Mar
Mar
العرب والعالم

آلية "كوفاكس" تفتح خط جبهة جديد لضمان تسليم وتوزيع اللقاحات في الدول الفقيرة

23 يناير 2022
تراجع التأييد لفرض إلزام تلقي اللقاح بالمانيا
23 يناير 2022

جنيف - (أ ف ب) - تطمح آلية "كوفاكس" التي أطلقتها الأمم المتحدة لتزويد الدول الفقيرة باللقاحات ضد كوفيد-19، إلى التغلب على الوباء في العام 2022 من خلال عدم الاكتفاء بتسليم اللقاحات فحسب، بل تولي كذلك توزيعها وحقنها.

وأنشئت كوفاكس قبل ظهور اللقاحات ضد كوفيد-19 بمبادرة من منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" واليونيسف وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي.

وهدف الآلية ضمان توزيع منصف للقاحات، وهي وزعت حتى منتصف يناير مليار جرعة من اللقاح، ما يعتبر إنجازا وخيبة أمل في آن إذ إن العدد أدنى بكثير مما كان مقررا بالأساس.

وقال سيث بيركلي مسؤول تحالف غافي خلال نداء أطلقه في 19 يناير لجمع التبرعات "بإمكاننا في 2022 المساعدة على وقف كوفيد بتكييف طريقة عملنا، من خلال ضمان استخدام الجرعات على وجه السرعة وحقنها بشكل آمن واستجابتها لأفضليات الدول وأهدافها".

استراتيجية جديدة

واجهت كوفاكس الكثير من العقبات، وعانت بصورة خاصة من استراتيجية الدول الغنية التي استحصلت على أكبر عدد ممكن من اللقاحات، إنما كذلك من الحظر الذي فرضته السلطات الهندية لفترة طويلة على تصدير اللقاحات المنتجة في هذا البلد الذي يعتبر مصدر الإمداد الرئيسي للآلية.

وتحتّم في هذه الظروف الاعتماد على هبات الدول الغنية للحصول على لقاحات، غير أن ذلك أيضا تضمن الكثير من الصعوبات أبرزها تلقي جرع مشارفة على تاريخ انتهاء صلاحياتها، ودفعات بكميات ضئيلة أو بوتيرة غير منتظمة، ما لا يسمح بتنظيم حملات تلقيح فعالة.

وكوفاكس بحاجة إلى 5,2 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر لتمويل جرعات اللقاحات التي تحتاج إليها للعام 2022.

ومن أصل هذا المبلغ، يلزمها 3,7 مليار دولار لتمويل احتياطي من 600 مليون جرعة، يفترض أن يسمح بضمان استمراريّة التموين.

كما ستخصص مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة على الاستعداد وتوزيع اللقاحات لتفادي الإهدار.

وأخيرا ستستخدم 545 مليون دولار لتغطية تكاليف مختلفة مثل النقل والحقن والتأمين.

وأوضح بيركلي "ما لا نملكه اليوم هو الموارد الضرورية لمساعدة الدول على التكيف مع التحديات الجديدة التي سيولّدها كوفيد-19 في 2022" ذاكرا بصورة خاصة وصول اللقاحات الجديدة التي تم تعديلها لمكافحة المتحورات الجديدة من الفيروس.

وحذر من أنه "في هذه الحال، قد نجد أنفسنا أمام انعدام مساواة مضاعف".

على السكة

وذكرت كوفاكس التي تعتبر أن بإمكانها إنقاذ مليون شخص هذه السنة وتخفيض الكلفة الاقتصادية للوباء على بعض الدول بالنصف، أن بإمكانها الحصول على عدد من الجرعات لتلقيح حوالى 45% من سكان الدول الـ91 التي تستفيد من هبات اللقاحات.

لكن هدف منظمة الصحة هو تلقيح 70% من سكان كل من الدول يوليو 2022، وهو هدف طموح بالنظر إلى أن 85% من سكان الدول الإفريقية لم يتلقوا حتى جرعة واحدة من اللقاح حتى الآن.

ولفتت منظمة الصحة إلى أن 109 بلدان ستخفق في تحقيق الهدف اذا استمرت الأمور بوتيرتها الحالية.

وذكر سيث بيركلي أن المليار جرعة المقبلة ستسلم خلال أربعة أو خمسة أشهر، في حين تطلب الأمر سنة لتسليم المليار جرعة الأولى.

جرعات للجميع

وأشار ريتشارد هاتشيت المدير العام للتحالف العالمي للقاحات والتحصين إلى أن الهدف هو أيضا مساعدة الدول على تنظيم حملات تلقيح جماعية.

وأوضح خلال طاولة مستديرة في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي ان "آخر كيلومتر (بين التسليم والحقن) سيكون التحدي الأكبر للعام 2022".

ومن المتوقع أن تحتاج 25 دولة إلى مساعدة بهذا الصدد.

وتم حقن 9,8 مليار جرعة من اللقاح بصورة إجمالية منذ أكثر من سنة بقليل، وأمنت كوفاكس 82% من اللقاحات في الدول الـ27 الأكثر فقرا.

وأولى الدول المستفيدة من لقاحات كوفاكس هي بنغلادش (130 مليون جرعة) وإندونيسيا (87 مليونا) وباكستان (77 مليونا) والفيليبين (66 مليونا).

وأكد هاتشيت أن قدرات الإنتاج باتت تسمح بمساعدة الدول الأكثر فقرا على حقن الجرعات.

وشدد على أن توفير حقنة لكل من يرغب في ذلك سواء كانت الجرعة الأولى أو الثانية "هدف يمكن تحقيقه عام 2022".

المانيا: تراجع التأييد لإلزام اللقاح

أظهر استطلاع حديث تراجع التأييد لفرض إلزام عام بتلقي لقاح ضد فيروس كورونا المستجد بألمانيا- ولكن نسبة المؤيدين لا تزال تتجاوز المعارضين.

وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن 60% من الأشخاص في ألمانيا أيدوا فرض إلزام عام بتلقي التطعيم، فيما عارضه 32%، ولم يذكر 8% أي رأي تجاه الأمر.

يذكر أن نسبة المؤيدين كانت 63% في مطلع ديسمبر الماضي، وكانت نسبة المعارضين 30% فقط.

تجدر الإشارة إلى أن استطلاع معهد "يوجوف" شمل 2065 شخصا وتم إجراؤه في الفترة بين 18 و20 يناير الجاري.

يعتزم البرلمان الألماني "بوندستاج" إجراء مشاورات بعد غد للمرة الأولى بشأن فرض إلزام عام بتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد.

يشار إلى أن الائتلاف الحاكم الجديد في ألمانيا المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر قرر السماح للنواب البرلمانيين لاتخاذ قرار بهذا الشأن بشكل حر.

ولكن الحكومة الاتحادية السابقة كانت قد رفضت هذا الإلزام، كما لم يكن هناك أغلبية مؤيدة لفرض الإلزام بين المواطنين مع بدء حملات التطعيم قبل عام تقريبا.

يذكر أن 56% ممن شملهم استطلاع سابق بعد أيام قليلة من أول تطعيم في ألمانيا في 26 ديسمبر من عام 2020، عارضوا فرض أي إلزام بتلقي اللقاح، ولم يؤيده آنذاك سوى 33% فقط.

وبدأت أمس الإجراءات المصاحبة لتصنيف 19 دولة أخرى ضمن المناطق التي يرتفع بها خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وكان معهد "روبرت كوخ" أعلن الجمعة الماضية أنه تمت إضافة 19 دولة جديدة إلى قائمة الدول ذات الخطورة الوبائية العالية، ليبلغ إجمالي عدد الدول المشمولة بالقائمة 155 دولة.

ويشمل التصنيف هذه المرة ثلاث دول بالقارة الأوروبية وهي رومانيا وجمهورية مولدوفا وكوسوفو. وإلى جانب هذه الدول، تمت إضافة كل من المغرب وتونس والجزائر والمملكة العربية السعودية واليابان والهند وبوتان ونيبال ومنغوليا وكازاخستان وأوزبكستان والمالديف والبرازيل وتشيلي والإكوادور وباراجوي.

وبناء على هذا التصنيف يتعين على أي شخص يأتي من هذه الدول إلى ألمانيا ولم يكن تلقى تطعيما كاملا ضد الفيروس من خلال أخذ الجرعة الثانية، أو لم يكن متعافيا من الفيروس، أن يدخل في حجر صحي لمدة عشرة أيام. ويمكن تقليص هذه المدة إلى خمسة أيام من خلال توافر نتيجة تحليل سلبية.

وبالنسبة للأطفال الذين لم يتموا عامهم السادس، فينتهي الحجر تلقائيا بعد خمسة أيام من دخولهم إلى ألمانيا.

ومع تصنيف أي دولة على أنها عالية الخطورة، لا يرتبط ذلك بفرض إجراءات صارمة في الحجر الصحي فحسب، ولكن يكون هناك أيضا تحذير من السفر من وزارة الخارجية الألمانية بالنسبة للرحلات السياحية غير الضرورية إلى هذه الدول. ولكن ذلك لا يعني منع السفر إلى هذه الدول.

من جهتها أعلنت عالمة فيروسات ألمانية تأييدها لفرض إلزام تلقي لقاح ضد فيروس كورونا المستجد بالنسبة للأشخاص الأكبر من 50 عاما.

وقالت ميلاني برينكمان، هي عالمة فيروسات بجامعة "براونشفايج" التقنية وعضو بلجنة خبراء مكافحة فيروس كورونا لدى الحكومة الألمانية، لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية في عددها الصادر اليوم الأحد: "لست معجبة بفكرة إلزام تلقي اللقاح، ولكنني أتشكك فيما إذا كان يمكننا سد ثغرات التطعيم من خلال إجراءات أخرى مثل حملات التطعيم بحيث نصل إلى مرحلة الاستقرار".

وأضافت عالمة الفيروسات الألمانية: "إذا تم تطعيم جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما بحلول الخريف، سيمكننا أن ندخل الشتاء القادم بشكل أهدأ".

وقالت إن فرض إلزام بتلقي اللقاح بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما يعد منطقيا، وأشارت إلى أنه غالبا تعد هذه الفئة العمرية التي يكون بها تلقي علاجا بالمستشفيات أمرا ضروريا.

ولكنها أشارت في الوقت ذاته إلى إمكانية أن يصاب الشباب أيضا بمسارات مرضية خطيرة وإلى إمكانية أن يتراجع هذا الخطر بشدة من خلال تلقي التطعيم.