الكرملين "يشكك "في قدرة زيلينسكي على اتخاذ قرارات بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية
عواصم " وكالات":قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الخميس إن الكرملين يدرس الوثائق المتعلقة بإنهاء الحرب في أوكرانيا والتي أحضرها المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف إلى موسكو من الولايات المتحدة موضحا بأن الكرملين لا يزال يعتقد بضرورة إجراء مفاوضات حل النزاع الأوكراني في جلسات مغلقة.
وقال بيسكوف، لوسائل إعلام روسية ردا على طلب التعليق على تقرير لوسائل إعلام غربية أفادت أخيرا بأن روسيا تسعى لتعديل خطة التسوية التي لا تزال قيد النقاش بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، "لن يكون هناك أي تعليق. ما زلنا نؤمن بضرورة إجراء جميع المفاوضات في جلسات مغلقة"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وفي وقت سابق، صرح بيسكوف، بأن روسيا لا ترغب في إجراء مفاوضات "عبر مكبرات الصوت"، بشأن التسوية الأوكرانية.
وقال بيسكوف، في تصريحات للصحفيين، "هذا هو جوهر عملية التفاوض، وأود التأكيد مجددا على أننا لا نرغب في إجراء المفاوضات عبر مكبرات الصوت".
تساءل بيسكوف، عما إذا كان بإمكان الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، اتخاذ قرارات مناسبة نحو تسوية سياسية ودبلوماسية للصراع في أوكرانيا.
وقال بيسكوف، للصحفيين متحدثا عن تقارير حول خطاب زيلينسكي بمناسبة عيد الميلاد، "أود أن أسأل نفسي ما إذا كان (فلاديمير زيلينسكي) قادرا على اتخاذ قرار مناسب نحو تسوية بالوسائل السياسية والدبلوماسية"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف بيسكوف "لقد رأينا التقرير حول خطاب زيلينسكي الغريب حقا بمناسبة عيد الميلاد. إنه خطاب غير متحضر، ومرير، ويبدو أنه صادر عن شخص غير مستقر قليلا".
وقال بيسكوف "وفقا للخطة (التسوية السلمية) نقوم بتحليل ما سلـمه دمترييف إلى بوتين. سنواصل تحليل هذه المواد، وبناء على قرارات رئيس الدولة، سنواصل تواصلنا مع الأمريكيين".
وفي مقطع فيديو بمناسبة عيد الميلاد، تمنى زيلينسكي لشخص ما "الهلاك" (أو "الموت")، مصرحا بأن هذه ستكون أمنية جميع الأوكرانيين في العيد القادم. ولم يوضح لمن كانت هذه الكلمات موجهة.
وأثار خطاب عيد الميلاد الذي ألقاه زيلينسكي، والذي تمنى فيه الموت لشخص ما، انتقادات حادة.
وقال الصحفي الأيرلندي، تشي باوز، عبر منصة "إكس"، إن زيلينسكي أعرب عن رغبته في الموت في خطابه بمناسبة عيد الميلاد لأنه لا يلتزم بالديانة المسيحية.
وكتب باوز "إنه ليس مسيحيا. ربما هذا ما يسمح له بتمني الموت للآخرين ليلة عيد الميلاد".
من جانبه ، دعا البابا لاوون الرابع عشر اليوم الخميس أوكرانيا وروسيا للتحلّي بـ"الشجاعة" للدخول في حوار "صادق ومباشر" في ظل الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية لوضع حد للحرب المتواصلة منذ نحو اكثر من أربع سنوات.
وقال في رسالته "لمدينة روما والعالم" بمناسبة عيد الميلاد "نصلّي بشكل خاص من أجل الشعب الأوكراني المعذّب: ليصمت ضجيج السلاح ولتجد الأطراف المعنية التي يسندها التزام الجماعة الدولية، شجاعة الحوار الصادق والمباشر والجليل".
وتخوض روسيا وأوكرانيا مفاوضات غير مباشرة منذ أسابيع في مسعى للوصول إلى اتفاق سلام يوقف الحرب، بناء على مقترح أمريكي.
وجال البابا على النزاعات المشتعلة حول العالم، في رسالته الميلادية الأولى منذ انتخابه رأسا للكنيسة الكاثوليكية، أمام آلاف المُحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
سياسي يدعو لمبادرة "ألمانية-فرنسية" للتفاوض المباشر
في الاثناء، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (بوندستاج)، أرمين لاشت، إلى إطلاق مبادرة ألمانية-فرنسية للتنسيق المباشر مع روسيا بشأن الخطط الأوروبية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في برلين: "على أوروبا أن تنتهج سياسة خارجية وأمنية قوية ومستقلة... يشمل ذلك أن تكون أوروبا مستقلة وذات سيادة وألا تنقل أفكارها عبر وسطاء أمريكيين".
وأكد لاشت ضرورة "تمثيل خطة السلام الأوروبية، التي تم التنسيق بشأنها مع أوكرانيا، أمام روسيا من موقع قوة وبشكل مشترك"، مشيرا إلى أن أوروبا أعدت خطة سلام وأوكلت نقلها إلى روسيا عبر رجال أعمال أمريكيين مثل المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر.
وانتقد لاشت ذلك، قائلا: "أن نحتاج إلى ويتكوف و كوشنر لإيصال شيء إلى موسكو لا يعد تعبيرا عن الثقة الأوروبية ولا عن السيادة الأوروبية".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح مؤخرا بأن الحديث مجددا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون مفيدا لأوروبا وأوكرانيا للمشاركة مباشرة في مناقشة حول وقف إطلاق النار. وأبدى بوتين استعداده للحديث مع ماكرون، بينما تدرس باريس الآن كيفية إجراء هذا الحوار.
وطالب لاشت بأن تكون أي مبادرة للتواصل مع موسكو مشتركة بين ألمانيا وفرنسا، وقال: "من دون ألمانيا وفرنسا لا يمكن تشكيل أوروبا"، مضيفا أن أي محادثة بين ماكرون وبوتين يجب أن تكون "في إطار أوروبي"، مشيرا إلى أن ماكرون كان دائما مؤيدا للحلول الأوروبية، وقال: "لذلك يمكنني أن أتخيل أنه يريد إشراك ألمانيا وبقية الأوروبيين، وهذا سيكون أمرا مرغوبا فيه".
ويعد لاشت من المدافعين المتحمسين عن التعاون الألماني-الفرنسي، وقد تم منحه عام 2023 لقب قائد في وسام جوقة الشرف الفرنسي تقديرا لجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وكان لاشت قد أبدى مؤخرا انفتاحا تجاه فكرة إنشاء منصب مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لشؤون روسيا، لكنه لم يحدد المستوى الدبلوماسي الذي يجب أن يشغله هذا المبعوث، وقال: "الوضع الحالي، حيث لا أحد يتحدث، وتصدر فقط بيانات من بروكسل، أو تنقل أفكارنا إلى روسيا عبر الأمريكيين، غير مقبول".
وشدد لاشت على أن أوروبا تفتقر "بشكل أساسي إلى الاستعداد لأن تكون فاعلا بنفسها، وأن تكون ذات سيادة، وأن تجري محادثات دولية بنفسها"، وأضاف: "يجب تغيير ذلك أولا، وبعدها يمكن تحديد من يقوم بهذه المهمة".
وبدد لاشت مخاوف من أن تستغل موسكو أي تبادل مباشر مع أوروبا لأغراض دعائية، وقال: "الحصول على رفض 50 مرة غالبا ما يكون جزءا من المفاوضات، هذه هي الدبلوماسية"، مشيرا إلى أن الأمريكيين لم يحققوا حتى الآن نجاحا في جهودهم للتوصل إلى حل سلمي، وقال: "لكن إذا لم نحاول على الإطلاق، فلن نتمكن من الفوز"
غالبية الروس يتوقعون انتهاء الحرب العام المقبل
من جهة اخرى، قال "المركز الروسي لدراسات الرأي العام"،حكومية لاستطلاعات الرأي، إن غالبية الروس يتوقعون انتهاء الحرب في أوكرانيا في عام 2026، في إشارة إلى أن الكرملين ربما يجري اختبارا لقياس رد فعل الرأي العام على تسوية سلمية محتملة، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
وخلال عرض نهاية العام الذي قدمه المركز، قال ميخائيل مامونوف نائب رئيس المؤسسة إن 70 %من المشاركين في الاستطلاع البالغ عددهم 1600 شخص يرون أن عام 2026 سيكون "أكثر نجاحا" لروسيا من هذا العام، بينما ربط 55 %منهم هذا الأمل باحتمال نهاية ما تسميه روسيا "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وقال مامونوف في العرض التقديمي إن "السبب الرئيسي للتفاؤل هو احتمال الانتهاء من العملية العسكرية الخاصة وتحقيق الأهداف المعلنة، بما يتماشى مع المصالح الوطنية التي حددها الرئيس".
وفي استطلاعات الرأي السابقة لنهاية العام، أكد المركز على التفاف المجتمع الروسي حول الرئيس فلاديمير بوتين وأهدافه العسكرية في أوكرانيا، لكنه لم يقدم أرقاما لنسبة السكان الذين يتوقعون انتهاء الحرب.
وتقترب الحرب الأوكرانية، التي بدأت في فبراير 2022، من دخول عامها الخامس، لكن من الصعب قياس المستوى الحقيقي للضيق الشعبي بسبب الصراع نظرا للضوابط الصارمة التي تفرضها الدولة على المعارضة.
وأشار مامونوف إلى الهجوم المستمر للجيش الروسي في أوكرانيا، وتردد الولايات المتحدة في تمويل أوكرانيا، وعدم قدرة الاتحاد الأوروبي على أن يحل محل الولايات المتحدة بالكامل ماليا وعسكريا باعتبارها عوامل رئيسية وراء احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام في نهاية المطاف.
وأضاف أن إعادة إدماج قدامى المحاربين الذين شاركوا في "العملية العسكرية الخاصة" في المجتمع وإعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، وكذلك المناطق الحدودية الروسية، بعد انتهاء الأعمال العسكرية، تعتبر الأولويات الرئيسية.
ويؤيد حوالي ثلثي الروس محادثات السلام، وهي أعلى نسبة منذ بداية الحرب، وفقا لمؤسسة ليفادا المستقلة لاستطلاعات الرأي التي توصف بأنها "عميل أجنبي" بموجب القانون الروسي خلال الصراع.
وقال الكرملين في وقت سابق إنه تم إطلاع بوتين على الاتصالات التي أجراها مسؤولون روس مع مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المقترحات الأمريكية لاتفاق سلام محتمل وإن موسكو ستحدد موقفها الآن.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 22 ديسمبر إن المفاوضات التي أجريت مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بهدف إنهاء الحرب مع روسيا "اقتربت جدا من نتيجة حقيقية".
اندلاع النيران في خزانات نفط بمنطقة كراسنودار الروسية
وعلى الارض، أعلنت السلطات في مدينة تيمريوك الساحلية، المطلة على بحر آزوف، اليوم الخميس، أن هجوما بطائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل أسفر عن اندلاع النيران في خزانات تحتوي على منتجات نفطية في المدينة الواقعة في منطقة كراسنودار جنوب روسيا.
وقالت السلطات إن الحريق امتد على مساحة تبلغ ألفي متر مربع في المدينة الواقعة على شبه جزيرة تامان. ويعمل العشرات من رجال الإطفاء والحماية المدنية على احتواء الحريق.
وكانت المدينة قد تعرضت لهجوم مماثل بطائرات مسيرة ليل الخامس من ديسمبر.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمرت 141 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، موضحة أن منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا كانت الأكثر تضررا.
كما أعلن عمدة موسكو، سيرجي سوبيانين، عن إسقاط عدد من الطائرات المسيرة.
