الكرملين: عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "مسألة حاسمة"
عواصم " وكالات ": قال الكرملين اليوم الاثنين إن عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي مسألة حاسمة في المحادثات بشأن تسوية سلمية محتملة وأنها موضع نقاش خاص.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "بطبيعة الحال هذه المسألة هي أحد أحجار الزاوية وبالطبع هي موضع نقاش خاص".
وقال بيسكوف إن روسيا تتوقع تلقي مستجدات من الولايات المتحدة بعد محادثات واشنطن مع الدول الأوروبية وأوكرانيا في برلين.
وسعت أوكرانيا إلى رفض الخطة الأصلية التي دعمتها الولايات المتحدة واعتبرتها كييف وحلفاؤها الأوروبيون تلبي مطالب موسكو التي ترغب في أن تتخلى كييف عن كامل منطقة دونباس الواقعة بشرق البلاد ووضع قيود كبيرة على قدراتها العسكرية.وأظهر الاستطلاع أن 72 %من الأوكرانيين مستعدون لاتفاق يجمد خط الجبهة الحالي ويتضمن بعض التنازلات.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا أوكرانيا بالتخلي رسميا عن طموحاتها للانضمام لحلف شمال الأطلسي وسحب قواتها من المناطق التي لا تزال كييف تسيطر عليها في دونباس والتي تمثل نحو 10 % من المنطقة. وقالت موسكو أيضا إن أوكرانيا يجب أن تكون دولة محايدة مع عدم السماح بتواجد قوات من حلف شمال الأطلسي بها.
في الجهة الاخرى، يضغط الرئيس الامريكي ترامب من أجل وضع حد للحرب التي اندلعت منذ نحو أربع سنوات، لكن كييف وحلفاءها في أوروبا يحاولون تجنّب تسوية تصب في مصلحة روسيا.
وما زالت التساؤلات قائمة بشأن مجموعة من القضايا من بينها التنازلات الأوكرانية عن أراض والضمانات الأمنية المستقبلية لكييف ومسألة إن كانت موسكو ستوافق على أي مقترح يعرضه الأوروبيون والأمريكيون.
وكتب ميرتس على "إكس" "نريد سلاما دائما في أوكرانيا.. أمامنا أسئلة صعبة لكننا عازمون على المضي قدما".
وفي السياق ذاته، عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخلي عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال محادثات استمرت خمس ساعات مع مبعوثين أمريكيين في برلين امس لإنهاء الحرب مع روسيا.
وتمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا لأوكرانيا التي تناضل من أجل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بوصفه ضمانة في مواجهة الهجمات الروسية، وأدرجت هذا الطموح في دستورها.
وتلبي هذه الخطوة أيضا أحد أهداف روسيا في الحرب رغم أن كييف متمسكة حتى الآن بموقفها الرافض للتنازل عن أي من أراضها لموسكو.
وقال زيلينسكي ردا على أسئلة صحفيين عبر واتساب "منذ البداية، كانت رغبة أوكرانيا هي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.. هذه ضمانات أمنية حقيقية. لكن بعض الشركاء من الولايات المتحدة وأوروبا لم يدعموا هذا الاتجاه".
وأضاف "وبالتالي، فإن الضمانات الأمنية الثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، والضمانات الشبيهة بالمادة الخامسة (من معاهدة حلف شمال الأطلسي) المقدمة لنا من جانب الولايات المتحدة، والضمانات الأمنية من الزملاء الأوروبيين، وكذلك دول أخرى مثل كندا واليابان، هي فرصة لمنع غزو روسي آخر".
وتابع "هذا بالفعل حل وسط من جانبنا"، مشيرا إلى أن الضمانات الأمنية يجب أن تكون ملزمة قانونيا.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا بأن تتخلى أوكرانيا رسميا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تسحب قواتها من نحو 10 %من إقليم دونباس الذي لا تزال كييف تسيطر عليه. كما تشدد موسكو على ضرورة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، وألا يُسمَح بتمركز قوات تابعة للحلف على أراضيها.
وقالت مصادر روسية في وقت سابق من هذا العام إن بوتين يريد تعهدا "مكتوبا" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة باتجاه الشرق، في إشارة مختصرة إلى استبعاد رسميا عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وجمهوريات أخرى كانت ضمن الاتحاد السوفيتي قبل انهياره.
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إن "تقدما كبيرا أحرز" خلال اجتماعه مع زيلينسكي هو وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب في أحدث محاولة لإنهاء أكثر الصراعات إزهاقا للأرواح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن لم يكشف عن التفاصيل الكاملة للاجتماع.
ثلاثة أرباع الأوكرانيين يرفضون تقديم تنازلات
الى ذلك، أظهر استطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع اليوم الاثنين أن ثلاثة أرباع الأوكرانيين يرفضون تقديم تنازلات كبيرة من أجل أي اتفاق سلام، مما يعكس حجم التحدي الذي يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي وهو يتفاوض تحت ضغط من البيت الأبيض لإنهاء الحرب مع روسيا.
وأكد 75 %أن أي خطة تميل لصالح روسيا وتتضمن تنازل أوكرانيا عن أراض أو وضوع قيود على حجم جيشها دون الحصول على ضمانات أمنية واضحة "غير مقبولة على الإطلاق".
وأُجري الاستطلاع بين أواخر نوفمبر ومنتصف ديسمبر، وشمل 547 مشاركا في أنحاء الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
في غضون ذلك، عبر 63 %من الأوكرانيين عن استعدادهم لمواصلة القتال، وقال تسعة بالمئة فقط إنهم يعتقدون أن الحرب ستنتهي بحلول أوائل عام 2026.
وتسعى كييف وحلفاؤها الأوروبيون إلى الحصول على ضمانات أمنية من واشنطن كجزء من أي اتفاق، وقال زيلينسكي أمس إن أوكرانيا ستتخلى عن طموحاتها للانضمام لحلف شمال الأطلسي في مقابل ذلك.
وعبر 21 %فقط من الأوكرانيين عن ثقتهم في واشنطن بانخفاض من 41 %في ديسمبر الماضي. وتراجعت الثقة في حلف شمال الأطلسي إلى 34 %من 43% خلال الفترة نفسها.
فاديفول: مفاوضات السلام في أوكرانيا لم تكن جادة سابقا
وفي برلين، شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على أهمية المحادثات الجارية حول احتمال التوصل إلى سلام في أوكرانيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود قدر من عدم اليقين.
وفي تصريحات لإذاعة "دويتشلاندفونك"، قال فاديفول اليوم الاثنين:"لم تكن المفاوضات جادة من قبل كما هي الآن. إنها تجرى بكثافة شديدة".
وأضاف السياسي المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس المسيحي الديمقراطي أنها "مفاوضات جوهرية، لكننا لن نعرف ما إذا كانت ستنجح أم لا، إلا في نهاية الأسبوع. ومع ذلك، فإن كل جهد يبذل في هذا الظرف التاريخي يستحق العناء بالطبع من أجل إنهاء هذا الموت المروع أخيرا ووضع حد لهذه الحرب".
وتجرى حاليا في العاصمة الألمانية برلين مفاوضات بمشاركة مفاوضين أمريكيين ووفد أوكراني برئاسة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال فاديفول:"ما لا نعرفه حتى اليوم هو ما إذا كانت هناك بالفعل إرادة جادة لديه لإنهاء هذه الحرب. فهو لم يوافق حتى الآن على وقف إطلاق النار، ولم يلتزم به".
وسعى زيلينسكي خلال هذه المحادثات في المقام الأول إلى مناقشة مقترحاته الأخيرة بشأن خطة السلام التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبحسب كييف، يدور الأمر حول خطة من 20 نقطة يفترض أن تنتهي بوقف لإطلاق النار. وقد بدأ الرئيس الأوكراني ومستشاروه وممثلون عن الولايات المتحدة محادثاتهم في برلين أمس. ويرأس الوفد الأمريكي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي.
وقال فاديفول للإذاعة: "لا يتعلق الأمر فقط بإنهاء هذه الحرب، وهو بالطبع أمر صحيح وضروري ومنطقي، بل إنه يتعلق أيضا بالتوصل إلى حل قابل للاستمرار في المستقبل".
وأضاف الوزير الألماني:" يجب أن نمنع أن تكون النتيجة شيئا ينظر إليه في أوكرانيا باعتباره مهينا أو مذلا، وإلا فلن تكون هذه النتيجة قابلة للاستمرار". كما شدد على ضرورة منع تشجيع بوتين على شن هجوم جديد، وأردف:"وهذا هدف طموح ومليء بالتحديات، وليس سهلا على الإطلاق".
كالاس تتحدث عن أسبوع "حاسم" على صعيد تمويل أوكرانيا
وفي شأن آخر، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم الاثنين إن هذا الأسبوع في بروكسل سيكون "حاسماً" بالنسبة لأوكرانيا وتمويل حربها مع روسيا.
وقالت كالاس اليوم "هذا أسبوع بالغ الأهمية" لتمويل أوكرانيا، إذ سيتعين على قادة الاتحاد اتخاذ قرار بهذا الشأن في قمة يعقدونها يومي الخميس والجمعة. وأكدت أن المفاوضات بين الدول الأعضاء الـ 27 بشأن الأصول الروسية المجمدة مستمرة، لكنها "تزداد صعوبة".
تدرس الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل "قرض تعويضات" لأوكرانيا، إلا أن العديد من الدول الأوروبية تبدي ترددا في هذا الموضوع، وعلى رأسها بلجيكا حيث تتركز معظم هذه الأصول الروسية في أوروبا.
وأقرت كالاس بأن "الخيار الأكثر جدوى يتمثل في توفير قرض من أجل تمويل التعويضات، وهذا ما نعمل عليه. لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، والأمر يزداد صعوبة".
لكنها رددت موقفا سبق أن أطلقه رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، قائلة "لن نغادر الاجتماع (القمة) حتى نتوصل إلى نتيجة، حتى نحصل على قرار بشأن تمويل أوكرانيا".
إلى جانب استخدام الأصول الروسية المجمدة، اقترحت المفوضية الأوروبية خيارا آخر يتمثل في تقديم قرض أوروبي، لكنه يصطدم بمعارضة دول أعضاء عدة ولا سيما ألمانيا.
وأكدت كالاس أن هذا الخيار "لا يحظى بالقبول"، مضيفة أن استخدام الأصول الروسية المجمدة يتميز أيضا بأنه لا يُكلف دافعي الضرائب الأوروبيين شيئا، "وهذا أمر بالغ الأهمية".
وأضافت "إنها تبعث برسالة واضحة: إذا ألحقتم كل هذا الضرر بدولة أخرى، فعليكم دفع تعويضات".
وأكدت كالاس مجددا أن قرار استخدام هذه الأصول المجمدة يمكن أن تتخذه أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء، ولكن لا مجال للقيام بذلك من دون بلجيكا.
وتابعت "أعتقد أنه من الضروري إشراكهم، أيا كان قرارنا".
