No Image
العرب والعالم

الصراع اليمني يدخل عامه التاسع ..أزمة إنسانية مستمرة وتدهور اقتصادي

30 مارس 2023
30 مارس 2023

صنعاء-"عمان"- جمال مجاهد -

يدخل الصراع اليمني عامه التاسع في الـ 26 من مارس والذي أنتج أكبر أزمة إنسانية فيالعالم، مع احتياج ثلثي سكان اليمن أي 21.6 مليون شخص هذا العام إلى مساعدات إنسانية وخدمات الحماية.

وتسبّبت الحرب بين قوات الحكومة (المعترف بها دولياً) المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة "أنصار الله"، في سقوط آلاف القتلى والجرحى وتدميرالبنية التحتية والخدمات الأساسية وتضرّر الاقتصاد بشدّة، بالإضافة إلى زيادة الفقر والبطالة وتدهور العملة الوطنية (الريال).

وبعد8 سنوات من الحرب يتطلّع اليمنيون إلى إنهاء معاناتهم المتفاقمة وتوصّل الأطراف السياسية إلى اتفاق سلام شامل وعادل ينهي الحرب، خاصةً في ظل الأجواء الإيجابية التي أشاعها الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانيةفي بكين في الـ 10 من مارس على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

وتتزامن الذكرى الثامنة لاندلاع الحرب مع استعداد أطراف الصراع لتبادل مئات الأسرىوالمعتقلين والمختطفين والمخفيّين قسرياً خلال الأيام القادمة. ففي ختام اجتماعاستمر 10 أيام في جنيف السويسرية اتفقت الأطراف على إطلاق سراح 887 من المحتجزين لأسباب تتعلّق بالنزاع، على أن تعاود الأطراف الاجتماع في شهر مايو القادم لمناقشة المزيد من عمليات الإفراج. كما التزمت الأطراف أيضاً بتبادل الزيارات المشتركة إلى مرافق الاحتجاز التابعة لكل منهم، وتمكين الوصول إلى جميع المحتجزين خلال هذه الزيارات.

ويشهد اليمن استقراراً نسبياً للوضع الأمني، حتى مع انتهاء الهدنة التي توسّطت فيها الأمم المتحدة مطلع أكتوبر الماضي.

وفي بيان للإعلام حول اختتام الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين، شدّد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانسجروندبرغ على "ضرورة وضع نهاية للنزاع بشكل شامل ومستدام إذا أردنا لليمن التعافي من الأثر المدمّر الذي ألحقته سنوات النزاع الثمانية بحياة رجاله ونسائه".

وتعهد المبعوث الأممي بمواصلة عمله مع الأطراف ودول المنطقة والمجتمع الدولي لإحراز تقدّم نحو عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية تضع الأسس لمستقبل أفضل لليمن.

ويواجه اليمنيون أزمة إنسانية مستمرة. حيث يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية الحاد.وشهدت العملة الوطنية جولات من التدهور المستمر، وفي ظل اقتصاد يتهاوى تتزايد أسعارالوقود والسلع الأساسية الأخرى بشكل مخيف، كل هذا يترك ملايين اليمنيين في مواجهة خطرالجوع الكارثي حيث لا يزال أكثر من 17 مليون شخص يعانون من مستويات عالية من انعدامالأمن الغذائي 75% منهم من النساء والأطفال.

ويؤكدالمدير القطري لمنظّمة "أوكسفام" في اليمن فيران بويج أن الشعب اليمني منهكمن الحرب وأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والرواتب غير المدفوعة وغيرها من العوامل تقوّض الوصول للمواد الغذائية الأساسية الى متناول العديد من اليمنيين.

ويقول في بيان بمناسبة دخول اليمن عامه التاسع من الصراع إنه "يتوجّب على المانحين ألايديروا ظهورهم الآن عن واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم. لقد حان الوقت لقادة العالم أن يمارسوا ضغوط حقيقية وفاعلة لإعادة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات حتى يتمكّنوا من وضع حل دائم للصراع".

وأدّى العنف المستشري وتدهور الوضع الاقتصادي وتزايد انعدام الأمن الغذائي والتفشّي المتكرّرللأمراض إلى انهيار النظام الصحي في البلد. وفي شتّى أنحاء اليمن حالياً، 46% من إجمالي المرافق الصحية تعمل جزئياً، أو قد تكون خارجة عن الخدمة كلياً، بسبب نقص الموظّفين والموارد المالية والكهرباء والأدوية والإمدادات والمعدّات.

ويقدّرعدد النازحين داخلياً بسبب الحرب بنحو 4.5 مليون شخص اضطّر بعضهم إلى النزوح أكثرمن مرة.

وإضافة إلى الهدوء النسبي، يستمر تنفيذ عناصر الهدنة، وما زالت الرحلات التجارية مستمرة فيالعمل بواقع ثلاث رحلات أسبوعياً بين صنعاء وعمّان، وما زالت سفن الوقود تدخل إلى موانئ الحديدة إضافة إلى سلع أخرى. إلا أن هذه المكاسب هشّة أيضاً. كما أن الحياة اليومية ما زالت صعبة بالنسبة لمعظم اليمنيين. فالوضع الاقتصادي ما زال متردياً، وهناك قيودجديدة تعيق حرية تنقّل المدنيين، ولا سيّما النساء، وتعيق الحركة التجارية بين أجزاء مختلفة من البلاد. كما تبقى قدرة اليمنيين على الحصول على الخدمات الأساسية محدودة.

ودمّرت ثماني سنوات من الصراع الدامي حياة الملايين من الأطفال في اليمن وتركت 11 مليون طفل بحاجة إلى شكل أو أكثر من أشكال المساعدة الإنسانية.

ويقول ممثّل منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في اليمن بيتر هوكينز "لا تزال حياة الملايين من الأطفال المستضعفين في اليمن معرّضة للخطر بسبب العواقب التي لا يمكن تصوّرها والتي لا تطاق نتيجة الحرب المدمّرة التي لا تنتهي".

وأدّى الصراع إلى تفاقم أزمة سوء التغذية المستمرة في اليمن. ويعاني 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من 540 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وهي حالة تهدّد الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل عاجل.

وبين مارس 2015 ونوفمبر 2022، تحقّقت الأمم المتحدة من مقتل أو إصابة أكثر من 11 ألف طفل بجروح خطيرة. وتم تجنيد واستخدام أكثر من أربعة آلاف طفل من قبل الأطراف المتحاربة ووقع أكثر من 900 هجوم على المرافق التعليمية والصحية والاستخدام العسكري لها، وكلها تعيق إعمال حقوق الأطفال الأساسية في الوصول الآمن والملائم إلى الصحة والتعليم.

ولايزال وضع الأطفال المشرّدين داخلياً مصدر قلق كبير. فهناك أكثر من 2.3 مليون طفل يعيشون في مخيّمات النازحين حيث لا يزال وصولهم إلى خدمات الصحة والتغذية والتعليم والحماية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية غير كاف.

وتركت سنوات من الصراع والبؤس والحزن ما يصل إلى 8 ملايين شخص بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والخدمات الاجتماعية في اليمن. ومع وجود العديد من التهديدات وحالات النزوح، يتعرّض الأطفال ومقدّمي الرعاية للتهديد، وغالباً ما يلجأون إلى آليات التكيّف السلبية مثل زواج الأطفال وعمالة الأطفال وفي كثير من الحالات التجنيد في القتال.

ومع ذلك لم يلتزم المانحون الدوليون حتى الآن إلا بثلث ما يحتاجه اليمنيون، إذ أن إجماليال تعهدات المالية في الحدث رفيع المستوى لإعلان التبرّعات الذي عقد في مدينة جنيف في27 فبراير الماضي، بلغ 1.2 مليار دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي تبلغتكلفتها 4.3 مليار دولار.