصف روسيا في بداية الصراع لمستشفى للولادة في ماريوبول جريمة حرب.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن بوتين سافر إلى ماريوبول بطائرة هليكوبتر في "رحلة عمل". وتنقل بوتين بين عدة مناطق بالمدينة وتوقف وتحدث للسكان.

وهذه أقرب نقطة من الخطوط الأمامية للحرب يزورها بوتين منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام.

من جانبه، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدد من الرحلات إلى ساحة المعركة لرفع الروح المعنوية لقواته والتحدث عن استراتيجيته، فيما ظل بوتين إلى حد كبير داخل الكرملين أثناء إدارته لما تسميها روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

وتقول كييف وحلفاؤها إن الحرب التي تدخل شهرها الثالث عشر الآن، هو استيلاء استعماري على الأرض قتل الآلاف وشرد الملايين في أوكرانيا.

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام روسية أن بوتين زار عائلة في منزلها بحي نيفسكي في ماريوبول، وهو حي سكني جديد بناه الجيش الروسي هناك وبدأ السكان في الانتقال للعيش فيه في أواخر سبتمبر.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن مارات خوسنولين نائب رئيس الوزراء الروسي الذي رافق بوتين قوله إن السكان يعودون بشكل "نشط" للمنطقة.

وقبل الحرب كان يعيش في ماريوبول حوالي نصف مليون نسمة، ويوجد بها مصنع آزوفستال للصلب وهو أحد أكبر المصانع في أوروبا.

وقال خوسنولين "وسط المدينة تضرر بشدة... نريد أن ننهي (إعادة بناء) وسط المدينة بنهاية العام.. على الأقل الواجهة. وسط المدينة جميل للغاية".

وبثت وسائل إعلام روسية لقطات فيديو تظهر بوتين وهو يقود سيارة ليلا عبر منطقة بنيت حديثا وتظهره أيضا وهو يسير داخل ما قالت وسائل إعلام إنها دار للأوركسترا جرى ترميمها في ثلاثة أشهر فقط.

وتقع ماريوبول في دونيتسك، إحدى المناطق الأربع التي أعلن بوتين من جانب واحد ضمها لبلاده في سبتمبر. ونددت كييف وحلفاؤها الغربيون بهذه الخطوة ووصفوها بأنها غير قانونية. وتشكل دونيتسك إلى جانب لوجانسك غالبية الجزء الصناعي في دونباس من أوكرانيا الذي شهد أكبر معركة في أوروبا منذ عشرات السنين.

وذكرت وسائل إعلام روسية اليوم الاحد أن بوتين التقى أيضا بالقيادة العليا لعمليته العسكرية في أوكرانيا بما في ذلك رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف المسؤول عن حرب موسكو في أوكرانيا.

وفي سياق آخر، ذكر محللون بريطانيون في شؤون الدفاع اليوم الأحد أن التحول المؤقت إلى عاصمة إقليمية بديلة في "زابوريجيا أوبلاست" وهي واحدة من أربع مناطق ضمتها روسيا بشكل غير شرعي - "من المرجح أن يكون اعترافا ضمنيا" بأن روسيا تفشل في تحقيق أهدافها.

وكانت السلطات في المنطقة، التي تسيطر عليها روسيا قد ذكرت في الثالث من مارس الجاري أن ميليتوبول المحتلة، ستحل بشكل مؤقت محل مدينة "زابوريجيا"، بوصفها العاصمة الإدارية، حتى تسيطر عليها روسيا، طبقا لما ذكرته وزارة الدفاع البريطانية في أحدث تغريداتها للاستخبارات الدفاعية.

وأضافت الوزارة أن موسكو لم تسيطر مطلقا على مدينة "زابوريجيا"، وهي مدينة صناعية تضم حوالي 70 ألف نسمة، على بعد حوالي 35 كيلومترا من خط المواجهة الحالي.

وذكرت تغريدة أخرى "الإعلان الهادئ لعاصمة بديلة، من المرجح أن يكون اعترافا ضمنيا، داخل النظام الروسي بأن قواته من المستبعد جدا أن تسيطر على أهداف رئيسية، كانت تخطط لها سابقا، في المستقبل القريب".

التخذير من اثارة توقعات غير واقعية

وفي الشأن الاكراني، حذر الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر من إثارة توقعات غير واقعية لدى أوكرانيا بالانضمام السريع للاتحاد الأوروبي.

وقال يونكر في بودكاست (تسجيل صوتي) لصحيفة "لوكسمبورجر فورت" في تصريحات تم نشرها اليوم الأحد: "أعتقد انطلاقا من الأسباب المعلنة أن أوكرانيا بحاجة لفرص للانضمام، ولكنني مستاء للغاية من تهور كثير من الساسة العاملين بالغرب الذين يتعهدون لأوكرانيا بانضمام سريع، فأنا لا أرى ذلك".

وأضاف يونكر أنه ليس "طريقا ممهدا" أن يتم استقبال بلد في حالة حرب وبالتالي لا يمكنه التطور بشكل كامل في مساعي الإصلاح، داخل الاتحاد الأوروبي ببساطة على هذا النحو.

واستدرك قائلا: "ولكن على المدى الطويل سوف تنضم أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، أرى ذلك أمرا محتملا تماما بعد الأحداث الأخيرة".

وأعرب يونكر عن قلقه تجاه الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وقال إنه سعى بنفسه دائما إلى الحوار مع روسيا، وكذلك مع الصين، وأشار إلى أنه يرى حاليا "أنه يتعين علينا الإبقاء على اتصالات مع روسيا والصين ويتعين علينا إرسال إشارة بالاستعداد لإجراء مباحثات".

ولكنه أشار إلى أن حقيقة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يظهر أي رغبة في إجراء "مباحثات سلام حقيقية".

الجيش الأوكراني: قادرون على إمداد القوات في باخموت

وميدانيا، قال الجيش الأوكراني ن القوات الأوكرانية خارج مدينة باخموت بشرق البلاد ما زالت قادرة على وقف تقدم الوحدات الروسية بما يسمح بتسليم الذخيرة والأغذية والمعدات والأدوية للقوات التي تدافع عن المدينة.

وجعلت روسيا من الاستيلاء على باخموت أولوية في استراتيجيتها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا. وتعرضت المدينة لدمار كبير بسبب القتال الدائر منذ شهور، إذ تشن روسيا هجمات متكررة.

وقال المتحدث باسم الجيش الاوكراني سيرهي شيريفاتي لقناة آي.سي.تي.في التلفزيونية "قادرون على إيصال الذخائر والمواد الغذائية والعتاد والأدوية الضرورية إلى باخموت. بإمكاننا أيضا إخراج جرحانا من المدينة".