يوميات سورية 32

20 نوفمبر 2021
20 نوفمبر 2021

ـ 1 ـ

عندما وقّع الرئيسان: جمال عبد الناصر، والرئيس السوري شكري القَوَتلي، وثيقة الوحدة بين سوريا ومصر 1958 قال شكري القوتلي المتنازل عن الرئاسة: سيدي الرئيس: "أسلمك شعباً ثلثاه زعماء، والباقي زاعمو نبوّة.. أطلب من الله تعالى أن يعينك على قيادته".

ـ 2 ـ

عندما سألته عن مهنته قال: "بلاك رايتر" ترجمتها الكاتب الأسود، وحقيقتها هي: الكاتب الذي يكتب للآخرين ما يريدون، رواية، قصص، أشعار، أبحاث... إلخ.

سألته لمن كتبت؟ فقال: هذه أسرار مهنية. ولم أفلح بإقناعه البوح بأي اسم.

عندما التقينا بعد 10 سنوات حرب في سورية... قال لي: أنا أتابع ما تكتبه على الفيس بوك، وأنا متأكد أن هذه الحرب لن يكتبها الكتاب، وإنما "البلاك رايتر". فالكاتب يحصل على قصة عن بعد... أما البشر فهم يعيشونها، وهم بحاجة لمن يكتبهم كما هم وكما يشاؤون... تعال نفتح مكتبا للكتابة المأجورة ونصنع كُتابا جدُدا!

من لديه تجربة أو قصة أو مشروع كتابة أياً كان... نكتبه له مقابل أجر.

ومن سيكون الكاتب على الغلاف؟ أجاب: صاحب القصة .

ما زلت أنتظر منه معرفة أسماء مزعومة في عالم الكتابة.

ـ 3 ـ

هذه هي التهم التي توجه من محكمة الأرواح إلى الروح المغادرة، في مملكة "أوغاريت" (سورية ـ الوثيقة موجودة في متحف اللوفر، وتعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد).

1 ـ أيتها الروح هل كذبت؟

2 ـ هل عذبتِ حيواناً، وهل أسلت دم حيوان دون سبب أو ذنب ؟

3 ـ هل كنتِ سببا في دموع إنسان؟ وهل اقتلعت نباتا أو زهورا؟

4 ـ هل لوثتِ ماء النهر؟

5 ـ هل تعاليتِ على غيرك بسبب علو منصبكِ؟

6 ـ هل ارتفع صوتكِ أثناء حوار؟

7 ـ هل فاض لسانكِ في شهادة زور. وهل قبلتِ رشوة؟

والسؤال الأخير: وماذا فعلتِ من الأعمال الصالحة؟

فأجابت الروح: كنت عيناً لأعمى، ويداً لمشلول، وساقاً لكسيح، وأباً ليتيم. وفي فرح لجار غير أوغاريتي غنيت، وضحكت وقهقهت ورقصت وعزفت على الناي.

ـ مبروك أيتها الروح لقد نجحتِ.

قالت الروح: يا سيدي... ألن تسألني عن إيماني وعبادتي، وصلاتي، وصيامي؟

ـ لا ... أيتها الروح الطاهرة. تلك قضية لا سلطة لأحد عليها. تلك يحددها الله وحده.

ـ 4 ـ

قال ناظم حكمت... الشاعر التركي الذي قضى عشر سنوات في السجن لأسباب سياسية: إنني فخور بكوني عشت في القرن العشرين.

هنا لغة الأرقام في خلفية الافتخار بهذا القرن:

الحرب العالمية الأولى 22 مليون قتيل. الأنفلونزا الإسبانية 50 مليون ضحية. الحرب العالمية الثانية 85 مليون قتيل. وباء الجدري 300 مليون ضحية. في الحرب الكورية 5 ملايين. فيتنام 4 ملايين. الحرب الأهلية الروسية 20 مليونا. الإيدز 39 مليونا... أما الكورونا، لاحقاً، فاكتفت حتى الآن بـ 4 ملايين ضحية .

ـ 5 ـ

من دفتر قديم:

1 ـ إننا، كالأطفال، نفكّ أجزاء الساعة، ونجعل منها ألعوبة، ثم ندهش لأن الساعة تدور.

2 ـ لكي تحتفظ أجنحة الفراشة ببريقها، لا بد من الاقتصاد في لمسها.