مرتبة متقدمة لجامعة نزوى في تصنيف التايمز العالمي
وإن كان تصنيف الجامعات العالمي «QS» هو الأكثر شهرة من قبل الطلبة الذين يبحثون عن الجامعات المتميزة للدراسة بها، كما أنه الأكثر تنافسية بين الجامعات الخليجية والعربية للحصول على ترتيب متقدم، ولكن أيضا تصنيف التايمز العالمي يعطي أهمية أكثر بمجالات البحوث منهجيته تعتمد على تحديد نسبة (59 %) من إجمالي أوزان التقييم الكلية لمحاور بيئة البحث العلمي والتي تنقسم إلى ثلاثة فروع وهي: السعة البحثية، الإيرادات من البحوث، والإنتاج البحثي. المحور الثاني ما يتعلق بجودة البحث العلمي وهو ينقسم إلى أربعة فروع وهي: تأثير الاقتباس البحثي، القوة البحثية، والتميز البحثي، والتأثير البحثي.
أما الثلاثة المتبقية التي وزنها (41 %) من إجمالي الدرجات الكلية موزعة على ثلاثة محاور أخذ محور التدريس النسبة الأكبر، أما المحور الأقل نسبة ووزنًا هو محو القطاع الصناعي. عليه فإن حصول الجامعات على ترتيب متقدم في تصنيف التايمز مؤشر على ارتفاع سمعتها البحثية. على سبيل المثال؛ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تصدرت الترتيب الأول على مستوى الجامعات الخليجية في تصنيفي الكيو أس والتايمز ما يعطيها سمعة تنافسية في المحاور البحثية.
عليه فإن جامعة نزوى تجاوزت جامعة سلطان قابوس في محاور الجودة البحثية، والبيئة البحثية، والانفتاح الدولي، وأغلب هذه المحاور وزنها مرتفع. في المقابل؛ فإن جامعة السلطان قابوس تفوقت على جامعة نزوى في معيار القطاع الصناعي والتدريس مع العلم بأن محور القطاع الصناعي يعتبر أقل المحاور وزنًا؛ حيث حددت أربع درجات لذلك المحور في التقييم النهائي. كما جاءت في الترتيب الثالث محليا جامعة ظفار.
في الجانب الآخر؛ فإن ترتيب الجامعات الخليجية في تصنيف التايمز بالمقارنة مع تصنيف الكيو أس جاء على غير المتوقع من خلال قراءة المراتب التي حصلت عليها بعض الجامعات السعودية -على سبيل المثال- بينما حصلت جامعة الملك عبد العزيز على الترتيب (163) عالميا في تصنيف الكيو أس نجد بأنها جاءت في المرتبة (400-351) في تصنيف التايمز. كما حصلت جامعة السلطان قابوس على ترتيب متقدم جدا على جامعة نزوى في تصنيف الكيو أس خلال نفس سنة التقييم.
وأهم الجوانب البحثية التي ساعدت جامعة نزوى على اتساع سمعتها البحثية خارجيًا هو توقيعها لعقد بحثي مع وكالة ناسا، والمركز الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي، ونتج عن تلك الشراكة نشر أول ورقة علمية محكمة عن الجسيمات العالقة في بركة الموز. وبالتالي؛ هذه الأبحاث أعطت جامعة نزوى سمعة ومكانة عالمية أسهمت في حصولها على درجة أعلى في محور الانفتاح الدولي على الرغم من أنها المرة الأولى التي تدخل فيها جامعة نزوى في تصنيف التايمز.
وبالتالي؛ هذا يفند كثيرًا من المغالطات السائدة التي قد تكون غير صحيحة من أن عمر الجامعة وعدد الأكاديميين والباحثين له دور محوري في المرتبة التي تحصل عليها؛ بدلالة أن هناك جامعات أخرى تجاوز عمرها خمسين عاما، ولم تحصل على أي ترتيب في تصنيف التايمز. ونظرا للتسابق المحموم من أغلب الجامعات للحصول على مراتب متقدمة في تصنيفات أفضل الجامعات العالمية؛ فإن جامعة نزوى بحاجة إلى المحافظة على هذا المستوى الذي وصلت إليه عبر تشكيل لجان وفرق عمل ومجموعات بحثية محليًا، وإقليميًا، وعالميًا؛ لزيادة قاعدة التبادل البحثي، والعمل على رفع درجات المحاور المتعلقة بالبيئة والجودة البحثية بشكل سنوي.
كما أن الاهتمام بالبحوث في المجالات الإنسانية والعلمية من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر في تحسين جودة التدريس، وأيضا جودة مخرجات الجامعة من الكفاءات الوطنية.
وإذا كانت «رؤية عُمان 2040» تستهدف وصول ثلاث جامعات وطنية لتكون من بين أفضل (300) جامعة في تصنيف الكيو أس فإن تصنيف التايمز لا يقل عنه، بل قد تكون المحاور المستخدمة في التقييم والمنهجية التي يتبعها أكثر صرامة من تصنيف الكيو أس؛ وذلك بتركيزه على المحاور البحثية والتدريس.
