يوميات سورية41

22 يناير 2022
22 يناير 2022

ـ 1 ـ

أنت في حاجة إلى كستناء الوقت...

فهذا الشتاء طويل طويل.

اجرح قشرة حبات الكستناء العنيدة،

كيلا تنفجر في وجهك.

واحرص على بساطك من شرر ساذج.

واحرق إصبعين، قليلًا، من أجل من تحب،

ولئلا تضغط بهما على زناد حربي.

الشتاء طويل طويل....

وعلى هامشه تبدع النار فتنتها.

ـ 2 ـ

عام 1958 زار الرئيس جمال عبدالناصر سورية بعد قيام الوحدة بين البلدين باسم الجمهورية العربية المتحدة. تعرّف في برنامج زيارته على الريف السوري. ولاستقباله والترحيب القروي به، جمع الفلاحون أنفسهم ووقفوا على طريق مروره، حاملين الرياحين والزهور البرية والأعلام المصنوعة من خرق عتيقة... وأنا ابن الثانية عشرة... كلفت بتسليم الرئيس عريضة فيها المطالبة بتأمين المياه للقرى المتناثرة في الجبال.

حين وصلت سيارة الرئيس، فتح النافذة لتحية الناس، فتقدمت مرتجفًا، وسلمته الورقة التي كتبتها بلغة مقتصرة على التحية والأمل بالمياه.

بعد 50 سنة من السراب وصلت، دفعة على الحساب، من مياه الشرب.

ـ 3 ـ

بعض التسميات لا نعرف معناها أو مناسبات تسميتها.

مثلًا في حلب/ سورية شارع "التلل" وسبب التسمية أن السلطان العثماني سليم الأول 1517 ذبح خصومه ورصف جماجمهم على شكل تلال وكان عددهم 40 ألفًا وقيل 90 ألفًا، رجالًا ونساء وأطفالًا.

وفي الغوطة... حديقة الشام العظمى، بلدة اسمها "خرابو" وسبب التسمية التدمير الشامل للبلدة في الغوطة، وتحويلها إلى مكب جثث القتلى الذين ذُبحوا في ساحة المرجة في دمشق في نفس الحقبة.

ـ 4 ـ

خلال 23 سنة الرئيس كلينتون وجورج بوش، وأوباما... قاموا بغزو 9 بلدان إسلامية، قتل فيها 11 مليونًا من كافة أنواع المساكين.

القمح السوري كان يكفينا، والنفط السوري كان يكفينا، ولكن سورية ابتليت بعدة أنواع من الاحتلالات.

وأمامي مذكرة مكتوبة منذ سنوات هي خبر عن ثلاث شخصيات حصلت على جائزة نوبل للسلام... (السلام !).

الأول مناحيم بيغن رئيس وزراء إسرائيل - مرتكب مجزرة دير ياسين في فلسطين. وشمعون بيرس مرتكب مجزرة قانا في لبنان. والثالث "أونغ سان سوتشي" مستشارة بورما، تمت مجازر بعشرات الآلاف في ميانمار برعايتها وصمتها.

ـ 5 ـ

أحفاد الخراف "الآشورية" في بلاد ما بين النهرين، لدى اقتراب موعد الإنجاب تقفز فوق سياج الحظائر وتركض لعدة أيام باتجاه البلدة التي ولدت هي فيها.

والمصريون، أحفاد تحتمس، في الأزمنة القديمة، كانوا يحملون معهم دائمًا زورقًا خشبيًا صغيرًا، من أجل اجتياز الجحيم.

ـ 6 ـ

لا توجد عضلة في هذا الكون أقوى من قلب الإنسان.

عشرة أحزان، من العيار الكارثي، كافية لتذويب الصخر.

وها هي قلوبنا، في هذه البلاد، تحمل مدنًا من الأحزان، وما تزال، كباعة الحليب الصباحي، تدق على الأبواب.

ـ 7 ـ

من دفتر قديم:

مبدأ الطغاة: لا تثق بأحد. جميع الناس يريدون الإطاحة بالطاغية، غير أن من يستطيع ذلك هم... الأصدقاء.

وعليه يجب الشك بهم قبل غيرهم.