نفتالي بينيت في حوار الخروج

25 يونيو 2022
25 يونيو 2022

ترجمة: أحمد شافعي -

في يوم الثلاثاء تراسل معي نفتالي بينيت عبر واتساب لإجراء مكالمة هاتفية حول سجله في الحكم. قال إنه لا يجب الخلط بين الطول والجودة.

يقول عن حكومته: «إن تجربتها نجحت، في عالم يمثل فيه الاستقطاب الداخلي أكثر فأكثر أضخم التحديات». وهو يعني بـ«التجربة» أكثر الحكومات في تاريخ إسرائيل تنوعا دينيا وعرقيا وأيديولوجيا، إذ احتوت الحكومة يهودا من الأرثوذكس، وإسلاميين محافظين، وبعض أبناء تل أبيب، وعسكريين متقاعدين، ينتمون إلى اليمين القومي ومعسكر السلام اليساري، فهي مثال للتنوع والاحتواء الحقيقيين نادرا ما يدركه منتقدو إسرائيل. ذلك في حد ذاته كان انتصارا، ولو أنه قصير العمر، وحتى لو كان عامل التوحيد الأساسي هو الضيق المشترك من بنيامين نتانياهو. فهل يرى بينيت أن رئيس الوزراء السابق خطر على الديمقراطية؟ يقول بينيت متحاشيا السؤال «لقد استرجعنا خلال العام الماضي اللياقة والأمانة، بل وأوفينا بالالتزامات». وثمة صحفي إسرائيلي معتدل العقلية ممن أعرفهم يرى أن احتمالات عودة نتانياهو إلى السلطة هي خمسة إلى واحد. هل تم إنجاز أي شيء خلال العام الماضي عدا الرمزية؟ يقول «الكثير». البطالة منخفضة، النمو الاقتصادي مرتفع (وكذلك أسعار المساكن)، واستطاعت حكومته تمرير ميزانية ـ هي الأولى في إسرائيل منذ سنوات. ثمة اتفاقية تاريخية للتجارة الحرة مع الإمارات العربية المتحدة، تم توقيعها الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تسفر عن إنشاء ألف شركة إسرائيلية أعمالا في الإمارات بحلول نهاية العام. وثمة مشاركة إسرائيلية في حلف الدفاع الجوي أمريكي القيادة في الشرق الأوسط، تأكدت هذا الأسبوع، وهي بادرة لمزيد من تعزيز الروابط بين الدولة اليهودية ومنطقتها. وهناك، إيران. ابتهج بينيت حينما رفضت إدارة بايدن رفع الحرس الثوري الإسلامي من قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية الخاضعة للعقوبات، ويقول: إن عدم انصراف إيران عن طاولة التفاوض دليل على أنها في أمس الاحتياج إلى اتفاق. ويوجز رؤيته للاتفاق الجيد بقوله «لا عقوبات، لا بند لانقضاء المدة» قاصدا «الإلغاء الدائم للعقوبات» في مقابل «الإيقاف الدائم لإنشاء أجهزة الطرد المركزي وإنتاجها وتريبها» أي دون بند خاص بانقضاء مدة سريان شروط الاتفاق كالبند الوارد في الاتفاقية النووية الأصلية والذي من شأنه أن يسمح لإيران في نهاية المطاف باستئناف تخصيب اليورانيوم عند أي مستوى. في الوقت نفسه، تنتهك طهران ـ حسب قول رئيس الوزراء الإسرائيلي «المتطلبات الأساسية» لمعاهدة حظر الانتشار النووي وتسعى إلى ضرب إسرائيل مباشرة باستعمال طائرات مسيرة. وتضمنت الاستجابة الإسرائيلية ـ بحسب تقارير صحفية في التايمز ـ تدمير منشأة طائرات مسيرة إيرانية وموقع عسكري واغتيالا في حي هادئ من أحياء طهران السكنية لضابط كبير يعتقد أنه من وحدة 840 الإيرانية التي يشتبه في مسؤوليتها عن تنفيذ عمليات الاغتيال والخطف الخارجية. يقول بينيت: إن الإيرانيين «حينما يضربوننا من خلال وكلاء أو بصورة مباشرة، سوف يدفعون الثمن في إيران» محددا ما يطلق عليه «عقيدة الأخطبوط» في ضرب طهران في الرأس لا في الأطراف.

لتغيير الموضوع، أسأله عمن يرغب في أن يراه منتصرا في حرب أوكرانيا. يجتنب الإجابة المباشرة، مكتفيا بقوله «أريد أن تنتهي الحرب بأسرع ما يمكن». ويقول: إن إسرائيل استوعبت قرابة خمسة وثلاثين ألف أوكراني، قرابة نصفهم من اليهود، وإنه تولى مسؤولية الوساطة لإقامة ممر إنساني برغم الحصار الحديدي في ماريبول وإطلاق سراح عمدة ماريبول الذي كان أسيرا لدى الروس. يقول «من يريد أن يبقى فعالا فإن عليه أن يبقي قناة الاتصال مفتوحة».

وماذا عن الفلسطينيين؟ يقول «من ناحية توقيع معاهدة سياسية أو شيء بهذا المستوى، فلا أحد يتكلم عن هذا حاليا أو يفكر فيه» ويؤكد بدلا من ذلك على جهود إدخال المزيد من الفلسطينيين إلى سوق العمل الإسرائيلي.

سألت أيضا عن إطلاق الرصاص الشهر الماضي على الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في مدينة جنين الفلسطينية، التي أشار تحقيق في نيويورك تايمز إلى أنها ربما تكون قتلت برصاص إسرائيلي، برغم رفض المسؤولين الفلسطينيين تقديم الرصاصة للمحققين. يقول «لا أعرف من الذي أطلق تلك الطلقة. ولكن ما أعلمه تماما هو أن الجنود الإسرائيليين لم يطلقوا عامدين».

ما الحكم التاريخي إذن على حكومة بينيت؟ برغم إصراره أن «التجربة» ناجحة، يعترف أن خصومه المتطرفين في كلا الجناحين «وضعوا أيديهم على أضعف الحلقات وأحدثوا ضغطا هائلا» لكنه أيضا يفخر بما استطاع أن يحققه في ظل التباين الهائل القائم بين شركاء التحالف لمجرد عزمهم على «تنحية الاختلافات الأيديولوجية جانبا» والتركيز على «تعليم أفضل، ووظائف أفضل، وبنية أساسية أفضل».

يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت «نحن لا نحاول أن نقرر ما سيقرره الرب خلال ألف عام. إنما نركز على اليوم» ولا بأس بهذه العبارة نقشا على ضريح حكومة يمكنها أن تكون قدوة تحتذى في إسرائيل، وخارج إسرائيل.

بريت ستيفنز صحفي امريكي يكتب في نيويورك تايمز

ترجمة خاصة لـ عمان