العرب والعالم

الاحتلال يشن عملية بحث واسعة ويفرض إغلاقا تاما على الضفة والقطاع

06 مايو 2022
"حماس" و"الجهاد" تباركان عملية "إلعاد" وتؤكدان انها ردا على "تدنيس الاقصى"
06 مايو 2022

اصابة عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات في نابلس

القدس المحتلة "وكالات": تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلية منذ فجر امس الجمعة عملية بحث شنتها بعد هجوم أودى بحياة ثلاثة أشخاص في إلعاد بالقرب من تل أبيب في يوم إحياء ذكرى إنشاء الكيان الاسرائيلي.

وفي الضفة الغربية، دارت مواجهات امس لجمعة لا سيما في قريتي بيتا وبيت دجن بالقرب من مدينة نابلس أصيب خلالها 38 فلسطينيا إصابات متفاوتة جراء الاختناق بالغاز أو بالرصاص المطاطي، بحسب جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني. وتدور مواجهات أسبوعية في المنطقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي إذ يحتج الفلسطينيون على مصادرة الأراضي لصالح مستوطنين.

ودعت شرطة الاحتلال السكان إلى تقديم معلومات عن مكان اختباء المهاجمين، ونشرت صورتي واسمي فلسطينيين قالت إنهما من جنين في الضفة الغربية وتشتبه في أنهما نفذا الهجوم الذي أسفر أيضا عن جرح أربعة أشخاص بينهم ثلاثة في حالة الخطر، كما ذكرت جمعية الاسعاف الإسرائيلية.

وقال مستشفى بنليسون في بتاح تكفا وسط البلاد أن حالة اثنين من الجرحى حرجة. وقالت شرطة الاحتلال في بيان إنها تقوم "بالتعاون مع جهاز الأمن العام ووحدات خاصة أخرى بنشاط مكثف في منطقة إلعاد منذ الليلة قبل الماضية، مستخدمة جميع الوسائل المتاحة لها من أجل القاء القبض على اثنين من سكان منطقة جنين".

وقالت إن الفلسطينيين هما أسعد يوسف الرفاعي (19 عاما) وصبحي عماد أبو شقير (20 عاما)، من سكان قرية رمانة في محافظة جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة.

وقال المسعف ألون ريزكان إن "موقع الهجوم كان معقدا''، موضحا أنه شاهد رجلًا يبلغ من العمر 40 عاما ميتا بالقرب من دوار، ورجلا آخر فاقد الوعي في حديقة مجاورة قبل أن تعلن وفاته في وقت لاحق، ورجلا ثالثا بجانبه توفي متأثرا بجروحه.

وقع الهجوم وهو السادس ضد أهداف إسرائيلية منذ 22 مارس، في مدينة إلعاد التي تقع وسط إسرائيل وتضم نحو خمسين ألف نسمة بينهم عدد كبير من اليهود المتزمتين، بالقرب من تل أبيب.

والقتلى الثلاثة في الهجوم هم يونتان حبقوق (44 عاما) وبوعاز غول (49 عاما) وهما من سكان إلعاد وأورين بن يفتاح (35 عاما) من سكان اللد في الوسط أيضًا، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وأعلنت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتان أنهما "تباركان (الهجوم) البطولي"، من دون أن تتبنياه.

ودان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "مقتل مدنيين إسرائيليين"، مؤكدا أن "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع في الوقت الذي نسعى فيه جميعا إلى تحقيق الاستقرار ومنع التصعيد".

وحذّر عباس من "استغلال هذا الحادث المدان للقيام باعتداءات وردات فعل على شعبنا الفلسطيني من قبل المستوطنين وغيرهم"، مدينا من جديد "الاعتداءات المتواصلة بحق شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية والتي خلقت أجواء التوتر وعدم الاستقرار".

وأصدرت محكمة الصلح في بتاح تكا أمرًا بحظر نشر أي تفاصيل عن مجريات التحقيق في ملف هجوم العاد حتى الخامس من يونيو القادم.

وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس إغلاق قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة حتى الأحد من أجل "منع هرب المسلحين" إلى الأراضي الفلسطينية.

وبذلك يرتفع إلى 18 منذ 22 مارس عدد القتلى في هجمات مماثلة نفذ عدد منها عرب بينما كان منفذو الهجمات الأخرى فلسطينيين.

وفي أعقاب الهجمات، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة عمليات في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد 27 فلسطينيا من بينهم عدد من منفذي الهجمات منذ ذلك الحين برصاص الجيش الإسرائيلي.

ودان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "الهجوم المروع الذي استهدف رجالا ونساء أبرياء ... بينما تحتفل إسرائيل بعيد استقلالها". وأكد أن الولايات المتحدة تقف "بحزم" إلى جانب حلفائها الإسرائيليين.

توتر في القدس

تعقيبًا على هجوم الخميس، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن هذه "العمليّة جزء من غضب شعبنا على اعتداءات الاحتلال بحقّ المقدّسات"، مؤكدا أنّ "اقتحام المسجد الأقصى لا يمكن أن يمرّ دون عقاب".

من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد حميد (ابو الحسن) أن "العملية البطولية" في إلعاد "جاءت انتصاراً للمسجد الأقصى".

وأضاف أن "تدنيس جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين للمسجد الأقصى هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وتجاوز لكل الحدود"، مؤكدا أن "شعبنا سيواصل مواجهة الاحتلال وعدوانه".

وشهدت باحات المسجد الأقصى منذ منتصف الشهر الماضي وبالتزامن مع شهر رمضان صدامات عنيفة بين شرطة الاحتلال الإسرائيلية وممصلين فلسطينيين، اصيب خلالها اكثر من 300 فلسطيني، وذلك على خلفية اقتحام الإسرائيليين وبينهم مستوطنين لباحات المسجد.

وبعد توقف دام بضعة أيام مرتبط بنهاية شهر رمضان، توجه مصلون يهود إلى باحة المسجد الأقصى الخميس يوم الذكرى الرابعة والسبعين لإنشاء اسرائيل حسب التقويم العبري والذي تزامن مع انتهاء احتفال المسلمين بعيد الفطر.

وحسب الوضع القائم ضمنيا، يمكن لغير المسلمين زيارة باحة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في الموقع الذي يسميه اليهود "جبل الهيكل"، لكن من دون أن يؤدوا الصلاة فيه.

وتؤكد اسرائيل انها تحافظ على الوضع القائم. التي تسيطر على الدخول إلى الموقع فتحه لليهود الخميس على الرغم من دعوات من مسؤولين فلسطينيين ودول في المنطقة تخشى وقوع اشتباكات جديدة.