يوميات سورية 24

25 سبتمبر 2021
25 سبتمبر 2021

ـ 1 ـ

أحياناً يُكافأ، الكاتب بكلمات قليلة صادرة عن قلب دافئ، وروح نقية تأتيه من مجهول... فيقول: استوفيت حقوقي كاملة.

ـ قارئ على الفيسبوك يكتب لي: أتمنى لك أياماً قادمة أفضل، ولذلك أرجو ألا تصرخ: "ياالله... أخرجني من هذا اليم".

ـ في بعض الأحيان فرحة واحدة، حقيقية تكفي لنسيان، ولو مؤقت، لطعم هزيمة مرّة. ثم نغفر للزمن.

ـ شكراً لوجودك... فمنذ سنوات وما زالت أفكارك إحدى أدويتي المضادة للاستسلام.

ـ 2 ـ

آخر خبر محزن... عن إغلاق مكتبة نوبل في دمشق. في تلك الحقبة الطويلة من ازدراء الثقافة، وأحد أهم أدواتها الكتاب، لم يكن جميل، صاحب المكتبة، يعجز عن الوفاء بوعده لك أنه سيأتيك بالكتاب المفقود الذي طلبته.

وداعاً للواجهة التي عرفتنا على جديد الكتب المعروضة فيها. وداعاً قبلها للضحايا من المكتبات التي سبقت في المغادرة إغلاقاً، وحرقاً، وضموراً في رئة المعرفة لدى العربي الذي لا وقت ولا مال لديه ليقرأ.

"أن تحرق كتاباً... تحرق شخصاً. أن تحرق مكتبة فأنت تحرق تاريخاً".

ثمة مذكرات مذهلة حول المسكين "الكتاب" والمسكينة "المكتبة".

1 ـ مكتبة السائح في طرابلس (لبنان) أحرقت وفيها 80 ألف كتاب يعود أقدمها إلى العام 1817.

2 ـ المكتبة المركزية ـ الموصل ـ العراق أحرقت على يد داعش في 2013 وعدد الكتب 100 ألف كتاب.

3 ـ المجمع العلمي في القاهرة يعود تأسيسه إلى حملة نابليون على مصر 1798 أحرق فيه 200 ألف كتاب.

4 ـ إحراق مكتبة الصحفي محمد حسنين هيكل عام 2013 وفيها 18 ألف كتاب.

ـ 3 ـ

قرأت اليوم هذا المقطع للكاتب الإيطالي "تشيرونيتي" وهو أحد المتشائمين المرموقين في العالم، بين ألبير كامو، وسرفانثس، واللورد بايرون، وفولتير، ووروسو، سيوران:

"الإنسان مجرد "زبال" وهو يحمل كل هذا الكم من الأوساخ والغازات والأمعاء. إنه روح بائسة تجرجر جثة مؤجلة".

ثم يضيف: "كيف لا تجهض امرأة حامل وهي تقرأ كل هذه الأخبار في الصحف".

وبإصرار، في الضفة الأخرى للكتابة، ثمة من يقول: "الإنسان أفضل ازدهارات الطبيعة".

ـ 4 ـ

أما الماغوط الشاعر، فهو لم يفارق أبداً ازدراءه المتطرف لهذا العالم المتعثر بأبسط يقينيات الواقع، الماغوط هجّاء الإنسان، ومدّاح الحياة.

"كل طبخة سياسية في الشرق الأوسط: أمريكا تعدّها. وروسيا تضرم تحتها النار. أوروبا تبرّدها. إسرائيل تأكلها. والعرب يغسلون الصحون".

ـ 5 ـ

من دفتر قديم:

في الخامسة من كل نعاس... أستيقظ لأسقي، بالمطر الهاطل... الوردة.