احتفالات اليوم الوطني لسلطنة عمان.. دلالات ورسائل وطنية

24 نوفمبر 2025
24 نوفمبر 2025

تتواصل مظاهر احتفالات البلاد باليوم الوطني لسلطنة عُمان لتحمل في دلالاتها رسائل ومعاني وطنية ترسّخ مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، والاعتزاز بما تحقق من مكتسبات، ومنجزات، بقيادة حكيمة مستنيرة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي يواصل مسيرة البناء في نهضة عُمان المتجددة، مستلهمًا نهج أسلافه السلاطين العظام في إرساء الثوابت الوطنية، التي تستند عليها سلطنة عُمان للمضي نحو مستقبل أكثر إشراقا وتطورا وسموًّا.

فالاحتفال باليوم الوطني لسلطنة عُمان يعكس عمق الارتباط ومصدر قوتنا وتماسك وحدتنا الذي استلهمناه من تاريخنا العُماني الممتد منذ عام 1744 للميلاد بقيادة الإمام المؤسس السيّد أحمد بن سعيد البوسعيدي، ويعزز روح الولاء والانتماء للوطن، ويحمل رسائل ودلالات عن الوحدة الوطنية مليئة بالفخر والاعتزاز لما تحقق على أرض عُمان الطيّبة، ويجعلنا ملتزمين بمواصلة المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء الوطني، ويكرّس فينا الالتزام بهويتنا الوطنية التي نباهي ونفاخر بها الأمم، ونستشعر بها في كل خطوة نخطوها، وهي التي تربطنا بوطننا، وتجعلنا نحافظ على إرثنا التاريخي العميق، وحاضرنا التليد الزاهر، ومستقبلنا المشرق.

إن التفاعل المجتمعي الواسع مع احتفالات البلاد باليوم الوطني، يعكس الاعتزاز الوجداني الذي يبديه العُمانيون والمقيمون بما تحقق من نهضة شاملة، ويعكس الفخر بالنعم التي أنعم الله على هذا البلد الطيب من استقرار أسهم في بناء الدولة العُمانية الحديثة بقيادة سلاطينها العظام، أثمر ذلك عن تميّز سلطنة عُمان في بنية أساسية قوية، وفي جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وفي توفّر فرص عمل للباحثين عن عمل، وفي تطوير منظومة التشريعات والقوانين التي انعكست إيجابا على تهيئة الظروف المناسبة للارتقاء ببيئة الأعمال والاستثمار، والتوسع في مجالات التعليم والابتكار، ما زاد من شعور المواطنين بالاستقرار وبالتقدم وبالحماية الاجتماعية، وتلمّس التحولات في الجوانب الاقتصادية والمالية والكفاءة في الإدارة الحكومية التي ارتفعت عما كانت عليه سابقا؛ بفضل الحوكمة الناجحة والضبط المالي وإحراز تقدم ملموس في التنويع الاقتصادي.

لقد شهد الاقتصاد العُماني في عهد الدولة البوسعيدية تطورا وتحولا إيجابيا منذ عام 1744 حتى يومنا هذا اتسم بالتطور والتنوع والتحديث على مدار الـ281 عاما، حيث تحوّل من اقتصادٍ تقليديٍ في بداية قيام الدولة البوسعيدية يعتمد على الزراعة والصيد والتجارة بطرق تقليدية.

وكان لميناء السلطان قابوس دورٌ مهمٌ في نقل التجارة إلى شتى بقاع العالم، ثم توسّعت العمليات التجارية مع القارة الأوروبية؛ تحديدا مع بدء إنتاج النفط وزيادة كميّاته، ما أسهم في تطوّر البنية الأساسية في سلطنة عُمان وتحديثها باستمرار، أما اليوم ومنذ بدء نهضة عُمان الحديثة فنشهد مرحلة متقدمة من الازدهار الاقتصادي من خلال الجهود الوطنية في التنويع الاقتصادي وجلب الاستثمارات الأجنبية التي سجّلت نموًّا كبيرا بأكثر من 11% خلال السنوات الخمس الماضية لتتجاوز أكثر من 30 مليار ريال عُماني، ما يعكس مستوى التطور الإيجابي للاقتصاد العُماني وتنوّع الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات والقطاعات مع التوجه الوطني لتحويل الاقتصاد العُماني إلى اقتصادٍ متنوّع ومستدام من خلال تعزيز الابتكار والاستثمار وتنمية الموارد البشرية.

إن إبحار اليخت السلطاني المقل لجلالته من ميناء السلطان قابوس إلى شاطئ القرم والأسطول البحري المرافق له بمشاركة سفن من بحريات دول مجلس التعاون الخليجي، يحمل دلالات تاريخية بأهمية الميناء تاريخيا منذ بدء الدولة البوسعيدية للانطلاق إلى شتى بقاع العالم، ومد جسور الصداقة والتعاون التجاري مع الدول والحضارات ذات النفوذ الاقتصادي والتجاري، وتقديم الدعم العسكري للدول التي استغاثت بعُمان مثل البصرة في عام 1775م.

لقد كان لمرور الأسطول البحري لعدد من القطع البحرية التابعة للبحرية السلطانية العُمانية، وشرطة عُمان السلطانية، واليخوت السلطانية أمام الجمهور في شاطئ القرم، دورٌ مهم بتعريفهم بأن العُمانيين أسياد البحار جابوا البحار والمحيطات حتى وصلوا إلى الصين بقوة أسطولهم البحري وبعزيمة سلاطينهم العظّام؛ فاستعراض الأسطور البحري يحمل دلالات وطنية بإرث عُمان العريق وحاضرها التليد الزاهر ومستقبلها المشرق، وهو رسالة فخر واعتزاز بما تحقق على يد سلاطين عُمان العظام على مراحل زمنية متعددة.

لقد عبّر أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم عن روح الولاء والانتماء والاعتزاز بذكرى يومهم الوطني الذي يمثّل مصدر فخر لكل من يعيش على أرض عُمان الطيبة من خلال ما أبدوه من حس وطني واعٍ وتفاعل مجتمعي مسؤول مع مظاهر الاحتفال باليوم الوطني في مختلف مواقع الاحتفال، وكذلك الحضور الواسع لمختلف شرائح المجتمع لحفلات الاستقبال التي نظمتها مكاتب أصحاب السعادة الولاة في جميع ولايات سلطنة عُمان، وأشيد حقيقة بالخطاب الإعلامي المسؤول والمتزن في وسائل الإعلام والتواصل المختلفة الذي أظهر روحًا وطنية من المسؤولية والانتماء والفرح والسرور بهذه المناسبة الوطنية الغالية والعزيزة على كل العُمانيين والمقيمين في أرض عُمان التاريخ والحاضر والمستقبل.