يوميات سورية 33

27 نوفمبر 2021
27 نوفمبر 2021

- 1 -

يوم كامل خصصته للإصغاء لفيروز، بمناسبة ميلادها.

فيروز أجادت الصمت، فعلمتنا الاستماع.

هي، وليس العلم، مَن علّمنا أن القلب البشري متوفر في الجهة اليسرى من صدر الحب.

بداية فيروز في دمشق على مسرح سينما سورية عام 1952 وكان اسمها «نهاد حداد» وعمرها 17 سنة. حضر تلك الحفلة العقيد ـ الرئيس أديب الشيشكلي.

... ومما يذكر أن أم كلثوم أقامت ثلاث حفلات، صيف 1931 في حديقة مكشوفة. وكانت قيمة البطاقة ليرة ذهبية. مما أجبر المعجبين أن يبيعوا مصاغ زوجاتهم.

- 2 -

أصعب مهمة في العالم هي إقناع شارلي شابلن أن يؤدي دور شمشون الجبار، فشابلن عبقري نحيل يحب المطر لأنه -كما صرح- يخفي دموعه. أما شمشون فيكره المطر لأنه يبلل ريشه المستعار.

شارلي شابلن حضر افتتاح فيلمه «السيرك» في سينما «فلوردي داماس» في دمشق عام 1929.

- 3 -

في فبراير 1907 «دخلت» الكهرباء إلى الجامع الأموي، قبل «دخولها» إلى ولاية لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، وكانت المسؤولة عن دخول الكهرباء إلى دمشق شركة بلجيكية، ومقرها كان المبنى نفسه الذي تحتله اليوم شركة كهرباء دمشق.

دمشق اليوم بلا كهرباء إلا في ساعات. وقد زارها عام 1952 مهاتير محمد، صانع النهضة الماليزية اليوم. وصرّح يومها أنه -ذات يوم- سيجعل ماليزيا نسخة من سورية.

كانت سورية مرشحة لأن تصبح يابان الشرق الأوسط.

- 4 -

هناك تعريفات جامعة مانعة لفكرة وكلمة الوطن.

وهناك تعريفات مفتوحة، حسب الخبرة الواقعية.

أمس تجادل أمامي هجاؤو الأوطان الصعبة، ومادحو الأوطان السهلة. واختتم الجدال، على خلفية ما يحدث في بلادنا، بهذا التعريف لجان جاك روسو:

«الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه «مواطن» من الثراء ما يجعله قادراً على شراء «مواطن» آخر.

الوطن هو ألا يبلغ فيه «مواطن» من الفقر ما يجعله يبيع نفسه أو كرامته.

- 5 -

أروض الظلال في الظهيرة.

أدجّن الآلام في المساء.

وأدّعي السعادة في النهار.

وما زلت مهتماً بثغاء الحياة، وهي ذاهبة إلى المراعي،

كل صباح، فيما أنا جالس على قارعة الوقت،

كأحد رعاة قطيع المهزومين، أحيك على مهل،

كنزة لمقرور في الشتاء القاسي، هو... الأمل.

- 6 -

كلاهما لمرة واحدة... الحب والموت.